الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    قتلى الحج والعمرة

    حوادث حافلات الحج والعمرة، لم تعد مفاجئة للأردنيين، فأخبارها باتت اعتيادية؛ عدد الوفيات لا يشكل فرقا، والخسائر لا تدعو لاتخاذ إجراءات تحول دون تكرارها.
    القصة باتت مكرورة؛ وسائل إعلام تصدم الناس بالخبر، نترحّم عليهم، ويخرج المسؤولون للتبرير والتفسير كل بطريقته، وبعد ذلك يطوى الملف، ونعود إلى ما كنا عليه.
    المأساة الأخيرة حلت في ثاني أيام عيد الفطر، إذ توفي 6 معتمرين أردنيين على الأقل وأصيب العشرات، إثر تعرض حافلة تقلهم لحادث مروع على طريق الأغوار الجنوبية / الطفيلة بعد عودتهم من الأراضي المقدسة.
    هنا ينتهي الخبر وتبدأ التبريرات والتفسيرات الرسمية وغيرها، وتتعدد الشروحات والأعذار، فوزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور وائل عربيات ورغم أنه لا علاقة له بالشروط الفنية للحافلات، والتي هي من مهام وزارة النقل، خرج ليتحدث ويرفع اللوم عن غيره، ويعتبره "خطأ بشريا بامتياز".
    عربيات يقول إن سائق الحافلة سلك طريق الطفيلة/غور فيفا تحت ضغط المعتمرين الذين يقلهم رغم أنه غير مخصص لمرور الحافلات، وهو ما تسبب بالإضافة لعوامل أخرى لوقوع الحادث.
    اما وزير الأشغال المهندس سامي هلسة فيعيد أسباب وقوع الحادث إلى كون الطريق زراعيا وليس من ضمن مسارات الطرق الرئيسية لغايات حافلات الحج والعمرة، وهذا صحيح أيضا.
    هلسة في معرض تعليقه على الحادث ومسبباته، يجد فرصة للحديث عن هموم قطاعه فنسمعه يعترف للأردنيين بأن 30 % من طرق المملكة الرئيسية والفرعية بحاجة لصيانة فورية، والمشكلة تكمن في غياب التمويل لإجراء هذه الصيانة.
    كل ما ذكر سابقا صحيح، لكن أُغفل الحديث عن معلومات خطرة حصلت "الغد" عليها تؤكد أن غالبية الحافلات التي تتعرض لحوادث مشابهة، كانت حصلت على استثناءات من هيئة النقل العام منحت بموجبها تصاريح تمكنها من التوجه في رحلات عمرة، ثم تقوم بتزويرها، لعلم أصحابها أن مواصفاتها غير مؤهلة لمثل هذا النوع من الرحلات الطويلة.
    آخر المعلومات تقول إن حافلة الحادث الأخير كانت خرجت بتصريح مزور، وبالفعل حُوِّل مالكها إلى مدعي عام الزرقاء، اعتمدت في تزويره على تصريح سابق يمنح الحافلة التي يقول المطلعون إنها غير صالحة فنيا، ورغم ذلك تم منح الاستثناء والتصريح.
    تقول المعلومات، أيضا، إن الحافلة غادرت إلى السعودية 6 مرات خلال فترة 6 أشهر، أي بمعدل مرة كل شهر، وإنها بالأصل تملك تصريح التنقل على خطوط داخلية وليست دولية، لكن قرارات هيئة النقل وغياب التشدد في هذا الجانب الحساس والخطر، يجعلنا نجد عديد حافلات مخصصة للنقل الداخلي تسير على الطرق الدولية.
    الأسئلة المهم الإجابة عنها؛ كيف تمكن السائق من استخدام تصريح مزور 6 مرات بدون أن يكتشف أمره؟ وكيف تمكن من مغادرة المملكة في المرات الست رغم أن التصريح الذي بحوزته لم يتضمن عبارة "هذه الحافلة تقل معتمرين" وهو أحد شروط الحصول على التصريح الاستثناء؟
    وزير النقل الحالي جميل مجاهد يعرف تماما هذه الحقيقة، وهو نفسه حين كان مديرا لهيئة النقل وضع حدا لمثل هذه الممارسات وأوقفها بالكامل، والمطلوب اليوم وقف كامل لمثل هذه الاستثناءات التي تتم على أسس مجهولة، ومحاسبة كل من له يد بارتكاب هذه الجرائم بحق أناس أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم ائتمنوا الحكومات وأصحاب الحافلات على حياتهم.





    [09-07-2017 08:48 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع