الرئيسية أحداث صحية

شارك من خلال الواتس اب
    هل الأدوية النفسية تسبب إدمانا؟

    أحداث اليوم - هل الأدوية النفسية تسبب إدمانا؟ هذا السؤال هو الأكبر لدى الكثير ممن يستخدمون الأدوية النفسية، لا بل يمنع هذا السؤال الكثير من الناس من طلب الاستشارة الطبية النفسية معتقدين أن الجواب في مخيلتهم هو "بالتأكيد تسبب الإدمان".
    بيد أن قلة الوعي بالأمور الطبية المتعلقة بالأدوية النفسية هي السبب الأساسي لهذا الاعتقاد.
    وحتى نصل الى جواب مقنع، علينا أن نعرف المقصود بالإدمان. هل نعد من يتناول دواء مرض السكري لعشر سنوات مدمنا؟ هل نعد من يتناول دواء المفاصل الرثوانية بشكل يومي مدمنا؟ بالطبع لا، لأن هناك "حاجة طبية" وهناك "إدمان".
    وعندما نتحدث عن الإدمان، فنحن نقصد الإدمان الجسدي، وتعريفه: الاعتماد على مادة ما أو دواء ما بشكل لا يستطيع الشخص تركه، وإذا حاول فإنه تحدث له أعراض انسحابية شديدة، إضافة إلى حاجته إلى زيادة الجرعة بشكل تدريجي للحصول على نفس التأثير السابق كون الجسم، مع مرور الوقت، يبدأ بالتعود عليها ولا تعطي نفس التأثير السابق. إذًا لابد من وجود أمرين
    (1) التعود.
    (2) زيادة الجرعة للحصول على نفس التأثير.
    ليكتمل تعريف الإدمان.
    ثم علينا التحدث عن أنواع الأدوية النفسية المختلفة، وأنها ليست كلها متشابهة! هناك مجموعات مختلفة للأدوية النفسية ومنها أدوية تستخدم لعلاج الإدمان! أكثر هذه الأدوية لا تقود الى الإدمان (حسب تعريفنا له والقليل جدا منها "قد" يسبب الإدمان، إن تم استخدامه بشكل خاطئ وبدون شراف طبي (مثل مجموعة المهدئات و المنومات Benzodiazepines ).
    ويجب أن نفهم أن الأمراض النفسية كذلك أنواع مختلفة! منها ما هو المزمن الذي يحتاج لعلاج طويل الأمد وربما دائم كمرض الفصام العقلي، وعلاجه ليس إدمانا كما ذكرنا بحالة مرض السكري، و من الأمراض النفسية ما يحتاج الى علاج طويل ولكن ليس دائم، ويعتمد على حدوث "الهجمات" أو النوبات، كمرض اضطراب الوجدان ثنائي القطب.
    ومن الأمراض ما يحتاج إلى علاج لمرة واحدة لفترة معلومة وقصيرة (من ستة أشهر - سنة) كالاكتئاب والقلق النفسي. وفي أية عودة للمرض قد نلجأ لإعادة استخدام الدواء وبنفس الجرعات السابقة وبدون زيادة فيها ليس إدمانا.
    كذلك هناك نقطة مهمة جدا وهي الفروقات الفردية لاستجابة المريض للدواء، فمثلا قد تصاب عائلة من 4 أفراد بالاكتئاب جميعها ويبدي كل شخص منهم استجابة دوائية مختلفة عن الآخر لجرعات الدواء، ونوعيته وعدده.
    الفروقات أصلها متعلق بالإنزيمات التي تتفاعل مع الدواء فتكسره وتقلل منه. والفروقات قد تكون نتيجة الشخصية الخاصة بكل فرد وقناعاته بالدواء وفائدته. ومن المعلوم علميا أن 30% من الأشخاص قد لا يتحسنون على الأدوية ونحتاج لزيادة الجرعة عندهم، بينما 60-70% منهم قد يستجبون بنسب مختلفة وبالغالب لا يحتاجون دواء طوال أعمارهم.





    [28-02-2017 02:01 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع