الرئيسية أحداث اقتصادية

شارك من خلال الواتس اب
    "هيئة الاتصالات" تتخلى عن دورها

    أحداث اليوم - تعلن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات اليوم عن «جائزة لافضل مشغل اتصالات خلوي» ما بين الشركات الثلاث العاملة في المملكة ، متخطية بذلك دورها المحايد كجهة رقابية تحاسب وفق القانون والانظمة في خطوة غير مسبوقة لجهة حكومية رقابية على القطاع الخاص.

    مراقبون على قطاع الاتصالات ابدوا في حديث لـ «الرأي» استغرابهم من انحراف دور هيئة تنظيم قطاع الاتصالات من الدور الرقابي ، والمشجع بذات الوقت للبيئة التنافسية المشروعة بين شركات الاتصالات والمستثمرين فيها ، الى اتخاذ دور اعلان مسابقات بين هذه الشركات بعيدة عن التخطيط الاستراتيجي ، واقرب ما تكون الى مسابقات المواهب التي تعلن عنها المحطات الفضائية.

    واعتبر المراقبون ان دور هيئات التنظيم في المملكة، مهمتها الرئيسية هي القطاع وتنظيمه وتلقي الشكاوى والتأكد من جودة الخدمات المقدمة للمشتركين وليست بموضع تقييم للخدمات والاعلان عن أفضلها ونشرها للجمهور وسط احتفاليات او مؤتمرات صحفية، ما يخرجها عن موقفها الأساسي كجسم محايد، فتصبح وكأنها تحابي شركة دون أخرى.

    ووجه مهتمون في قطاع الاتصالات تساؤلاتهم الى هيئة تنظيم قطاع الاتصالات عن جدوى عقد مثل هذه المسابقات في الوقت الذي يعلن به نتائج أداء كل شركة على موقع الهيئة الالكتروني وبشكل دوري وفقاً لمؤشرات معينة تعزز التنافسية بين الشركات في اجواء تضمنها مؤسسة حكومية تعتبر الحاضن للاستثمرات بما يضمن مصلحة المواطن والقطاع على حدٍ سواء.

    واكدوا ان المجاهرة في عقد مثل هذه المسابقات واعلان الفائزين فيها من شأنه ان يضع الهيئة في موقف المحابي لشركة دون اخرى ما يزعزع استقلاليتها امام القطاع الخاص ككل، حيث يتبع اعلان نتائج المسابقات تساؤلات كثيرة حول الاسس التي تم وضعها لتقييم الشركة الفائزة في ظل سنوات من المنافسة قدمت فيها الشركات العديد من الخدمات التي ساهمت برفع سوية القطاع على صعيد الافراد والشركات.

    واعتبروا ان اعلان جهة حكومية مثل هيئة تنظيم قطاع الاتصالات لشركة فائزة بعينها يعطي دلالة واضحة بتوجيه الشركات والافراد للتعامل مع هذه الشركة ، وهو ما يتنافى جملةً وتفصيلاً مع دور الهيئة الرقابي ، واضرارا مباشرا بمصالح وتنافسية الشركات الاخرى.

    ووفقاً لما هو متداول على صعيد شركات الاتصالات حول العالم ، اكد المراقبون ان متلقي الخدمة ، هم الجهة الوحيدة الاجدر بتقييم خدمات الشركات مقارنة بما تدفعه من اموال مقابل هذه الخدمات ضمن اسس محددة لقياس مدى رضى متلقي الخدمة ، واستفتاءات للرأي العام يقوم عليها متخصصون ضمن مراكز للدراسات الاستراتيجية.

    واستهجن مراقبون تناقض قرارات الهيئة التي تمنع الشركات من نشر المؤشرات تقرير معلومات الجودة الخاصة بخدمات الاتصالات الخلوية العاملة الذي تصدره الهيئة بشكل دوري من استغلاله من قبل الشركات لغايات الدعاية او الترويج في حين تقوم الهيئة باعلان هذه النتائج على العامة ضمن مسابقة عامة بشكل ينطوي على منافسة غير مشروعة.

    وكانت هيئة الاتصالات اعلنت في وقت سابق عن استحداث «جائزة لافضل مشغل اتصالات خلوي» في سوق الاتصالات المحلية العام الحالي، في خطوة تعد الأولى من نوعها لهيئة الاتصالات في قطاع تعتبره الدراسات المحايدة من الأكثر تنافسية في المنطقة العربية بوجود 3 مشغلين.

    وتشمل هذه الجائزة مشغلي شبكات الاتصالات المتنقلة الرئيسية العاملين في سوق الاتصالات المحلية بما يقدمونه من خدمات في الصوت أو الإنترنت المتنقل عريض النطاق من الجيلين الثالث والرابع.

    وتشهد سوق الاتصالات المحلية منافسة شديدة في مجال الصوت والإنترنت المتنقل عريض النطاق، حيث تظهر اخر الارقام الرسمية بان قاعدة اشتراكات الخلوي تتجاوز اليوم الـ 13 مليون اشتراك، فيما يتجاوز عدد مستخدمي الإنترنت الـ 6.3 مليون مستخدم، غالبيتهم يعتمدون على الإنترنت المتنقل عريض النطاق من الجيلين الثالث والرابع.

    ويشار الى ان هيئة تنظيم قطاع الاتصالات نشأت بموجب قانون الاتصالات رقم 13 لسنة 1995، كمؤسسة حكومية مستقلة معنية بتنظيم قطاعي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وفقا لقانون الاتصالات تقع على الهيئة مسؤولية « تنظيم خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المملكة وفقا للسياسة العامة المقررة لضمان تقديم خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للمستفيدين بسوية عالية وأسعار معقولة، وبما يحقق الأداء الأمثل لقطاعي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.»

    وتتولى الهيئة مهام تنظيم قطاع تكنولوجيا المعلومات وفقا لقانون الاتصالات رقم (13) لسنة 1995 وتعديلاته. كما تتولى مهام تنظيم قطاع البريد في المملكة ومراقبة جميع مقدمي الخدمات البريدية ومراقبة التزامهم بنصوص القانون تنفيذاً لأحكام قانون الخدمات البريدية رقم (34) لسنة 2007.الرأي





    [22-05-2017 09:18 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع