الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    لو علم (ياني)!

    كان هناك شيخ مغمور، جديد على الصنعة، تمت دعوته لحضور مأدبة غداء بمناسبة زفاف، لم يصدق الشيخ نفسه خصوصا أنها المرة الأولى التي يتم دعوته من خارج أبناء عمومته!
    لبس الشيخ العباءة ووضع على جانبه المسدس وزناد الفشك، وذهب الى المنطقة التي سيقام فيها حفل الزفاف وحين وصل المنطقة شاهد تجمعا للسيارات، أوقف سيارته وذهب الى المكان الذي يتجمع فيه الناس، أشهر مسدسه مباشرة وبدأ بإطلاق العيارات النارية، فهرع الناس إليه، وبسرعة البرق أكل أوّل بوكس من أوّل الواصلين، فقد الشيخ وعيه لثوان غير مصدق أنْ يستقبل ببوكس. وعندما استجمع قواه سألهم: شو في؟! فتلقى بوكسا آخر فقد على أثره الشيخ النظر ولم يعد يرى شيئا، فصرخ من الألم قائلا: خبروني العريس طلّق؟! فتطوّع أحد المتدربين الجدد في مركز للكاراتيه للإجابة عن سؤال الشيخ، وقفز في الهواء مترين ومن ثم سدد بقدميه ضربة متقنة إلى أكثر المناطق حساسية في جسم الإنسان، أزرقّ وجه الشيخ من شدة الألم وعلم أنه من سابع المستحيلات أن يكون له ذرية صالحة بعد اليوم، فقال لهم فقط اسمحوا لي بهذا السؤال: أنا في الرقة ولا في عرس فلان؟! فزاد غضبهم وزادت ضرباتهم، توسل إليهم أن يسمعوا وصيته الأخيرة قائلا: قسما بالله العظيم أنا معزوم وأمنيتي الأخيرة أن أفرح معكم وأن .. لم يكمل الشيخ وصيته إلا وسائق شاحنة يباغته بضربة مفتاح جنط بدأ على أثرها العد التنازلي للشيخ في الحياة الدنيا، ذهب في غيبوبة تامة، وبعد دقائق حضرت سيارة الإسعاف وأجريت له الإسعافات الأولية، وأثناء نقل الشيخ على النقالة استعاد وعيه لثوان ليرى آرمة مكتوب عليها هنا (عزاء آل قنوة للرجال).
    في بلد، كنّا نقاطع فيها قبل أسابيع البطاطا والبيض والبنزين بسبب عدم قدرتنا على تحمل ارتفاع الأسعار، وقبل أيام فرضت الحكومة ضرائب على كل شيء وقد استثنت فقط (الخبيزة) من القائمة الطويلة التي قد تدخل كتاب جينيس للأرقام القياسية، حيث رأى خبراء أنها أطول من خط الاستواء!
    بعد أيام من الغضب الشعبي الجارف على تلك القرارات التي من المفروض أنها ستذهب لسد العجز المالي، صعقنا أن الحكومة ذهبت لتدعم حفل الفنان (ياني)!
    لو علم (ياني) أن أجر المزمار والطبل هو بدل فرض الضرائب على بيوت الشَّعر التي يسكنها الفقراء، لو علم (ياني) أن أجر البيانو والأورغ هي من بدل رفع الضريبة على البرازق وأصابع زينب حلو الفقراء، لو علم (ياني) أن المسرح سيضاء ببدل رفع الضريبة على قمر الدين شراب الفقراء في رمضان، لاعتذر منكم عن هذا الحفل، فالفن له رسالة وهي: نشر المحبة والسلام والطمأنينة.. فكيف سينشر (ياني) الطمأنينة والمحبة بضرائب وأموال الفقراء؟!
    العالم يأتي إلينا ليرى جرش والبتراء وسحر وادي رم لا ليرى (ياني)، فلم نسمع أن شرم الشيخ أقامت حفلا لمتعب الصقار لاستقطاب السياح الأردنيين؟!
    الحكومات التي لديها عجز مالي، ومديونية، وبطالة، فقدت كل مقومات التنمية وهي في عزاء لا في رخاء!
    لذلك عندما أحضرت لنا الحكومة (ياني) .. الشباب ماقصروا؟!





    [19-02-2017 10:20 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع