الرئيسية أحداث دولية

شارك من خلال الواتس اب
    صمود الهدنة بدرعا وحشود بالبادية

    أحداث اليوم - صمدت الهدنة التي أعلنها الجيش السوري والمليشيات الطائفية الموالية له من جانب واحد في درعا، ودخلت حيز التنفيذ اعتبارا من ظهر السبت الماضي ولمدة يومين، باستثناء بعض خروقات، اعتبرها سكان في درعا أنها لا تقارن مع القصف المكثف الذي تعرضت له المدينة، وبعض بلداتها طوال الأسبوعين الفائتين.
    وفيما شهدت مناطق "معركة الجنوب"، كما يسميها الجيش السوري تبريدا لجبهاتها، التزاما بالهدنة، إلا أن بعض الجبهات الأخرى في المحافظة والتي لم تكن ضمن مناطق هذة المعركة، استمرت فيها الاشتباكات وشهدت قصفا متبادلا.
    وتسيطر فصائل المعارضة السورية على أكثر من 60 % من مساحة محافظة درعا بما فيها حدود المحافظة ومعبريها درعا -الرمثا ونصيب -جابر مع الأردن، فيما يسيطر النظام على ما تبقى من مساحة المحافظة.
    وقال الناشط الإعلامي السوري عبدالحميد ناصير وهو من مدينة داعل في محافظة درعا لـ"الغد"، ان هناك التزاما شبه تام من كلا الطرفين بالهدنة، رغم أن غرفة عمليات البنيان المرصوص، والتي تضم كافة الفصائل المقاتلة في "معركة الموت ولا المذلة "بمدينة درعا لم تعلن عن التزامها أو عدم التزامها بقرار الهدنة، والتي كشف نشطاء بأنه كان بمثابة رسالة وصلت لقيادات الفصائل من الدول الصديقة.
    وأضاف ناصير أن الخروقات للهدنة في درعا كانت أمس محدودة جدا، حيث شهدت منطقة الغارية الشرقية في ريف درعا وأطراف مدينة داعل قصفا محدودا، فيما تعرضت بلدة اليادودة لتمشيط بعربات الشيلكا من قبل قوات النظام، في حين صدت فصائل الجيش الحر هجوما لقوات النظام على جبل مكحول في البادية السورية، إضافة إلى تصدي الجيش الحر لمحاولة تسلل لقوات النظام باتجاه نقاط الرباط شرق داعل.
    وأضاف أن الجيش الحر دمر مجنزرة وسيارة دفع رباعي لقوات النظام أثناء محاولتها التقدم ورفع سواتر متقدمة على جبهة الغارية الغربية.
    واستهدف قصف الجيش السوري والمليشيات الشيعية الموالية له في الأسبوع الأول من القصف مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين وبلدات اليادودة والنعيمة وأم الميادين ودرعا البلد وطريق السد فقط، ثم توسع القصف ليطال في الأسبوع الثاني القرى القريبة من الحدود الأردنية، والتي شهدت في الفترة الأخيرة موجة نزوح إليها هربا من القصف، مثل تل الشهاب ونصيب وطفس وصيدا وداعل والمزيريب، حيث تعرضت لقصف جوي ومدفعي كثيف أوقع العشرات من القتلى والجرحى بين صفوف سكانها.
    وفيما أشار ناشطون إعلاميون وقيادات في فصائل المعارضة إلى أن التزام الجيش الحر بالهدنة، رغم عدم إعلانه الموافقه عليها بشكل رسمي، يأتي التزاما برسائل من دول حليفة وصديقة، أكدوا أن النظام السوري بدأ ينقل ثقله "المليشياوي"، وخاصة المليشيات الإيرانية الموالية له إلى البادية الشامية، التي شهدت مؤخرا تبريدا لمعظم جبهاتها، قبل أن تبدأ "معركة الجنوب" كما يسميها في درعا.
    ورغم أن فصائل المعارضة تتحدث عن تحريك النظام لثلاث فرق من الحرس الجمهوري من الشمال السوري صوب درعا، استعدادا لاستئناف معركة حاسمة، بعد أن أحرج قياداته الفشل الذريع في تغيير معادلة توزيع القوى العسكرية على الأرض في درعا، وفقا للحسابات العسكرية في معركة شرسة استمرت لأسبوعين، إلا أن ناشطين يرون أن الجيش السوري غير من تكتيكه العسكري مرحليا، لتحقيق التواصل الجغرافي الاستراتيجي مع العراق، خاصة أن الحشد الشعبي أصبح يسيطر على معبر الوليد المقابل للتنف، والذي من شأنه تجويد الدعم اللوجستي للجيش السوري على جبهاته المتفرقة بعرض البلاد وطولها.
    وما يؤكد ذلك، ما يشهد مطار السين العسكري في البادية الشامية قبالة الحدود الأردنية من منطقة الرويشد، من إنزال حشود إيرانية ضخمة.
    وقال عضو المكتب الإعلامي لقوات الشهيد أحمد العبدو، الذي يسيطر مع جيشي أسود الشرقية ومغاوير الثورة وجميعها تابعة للجيش الحر، على أغلب مناطق البادية الشامية وهو القيادي سعيد سيف لـ "الغد"، أن مطار السين والذي يبعد عن الحدود الأردنية حوالي 75 كلم في العمق السوري يشهد إنزال حشود مليشيات شيعية إيرانية.
    وأضاف سيف في اتصال هاتفي لـ"الغد" بأن هذه الحشود تأتي في سياق التحضير لمعركة تستهدف السيطرة على البادية الشامية، التي تضم اتوستراد دمشق بغداد، الذي يعتبرا حيويا واستراتيجيا للنظام السوري.
    وقال سيف إن النظام وبالتعاون مع المليشيات الإيرانية الطائفية التابعة له، يحاول إيجاد تواصل جغرافي مع مليشيا الحشد الشعبي الطائفي من خلال معبر التنف، والذي أصبحت تسيطر عليه هذة المليشيا من الجانب العراقي والمسمى هناك بمعبر الوليد.
    وأوضح أن هذه المليشيات تريد موطئ قدم في البادية الشامية، التي تسيطر عليها فصائل الجيش الحر من قوات أحمد العبدو وأسود الشرقية وجيش المغاوير، مثل مناطق سيس والتيس ومكحول ومطوطة ومحروثة وجليغم والغداية، تمهيدا للانطلاق إلى منطقة البوكمال، التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي، للسيطرة على معبر البوكمال القائم لتحقيق الهلال الشيعي.
    وأشار سيف إلى أن قوات الشهيد أحمد العبدو وجيش أسود الشرقية تسيطر على مناطق من شرق السويداء إلى منطقة التنف على الحدود مع العراق، فيما يسيطر جيش مغاوير الثورة على القاعدتين العسكريتين في التنف وهما التنف والزكف.
    من جانبه أكد عضو المكتب الاعلامي لجيش أسود الشرقية سعد الحاج لـ "الغد" وصول مليشيات مسلحة إلى مطار السين في البادية لكن الحاج لم يحسم أنها إيرانية.
    بيد أن النظام السوري وبحسب ما نشر على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، قال إن هذه المليشيات هي "جيش التحرير الفلسطيني وقوات تابعة للقيادي الفلسطيني أحمد جبريل".
    وقال الحاج إنه "سيتم التعامل مع هذه المليشيات كما تعاملنا مع سابقاتها فهم هدف مشروع للجيش الحر".
    من جانبه قال الإعلامي السوري عامر شهدا لـ "الغد" إن نظام الأسد استغل اتفاق "خفض التصعيد" في سورية، الذي توصلت إليه مؤخراً كل من (روسيا-إيران - تركيا) بالعاصمة الكازاخية استانا، ليدشن معركة "ملء الفراغ" أو "حرب المساحات" عبر السعي للسيطرة على البادية الشامية التي تشكل أكثر من 35 % من مساحة سورية.
    وأضاف شهدا أن إيران كذلك استثمرت الاتفاق لتسحب ميليشياتها من المدن السورية الساخنة، وتدفعها إلى منطقة البادية، تحقيقاً لعدة أهداف، أبرزها قطع الطريق على فصائل الجيش الحر المتمركزة في قاعدة التنف والمدعومة من التحالف الدولي من الوصول إلى مدينة دير الزور الحدودية مع العراق، إلى جانب تأمين إيران لطريقها "المقدس" الممتد من طهران فالموصل إلى دير الزور مروراً بدمشق وصولاً إلى مناطق سيطرة حزب الله في بيروت على البحر المتوسط.
    وقال إنه "ورغم عشرات التحذيرات والتهديدات التي أطلقتها قيادة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ، إلا أن قاسم سليماني زعيم ميليشيا فيلق القدس التابعة للحرس الثوري وصل برفقة مرتزقة "فاطميين" أفغان إلى الحدود العراقية قادما من البادية السورية".
    وشهدت منطقة البادية الشامية بداية الشهر الحالي، محاولات تقدم عديدة من قبل النظام والمليشيات الموالية له صوب معبر التنف للسيطرة عليه، إلا أن جيش مغاوير الثورة وبالتعاون مع طيران التحالف تمكن من إفشال جميع هذه المحاولات.





    [20-06-2017 03:53 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع