الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الشمع

    تقول الحكمة الصينية :- ( أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام) ..كنت مؤمنا بهذه الحكمة , ولكن تبين لي أن من قالها :- (سرسري) ..فهي مجرد حكمة , كلام عابر ...ولكن حين يأتي الظلام يصبح الواقع سيئا .

    في الإسبوع الماضي انقطع التيار الكهربائي , وقلنا سنشعل شمعة ..ولا نريد أن نطلق ألفاظا مؤدبة تجاه شركة الكهرباء , وربما ستمنحنا تلك الشمعة جوا من الهدوء الأسري ...وأنا للعلم لدي (3) أطفال , وكلهم أرادوا أن يشعلوا الشمع مع أبيهم , فسمحت لهم بذلك ..وكانت النتيجة , اشتعال جزء من (برداية) المنزل , وصحيفة قديمة كانت في المطبخ ...وتعرض الطفل الأصغر لبعض الحروق نتيجة انسكاب الشمع المحترق على يده , وأحدهم أخفى نفسه بين الاثاث ..ولولا التهديدات العنيفة والصراخ , لما ظهر أبدا ..

    من قال هذا المثل (هامل) ..أنا أصلا أفضل الظلام , على أن لا يحترق بيتي وأفضل أن ..أوجه كل الإشادات الحميمة والمؤدبة تجاه شركة الكهرباء على أن اشعل شمعة واحدة ...

    هل بقي للشمع فائدة ؟ ..الان جميع أجهزة الهاتف الخلوي فيها إضاءة ..وهي أفضل من الشمع , ناهيك عن أنه مادة خطرة إذا تركت في متناول يد الأطفال وهو أيضا مزعج فأمام أي هبة ريح ينطفئ , والإضاءة التي يمنحها خافتة ..تجعلك ترى أنصاف الوجوه وليس كلها ...

    أصلا نحن يجب أن نستغل الفرصة , في ظل اتفاقية الغاز ولا نكتفي بلعن الظلام فقط , بل من الممكن الوصول إلى الشركات أيضا ...

    الغريب أن من قال هذه الحكمة لا يعرف واقعنا ,..ففي لحظة انقطاع التيار ستمضي ربة المنزل نصف ساعة كي تتذكر أين وضعت الشمع ...وتمضي وقتا في البحث عنه وربما تتعرض لبعض الإصابات , من شاكلة الإصطدام ...بكرسي .

    نحن أصلا في العالم العربي , تجاوزنا الشمع ..فقد أنرنا ظلامنا بالقذائف وراجمات الصواريخ ..والرشاشات الثقيلة ..وتركنا الشمع خلفنا تماما .





    [06-12-2016 09:45 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع