الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    سردين الرئيس!

    ليلة الجمعة كان من المفروض أن أحضر أحد أعياد الميلاد، الا أنني اعتذرت بسبب مقابلة الرئيس على التلفزيون الأردني!
    لن أسامح نفسي، لأنني أعرف جيدا كرم الداعي خصوصا أنني لا أملك أي مقاومة ضد (التبولة)، والأخبار الواردة من موقع الحفل كانت تشير على أنه كان متميزا وفريدا هذا العام، بالإضافة الى التنوع في الطرح، المعجنات شملت مختلف الأنواع، والحلويات كانت متميزة ومن مختلف الأصناف، والعصائر شهد شاهد أنها طبيعية، وكانت المفاجأة الصادمة التي لن أسامح بعدها نفسي، ولا الملقي، ولا التلفزيون الأردني، ولا عبير الزبن، ولا المخرج .. أن ( الكلاج) بـالفستق الحلبي كان ضيف الشرف لهذا العام!
    تركنا كل ذلك وأكثر، وجلسنا لنستمع إلى الملقي، وبالمناسبة قبل مقابلة الملقي أغلب العائلات أندلعت فيها أعمال شغب ومظاهرات وقد أسماها البعض (جمعة الغضب)، فقد تزامن موعد الحلقة مع موعد برنامج (أراب أيدول)، وكان الرأي السائد بأن نحضر (أراب أيدول)، فعلى الأقل المشتركون في كل حلقة يقدمون ماهو جديد، بينما الرئيس لن يقدم لنا إلا أغنية واحدة لا يحفظ غيرها رؤساء الوزارات وتخاطب دائما جيوب المواطنين (أنساك يا سلام، أهو دا اللي مش ممكن أبدا أبدا)!
    بالفعل لم ينسني الرئيس، وعاد ليتحدث عن رفع الأسعار كالمعتاد، مع التأكيد أن الرفع لن يطال السردين والبلابيف والبقوليات!
    علما أن الحكومة الأردنية لو رفعت أسعار السردين لن يشعر برفعها الشعب الأردني، بينما لو رفعت أسعار الزنجر سيشعر برفعها كل أبناء الشعب الأردني!
    أسباب فشل السياسات الاقتصادية الحكومية التي زادت من معاناة الناس، أن الحكومة تتعامل مع أرقام لا مع وقائع، وماتزال تعتقد أن الشعب الأردني وجبته الرئيسية (الرشوف)، علما أن (الكفتة) حين تشتهيها العائلة الأردنية أصبحت تقدم بثلاثة أصناف!
    هذا ليس ترفا بكل تأكيد، بل لأن الحياة تغيرت ولم يعد (الزعتر والزيت) وجبة إفطار الأردنيين الرئيسية، بل أصبح مطلوبا من رب الأسرة أن يوفر لهم الأجبان والألبان والزبدة بمختلف صنوفها، ومن الغباء أن تكون الجبنة مؤشرا للرفاه يجب رفعها، والزعتر والزيت مؤشرا للفقر يجب أن لايلمسه الرفع!
    الحياة تغيرت، واليوم إذا نفد البيض أو البطاطا أو السكر قد لا يشعر بذلك أهل البيت، بينما إذا انقطع الانترنت دقيقة قد تكون أمام ثورة جياع!
    سياساتكم تتعامل مع الشعب وكأنه مايزال يعيش في خمسينيات القرن الماضي، الانترنت والزنجر والهاتف الخلوي رفاهية، بينما السردين والبلابيف والبقوليات هي فقط ضرورات الحياة!
    تريدون التعامل معنا على هذا الأساس لا بأس، إن كان الاردنيون بنظركم شعبا يجب أن لايتوفر له سوى السردين، فلتكن الحكومات أيضا كذلك ويجب أن لايوفر لها سوى الراتب، ولا داعي للسيارات والمواكب والسفرات ونفقات الضيافة والسلف والتأمين الصحي الخاص، فحين كان السردين وجبة لنا، لم يكن الوزير أنذاك يملك بسكليت!
    أتعجب من حكومة تراهن على وعي الشعب وثقافته وعلمه وتطوره في بناء الأردن الحديث، وهي ماتزال تراه شعبا لا يستحق إلا دعم (السردين)!





    [29-01-2017 09:48 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع