الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    رسالة سريّة إلى "القمّة"!

    يقال بأنّ رسالةً سريّة استثنائية وصلت إلى الزعماء العرب المجتمعين في قمّة عمان، موقعة من قبل الأطفال العرب في اليمن، وفي مخيمات اللجوء والهجرة والنزوح السوري، وفي مدينة الموصل العراقية. تطالب – الرسالة- "القيادات" بإعلان حالة الطوارئ التاريخية لإنقاذ جيل كامل عربي مهدّد بالقتل والعذاب والأمراض أو التطرف والضياع.
    ومما تسرّب من الرسالة "نحن الأطفال العرب، الجيل المهدّد بوجوده وأمنه اليومي وسلامته، من فقدنا السلم والطعام والأمن والمكان، وكثير منّا المعيل، نتوجه إلى القادة المجتمعين في منطقة البحر الميت، أخفض نقطة على الأرض جغرافياً، لنقول لكم انظروا تحتكم، فهنالك جيل كامل أصبح تحت القاع".
    "لا نطالبكم بأكثّر مما تستطيعون، لا نتوقع منكم مواجهة التحديات التي تعصف بنا، ولا باستخدام أوراقكم كاملة لإيقاف نزفنا اليومي، بل نريد منكم فقط مساعدتنا على مواجهة حياتنا اليومية، في تأمين الماء، الدواء، والكتب المدرسية لنا في مخيماتنا على الحدود التركية والأردنية وفي لبنان، وفي منازلنا في اليمن، وفي الموصل".
    "نحن أطفال اليمن نذكّركم بأنّنا فقدنا 1400 طفل في الحرب، و2000 جرحوا، و1300 جُنّدوا قهراً، ومليون وسبعمائة ألف يعانون من سوء التغذية، نصف مليون منهم من سوء شديد يهددهم جدياً بإعاقات مزمنة، و7.6 مليون يفقدون الرعاية الصحيّة..".
    "أما نحن أطفال سورية، فمأساتنا لا تخفى عليكم داخل بلادنا وعلى الحدود وفي الخارج، في مخيمات تركيا والركبان- الفضيحة، وفي لبنان. لا نجد الماء في كثير من الأحيان، ولا الكهرباء، وعدنا في بعض المناطق إلى الحياة البدائية، أصبح الطفل منا يبدو كهلاً لسوء التغذية بسبب الحصار الذي يفرضه علينا المسلحون من النظام وزبانيته، وفي كثير من الأحيان لا نعرف من مع من ومن ضد من، لكننا ندفع الثمن"!
    "وفي التعليم فإنّ غالبيتنا العظمى لا تدخل المدارس، هنالك جيل كامل منّا بلا هويات ولا أوراق، جيل غير مرئي، وبلا رعاية من أحد، لنا خمسة أعوام في هذه الكارثة، كبرنا وقد نسينا معنى الأمن والسلم والآمان، ومفهوم الأسرة والحياة الطبيعية، وأصبح الحصول على ماء ولقيمات من الخبز أكبر أمل لنا".
    "أما نحن أطفال الموصل، في المخيمات فنعاني الأمرّين، محاصرين بين داعش وجماعات طائفية لا تعاملنا كبشر، ومنّا من ما يزال محاصرا في الموصل، ويبلغون النصف، يعيشون كل لحظة على شبح الموت بالقذائف والصواريخ، في منازلنا وفي أي مكان"...
    قالت كبيرة المستشارين لمواجهة الأزمات في منظمة العفو الدولية دوناتيلا روفيرا، التي قادت بعثة إلى مناطقنا "لقد شاهدت أطفالا لم تلحق بهم إصابات مرعبة فحسب، وإنما رأوا رؤوس أقربائهم وجيرانهم تقطع بسبب انفجار قذائف الهاون أو يتحولون إلى أشلاء نتيجة انفجار السيارات المفخخة أو الألغام، أو يسحقون تحت ركام المنازل".
    "إنّ ما رأته روفيرا أصبح روتيناً يومياً لنا في مناطق الصراع، رأينا إخواننا يقتلون أمامنا، أباؤنا وأمهاتنا، من لا يُقتل على يد داعش فبسلاح الطيران، ومن ينجو من قصف هنا، يلقى تعذيباً وإهانة وأسراً هناك، أغلبنا مصاب بأمراض نفسية لم تكتشف بعد، نحن جيل برسم الضياع، لكنّنا لن نضيع وحدنا، نحن مستقبل الدول والمجتمعات الضائع".
    "نحن جيل لم يعد يعرف معنى الألم، لا نقيم وزناً لموت بجوار منزلنا أو خيمتنا، جيل يتربّى على الخوف والجوع وفقدان الأمن والأمان والأمل، وكلما طالت بنا هذه الحال، فستصبح جزءا من هويتنا، أو اللاهويتنا، فإذا أردتم الانتظار أكثر، ذلك شأنكم، فنحن الملايين القادمة لكم قريباً بالويلات.. انتظرونا"!.





    [29-03-2017 10:17 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع