الرئيسية أحداث منوعة

شارك من خلال الواتس اب
    "التكنولوجيا‘‘ تمنح فاقدي البصر القدرة على التحليق في عالمها

    أحداث اليوم - لقاءات إلكترونية يومية يحرص العشريني أسامة على حضورها دائما. يحاول من خلالها التعرف على أصدقاء جدد يتبادل معهم الثقافات والخبرات المختلفة التي تثري شخصيته وتزيد من تأقلمه مع واقعه بعيدا عن أية عوائق قد تقيده وتحد من تواصله.
    هو كغيره، تسيطر المواقع الاجتماعية على جزء كبيرا من يومه. لا تثنيه أبدا إعاقته البصرية عن الاطلاع على ذلك العالم الافتراضي الذي يجد فيه فرصته للتعبير عن كل المشكلات التي تواجه ذوي الإعاقة وتحديدا البصرية منها.
    يقول بروح مفعمة بالإيجابية والحماس، إن أوقات ممتعة ومفيدة يقضيها برفقة أشخاص يتفاعلون مع أي قضية تطرح للنقاش سواء كان ذلك عبر الواتساب أو الفيس بوك أو تويتر. والفضل يعود لتلك البرامج الناطقة التي ساهمت، وبشكل كبير في فتح المجال أمامه لكي يستقل بنفسه ويستطيع التعامل مع التقدم التكنولوجي بالذي يمنح تأشيرة العبور بامتياز والبحث دائما عن كل ما هو جديد واستثنائي.
    لقد غيرت التكنولوجيا كثيرا في حياة الناس حتى شملت أيضاً حياة ذوي الإعاقة الذين يرون أنه أصبح بمقدورهم الانسجام أكثر مع مجتمعهم وأصبح حتما باستطاعتهم مشاركة الآخرين من حولهم تفاصيلهم اليومية والاطلاع باستمرار على ما يحملونه من أفكار وقناعات، وتمكينهم من إبداء رأيهم فيها بدون الحاجة إلى المساعدة من أحد.
    سماح خالد طالبة جامعية كفيفة تدرس اللغة العربية وآدابها تشيد كثيرا بدور التكنولوجيا في تذليل الصعاب أمام الشخص الكفيف خاصةً والشخص من ذوي الإعاقة عامةً كونها تختصر الوقت والجهد وتزيد من قدرتهم على الحصول على المعلومة بشكل أسرع.
    وتجد سماح ان التكنولوجيا أراحتها من البحث باستمرار عن قارئ لديه الوقت الكافي لقراءة كل الكتب المطلوبة منها والتي تحتاج إليها كثيرا في عمل الأبحاث اللازمة باعتبارها تدرس تخصصا قائما في أساسه على تحليل القصائد الشعرية والمعلقات الطويلة والغوص الفعلي في عالم الروايات والقصص القصيرة.
    وتتابع “هذا كله سهلته التكنولوجيا، واصبح بمقدورها التنقل بالاعتماد على نفسها بين الكتب القديمة والحديثة وبشكل سلس جدا”. وتضيف “كان لذلك دور في إزالة العقبات بينها وبين من حولها من خلال منحها القدرة على الكتابة بالخط العادي بواسطة الحاسوب أو الهواتف الذكية بمجرد حفظها للوحة المفاتيح الأمر الذي يشعرها حتما بالمساواة وبالتواجد الحقيقي بين أقرانها بعيدا عن أية حواجز من شأنها أن تستقصيها وترغمها على التواطؤ مع العزلة”.
    الاستشاري التربوي د. أحمد سريوي يلفت الى ان التكنولوجيا أسهمت بحل العديد من المشاكل للشخص الكفيف، وتيسير سبل التواصل مع الاخرين ولم تجعل اعاقته البصرية سببا في اعاقة قدرته على استخدام التكنولوجيا والتواصل مع الاخرين.
    وعبر العديد من البرامج الكفيف يكتب كالبصير ويراسل ويحادث ويستمع وهو ما يدعمه نفسيا بشكل ايجابي ويجعله لا يختلف عن بقية أقرانه في شيء.
    وعن دور التكنولوجيا في مساعدة المكفوفين على الانخراط في سوق العمل يبين أستاذ التربية الخاصة محمد علي صعوبات وتعقيدات كثيرة استطاع أن يتخطاها بالرغم من افتقاده للبصر. لم يسمح لتلك المخاوف المحبطة أن تثني عزيمته، بل على العكس تمكن بفضل التقدم التكنولوجي من صنع بصمة مميزة لي. معتمدا في ذلك على البرنامج الناطق “إبصار” الذي يساعده كثيرا في إعداد التقارير اليومية كونه يقرأ له محتوى الشاشة بالكامل، ويجعله أيضاً قادرا على استخدام الإكسل والوندوز والإنترنت، والوورد، وتغيير لون الخط وحجمه تماما كالشخص المبصر.
    ويؤكد أن المكفوفين حاليا يجيدون التعامل مع الهواتف الذكية الآي باد والجلاكسي والآيفون. ويستطيعون انجاز كل أمورهم من خلالها باعتبارها مزودة بالبرامج الناطقة التي تسهل عليهم التواصل مع أصدقائهم. وتمكنهم من قراءة كل ما هو منشور على صفحاتهم في شتى مواقع التواصل الاجتماعي والرد عليهم بمنتهى السهولة.
    ويقول الاختصاصي الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي إن تطور التكنولوجيا في مجالات ذوي الإعاقة وتوفيرها والتدريب على استخدامها يسهل عليهم التواصل مع المجتمع في مختلف المجالات ويخفف من معاناتهم، ويدمجهم بشكل فعال في المجتمع ويبرز قدراتهم ومواهبهم وإبداعاتهم ويعزز من مكانتهم الاجتماعية ويحقق ذاتهم وطموحاتهم.
    ويشدد الخزاعي على ضرورة مواكبة التكنولوجيا ومتابعتها وتوفيرها لذوي الإعاقة، والتدريب على استخدامها وان تكون صيانة الأجهزة الناطقة للمكفوفين متوفرة للجميع وتوزع بشكل مجاني وبدون أي تكاليف أو معاناة وهذا يوفر لهم راحة نفسية ويبعد عنهم القلق والتوتر.
    ويشير اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة إلى أن التكنولوجيا ثورة عصرية بجميع المجالات، وقدمت كثيرا من التسهيلات في كل المجالات وخاصة بالنسبة للكفيفين، حيث اعطتهم الفرصة لأن يتواصلوا عن طريق هذه التكنولوجيا مع كثير من المعلومات وكثير من الجهات، وجعلت هذا الاتصال سهل، وبالتالي سهلت عليه الحصول على المعلومة.
    كما أن جميع وسائل التكنولوجيا تقدم الخدمة لهذه الفئة، سواء عبر الهواتف النقالة أو الأجهزة الإلكترونية باستخدامهم للبرامج الناطقة عن طريق السمع في كل مكان: البنك، الصراف الآلي، الجامعة، المكتبة، كل مكان أصبحت هذه الوسائل أسهل عليهم، ومنه استطاع الشخص الكفيف الانخراط أكثر في المجتمع وإطلاق العنان لإبداعاته ومواهبه.
    ويضيف ان التكنولوجيا منحته الصورة الذهنية اللازمة للإبصار الذهني الذاتي وبناء الصور بأعماقه بناء على المعلومة التي يسمعها ويشعر بها، وبناء مهاراته الذاتية وبالتالي نجد أن العديد من الأشخاص الكفيفين متفوقين في كثر من المجالات المختلفة.
    خبير أمن المعلومات والاتصال د.عمران سالم يبين ان المكفوفين أو أصحاب البصيرة، هم لبنة من لبنات المجتمع ولهم الحق الكامل ان يستفيدوا ولنا الحق في الاستفادة من مهاراتهم، فالكثير منهم أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنهم أكثر فعالية وإنتاجية من بعض المبصرين.
    ومع ثورة الاتصال الرقمي المعاصرة نتساءل هنا، كيف يمكن لهذه الشريحة المبدعة أن تستفيد من التقنيات بما يتيح لها التشارك بفاعلية مع المجتمع وإخراجها من العزلة التي تفرضها بعض الظروف.
    ويبين ان هناك بعض البرمجيات والتطبيقات والأدوات تساعد المكفوفين على استخدام التقنية بشكل كامل كما المبصرون مما يسهل لهم عملية الاندماج.
    ويذهب الى انه وفي منتصف التسعينيات قامت أحدى الشركات الأردنية (حوسبة النص العربي) بتطوير برمجية لطباعة النصوص على طابعة “بريل” الخاصة بالمكفوفين وتم طباعة نسخة من القرآن الكريم خاصة بهم. كما قامت شركة أخرى بتصميم تطبيق لأخذ المذكرات الخاصة بالمكفوفين والتعامل مع الحاسب الآلي بشكل سهل وميسر وانتشرت أيضا الكثير من التطبيقات التي تقوم بقراءة صوتية لملفات النصوص.
    كما طورت شركة ميكروسوفت خاصية النص-للنطق (Text to Speech - TTS) والتي تتيح للمستخدم للاستخدام تطبيقات ميكروسوفت المكتبية ونظام التشغيل من خلال الصوت.
    في الآونة الأخيرة ومع ظهور الأجهزة اللوحية والأجهزة الذكية، تنافست مجموعة من الشركات في إنتاج المزيد من التطبيقات والأجهزة والأدوات لخدمة أصحاب البصيرة، فقد عرضت شركة تكنولوجيا استرالية مؤخرا جهازا لوحيا خلال معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس، أطلقت عليه اسم “تابليت للمكفوفين”، ويتيح الجهاز، الشبيه بجهاز “آيباد” من أبل، للمكفوفين الذين يتصفحون الإنترنت استعراض النصوص والرسوم بطريقة بريل، أي أن النص يكون ظاهريا على شكل نقاط بارزة يستطيع المكفوفون معرفتها وتمييزها بسهولة.
    كما قام باحث مصري باختراع نظارة خاصة تقوم بجمع المعلومات حول مستخدمها تعطيه تفاصيل المنطقة التي يسير بها تحتوي على خدمة GPS من خلال رصد وتسجيل الطرق التي يسير عليها الكفيف إلى مكان عمله أو مدرسته وحفظها لاستخدامها في وقت لاحق كما تحتوي على الكثير من الخدمات نأمل أن نراها في الأسواق العربية والعالمية قريبا.
    المشكلة التي يعاني منها المكفوفون ان الكثير من الأدوات المتواجدة في الأسواق باهظة الثمن وتؤدي في أغلب الأحيان وظيفة واحدة او وظيفتين، متمنيا من كليات الحاسب الآلي في الجامعات والمعاهد أن تشجع طلبتها على خوض هذه التجربة من خلال طرح مشاريع تخرّج تخدم هذه الفئة وذلك بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والجهات الرسمية وستكون النتيجة المزيد من التطبيقات والأدوات التي تساهم بدمج هذه الفئة في المجتمع.
    للمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع ، قام بعض المهتمين بهذه التقنيات بإنشاء مواقع لمن يحب الاطلاع ويرى آخر ما توصلت له التكنولوجيا في خدمة أصحاب البصيرة مثل موقع “تقنيات المكفوفين” : https://www.blindtec.net الذي يقوم بوضع معلومات وأخبار عن التطبيقات والأدوات والأجهزة التي تهم عالم المكفوفين.





    [19-03-2017 09:48 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع