الرئيسية أحداث فنية

شارك من خلال الواتس اب
    وائل كفوري في أروع أغنياته مع رامز جلال!

    أحداث اليوم -

    نعود إلى برنامج رامز جلال المستمرّ منذ سنوات رغم كلّ الانتقادات وكلّ المعلومات حول الاتفاق المسبق مع "الضحايا" الممثلين. نعود إليه لأننا لسنا جمهوراً قاصراً، ولسنا بوارد لعب دور المتلقي السلبي بعد اليوم. نعود إليه لأننا نعيش في منظومة قائمة على التكاذب والاستخفاف بالعقول وبذكاء جيل عصر "السوشيل ميديا" واحتمالية السكن على المريخ! لأننا صرنا نفهم قواعد اللعبة، وندرك أنّ "التمثيليات" والاتفاقات المبرمة تحت الطاولات والأخاديع "البريئة" تحصل في معظم البرامج والمقابلات، لكنها حين تُفضَح، يشعر "مرتكبوها" بالخجل. وقد يعتذرون ويتراجعون. لكن أن تستمرّ، وتُنكر، وتُخلق لها تبريرات ومخارج، وتُفرض على الرأي العام...فهذا نوعٌ من الإرهاب الفكريّ.

    المحزن في كلّ هذا أيضاً، أنهم أوصلونا إلى حائط مسدود لا يليق بالحريات الفكرية والثقافية والإبداعية. واظبنا على الإيمان بأن مُطلق أي عمل فيه نتاج فكري وفنيّ، قابل للخضوع للنقد، على أن ترفع قبعة الاحترام في نهاية المطاف تماشياً مع حريات التعبير وتنوّع الآراء والأذواق والتوّجهات، وحفاظاً على قدسية الفنون وقدسية الإنسان ونتاجاته الفكرية. لكن أي حلّ يبقى أمامنا في حضرة عمل يساهم في إغراقنا بوحول السطحيات والزعيق والعنف والادعاءات الكاذبة؟ بل أي إفادة في استمراره في وقت تعاني شعوبنا من المؤامرات وتُجبر على العيش مسيّرة لا مخيّرة؟

    ليس الأمر تفصيلاً، كما يعتقد البعض. ليس مجرد برنامج "وماشي الحال، ما بدها هالقد". وليس الحلّ بدعوتنا إلى البحث عن "الريموت كونترول" وتغيير المحطة. القليل من الاحترام، رجاء.

    ولا مبالغة في ردّ فعلنا، ولا نميمة أو تصويب مقصوداً أو اعتباطياً. تفاعلنا السلبيّ هذا مع "رامز تحت الأرض" تفرضه مشاهد الغرق في الوحول واقتراب سحليات النهايات. (المعنى مجازيّ طبعاً).

    "جبل من جبال لبنان" يقرر المشاركة في البرنامج. "بسبب هبوب عاصفة رمليّة، يُضطر قائد الطائرة إلى الهبوط في مكان آخر فيتعذر على نيشان إجراء المقابلة التمويهية مع وائل كفوري"، هكذا يشيع البرنامج. على "المقلب" أن يبدأ على وجه السرعة، فتُنقل الرمال المتحركة ومعدّات التصوير ومجسمات الذعر. يضرب الغضب "صاحب الصوت الجهوري" منذ اللحظات الأولى في الصحراء القاحلة. يجهد في طمأنة الحسناء (من فريق العمل) التي تصرخ بشكل جنونيّ خوفاً من جنون سائق سيارة الدفع الرباعي. تماماً مثل كلّ ردود الأفعال التي تقوم بها "الضحايا"، يخرج كفوري والصبية من سقف السيارة التي تغرق في الأرض. الصراخ مُستنسخ. تعابير الوجوه مُستنسخة. الوضعيات مُستنسخة. لكنّ "الكفوري" أراد التميّز. ها هو يخرج الصبية من الرمال محاولاً إنقاذها. "روحي إنت، شو بدّك فيي"؟! رومنسية لم ترتق إليها أغنيات ملك الإحساس كافة. كان الرجل حازماً. لم يُخيّرها "يا ضلّي يا روحي". صرخ صرخة عاتية. بدا شبيهاً بأنطونيو بانديراس. تمادى في رسم خطوط الألم على وجهه. "كيفك يا وجعي؟"، ربما كان يسأل.

    تتقدم السحلية ببطء. هي أشبه بشخصيات أفلام الكرتون المخصصة للأطفال. فجأة، يتمكن "وائل" من الوقوف على رجليه. يسأل بسذاجة: "وينوي، وينوي؟! يا رجل، سينقضّ عليك الزاحف المفترس بعد ثوان. إنه أمامك"!

    "شو العمل؟"، يصرخ مجدداً. يستنجد بالخالق:"لا حول ولا قوة إلا بالله". كان عليه أن يتلو فعل الندامة أيضاً، بصوت مرتفع، لكنه انهمك في إنقاذ الفتاة. لم يخطر على باله، ولا على بال أحد من "الضحايا" أن يصرخ "رامز جلال، وينك"، أو أن يشكّ به!

    "ولك أنت شو بدك فيّ؟"، يستشيط غضباً قبل أن يخرج رامز من "سحليته". يروق لنجمنا أن يغنّي، في قرارة نفسه، "كيف بدي سامحو". وربما يتذكّر أغنية "ويلك من الله". "مش مسموح" ما حدث مع رجل بهذا الكمّ من الأحاسيس. المشهد الأخير، أيضاً مُستنسخ، متكرر. لكنّ "النجم الأسطوري وائل كفوري" يسددّ ركلة على رجل رامز رغم مناجاة الأخير و"ارحم عذابي".

    تنتهي الحلقة، كما سابقاتها. هذه المرّة، يعرج رامز ويضع النجم كيس ثلج على ظهره. "غلطة" عمره، كانت. أو هكذا حاول أن يُخبرنا قبل أن يأخذ جلاده في الأحضان.

    لكننا، في كلّ المرّات، نُكمل نهارنا مرددين أغنية "ضحكني بكاني". هو فعلاً مضحك مبكي، واقعنا الرديء الزاحف على الأوساخ.





    [09-06-2017 09:15 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع