الرئيسية أحداث فنية

شارك من خلال الواتس اب
    «درب العرايس» .. عودة كاتبة وتألق ممثلة

    أحداث اليوم - عبدالمحسن الشمري |
    بدأ قبل أيام على إحدى القنوات المشفرة عرض المسلسل الاجتماعي «درب العرايس» للكاتبة عواطف البدر، إخراج مناف عبدال، إنتاج باسم عبدالأمير عبر «المجموعة الفنية»، بطولة عبدالرحمن العقل، محمد جابر، محمد العجيمي، طيف، هنادي الكندري، صابرين بورشيد، فهد البناي غدير السبتي، لطيفة المجرن وعدد من الفنانين.
    يتناول المسلسل مدى تأثير المادة السلبي في المجتمع في الوقت الراهن، عبر قضية امرأة تتعرض لمشكلات اجتماعية كبيرة مع عائلتها وتعمل على التغلب عليها لتعيش حياة مستقرة.

    ◗ قضايا شائكة
    أول ما يمكن الإشارة إليه أن المسلسل يعيد الكاتبة عواطف البدر إلى الدراما من جديد، والبدر لم تنقطع عن الكتابة للدراما لكن عدم عرض مسلسل «إلى أبي وأمي مع التحية 3» الذي بذلت فيه جهدا كبيرا وقضت سنوات في كتابته، جعل كثيرين يعتقدون أنها توقفت عن الكتابة، والغريب أن تلفزيون الكويت لم يعرض المسلسل ولم يشر من قريب أو بعيد لأسباب عدم العرض، هل هو رفض للمسلسل أم ان هناك اسبابا أخرى تمنع عرضه؟.
    وقد استغرقت كتابة مسلسل «درب العرايس» قرابة العامين كما أشارت الكاتبة، وتطرح فيه عدة قضايا شائكة من واقع مجتمعنا المحلي والخليجي، قضايا تتمحور حول المرأة بالدرجة الأولى وكيفية مواجهة الصعاب التي تحيط بها، وتحاول أن تأخذها من أسرتها وتسلبها حياتها الهانئة.

    ◗ حالة ترقب
    نتابع من خلال الحكاية الرئيسية للعمل طرحا هادئا لقضايا اجتماعية من خلال شخصيات المسلسل، ويبدو ذلك واضحا في رسم الشخصية المحورية التي تلعب دورها الفنانة هنادي الكندري، فالشخصية مثال لحالة اجتماعية نعيشها في واقعنا، فتاة طموحة جدا، تحلم بأن تكون حياتها طبيعية، فتاة حالمة إلى أبعد الحدود، لكن من خلال سير الأحداث تصطدم بواقع مغاير لما تحلم به، ومن هنا تضع نصب عينيها أن تقوم بإصلاح هذا الواقع إلى الاحسن، لكن الأمور تسير ضدها وعليها أن تواجه هذا التيار القوي الذي يحاول تحطيمها، فما مصيرها؟ هذا ما يمكن أن تكشفه الحلقات الجديدة حيث الترقب.
    وقد وضعت المؤلفة خبرتها وسنوات عملها في الدراما أو البرامج الأسرية مثل «مشكلة وحل» لتقدم توليفة اجتماعية تغري المشاهد بمتابعتها، خاصة أن الاحداث بعيدة عن التصنع وقريبة جدا من الواقع الذي نعيشه.
    ما يميز أحداث المسلسل أنه يخلو من التشنج والصراخ، الذي يميز معظم الأعمال الدرامية المحلية، وربما يكون لشخصية الكاتبة الهادئة دور في رسم الأحداث والشخصيات، ليس هناك حوار مجاني، الأحداث تسير بسلاسة وبساطة في حوار موضوعي هادئ بين الشخصيات الرئيسية فيه وحتى الشخصيات الثانوية، واعتقد أن المخرج نجح في اختيار الفنانين للأدوار التي يؤدونها، لاسيما اقتناعه التام بموهبة هنادي الكندري، ودفع بأسماء لها تاريخها ومكانتها في سياق الحدث الأساسي، مما يؤكد أن المخرج كان يبحث بالدرجة الأولى عن الممثل المناسب للدور المناسب.

    ◗ أداء الممثلين
    تبرز في المسلسل الممثلة الشابة هنادي الكندري لتؤكد ما سبق ان قلناه عنها، ممثلة تدرك أبعاد الشخصية التي تلعبها، تؤدي دور الزوجة في المسلسل، لا انفعال في أدائها، تمثل بعينيها في كثير من المشاهد، تبدو واثقة من نفسها، حاضرة فنيا وذهنيا في كل مشهد تقف فيه أمام الكاميرا، وهي مشروع نجمة قادمة بقوة في الدراما المحلية إن احسنت الاختيار.
    أما غدير السبتي فتؤكد أنها قادمة بقوة من خلال تجسيد الشخصيات المركبة التي تحتاج إلى قدرات تمثيلية لا تتوافر في أي ممثلة، فنانة من طراز فريد، وبين السبتي والكندري يبرز الفنان المخضرم عبدالرحمن العقل في دور الزوج المدرك لما يتطلبه الدور منه، فنان يخطف الأضواء بهدوئه ويسرق الكاميرا في المشهد الذي يظهر فيه بلا انفعال أو تشنج، فنان عركته السنين وصقلت موهبته.
    الحديث عن الأداء المتزن للشخصيات يتطلب منا الوقوف عند كل شخصية، ونعتقد أن المسلسل نجح في إبراز مواهب البعض، خاصة المخضرم محمد جابر والممثلة طيف على رغم طبيعة الدور الذي يقدمه كل منهما.
    ما يميز المسلسل أيضا عدم الإبهار المكلف في الأزياء والماكياج والديكور، وهو امر يتسق تماما مع الطرح الملتزم للعمل في تسليطه الضوء على قضايا اجتماعية محلية وخليجية.





    [08-01-2017 10:18 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع