الرئيسية أحداث المدينة

شارك من خلال الواتس اب
    تحذيرات من تسارع في تفكّك البنى التقليدية في المجتمع الاردني

    أحداث اليوم -

    لقمان إسكندر

    سيمر خبر 'دفن' مشرد أردني في مدينة الزرقاء لم يجد من يدفنه لـ 5 أيام مرورا سريعا في الذهنية الشعبية، من دون أن يتوقف أحد أمامه، على أن خبراء علم الاجتماع يدركون أن لمثل هذه الاحداث مؤشرات خطيرة على متغيرات حساسة في المجتمع الأردني.

    صار لدينا مشردين، ينامون في الشوارع، بعد ان تعرض المجتمع لاهتزازات شديدة أصابت اعمدة مهمة في المجتمع الاردني: 'الجهاز الرسمي' الذي لم يعد قادرا على استيعاب مستويات الفقر في المجتمع، أما العامود الثاني فهو النظام الاجتماعي، الذي يعاني اليوم من اهتزازات ضخمة افقدته السيطرة على نفسه.

    في الخبر أن جثة مشرد في الزرقاء كانت تبحث منذ 5 ايام على من يدفنها، فقبعت في مستشفى الزرقاء الحكومي اياما الى ان تدخلت الصحافة.

    يصف استاذ علم الاجتماع والجريمة في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين ما يجري بالقول لـ 'عمون' هناك تسارع في تفكك البنى التقليدية في المجتمع الاردني 'ما بعد الاسرة' مثل القرابة والجيرة، ومفهوم التكافل باتجاه الفردانيات.

    وقال هذا التساريع يمثل نخرا في القيم الانسانية لهذا المجتمع، الذي كنا نتغنى بانه مجتمع متراص ومتضامن.

    واضاف ان 'الأناوات الانا' قد اقترنت بثقافة الرقم وتأثيرات قيم الفردية على المجتمع، خصوصا وان القطاع العام الذي كان قبل تسعينيات القرن الماضي يمثل واقيا بالحد الادنى للشرائح الفقيرة او الاقل منافسة في السوق تراجع.

    خصخصة الحياة

    وأوضح ان الجهاز الرسمي تراجع عن هذه الحماية على بساطتها السابقة يالانسياب الى خصخصة كل المرافق بما فيها الحياة نفسها، ودون أن يترافق ذلك مع اقتصاد اجتماعي يحفظ كرامة الفقراء والمسحوقين كحد أدنى لواجبات اي دولة.

    واشار الى أن كل ذلك ارتبط مع تراجع الكثافة الدينية وانسحاب دور المسجد وغياب كريات الدم الانسانية البيضاء المفترض توافرها في مجتمع بسيط سابق دون ان يعني ذلك الانعزال عن مفاهيم الحداثة وما بعدها.

    وقال: من الواضح اننا نتجه نحو اضعاف قوي وكبير للعلاقات الاسرية والجماعية القرابية حتى المناطقية التي كانت تجعلنا اكثر احتكاكا مع بعضنا وانسانية في تفهم ظروف كل منا.

    واضاف إننا ذاهبون أيضا باتجاه تراجع دور المسجد والكنسية في مقابل صعود ثقافة المال وجمعه بغض النظر عن الوسيطة، والتعلق المبالغ فيه مع التكنولوجيا والحسابات.

    واضافة ان نكون ذرات متباعدة في مجتمع اصبح هوائيا اي عابر للانسان وقيمه النبيلة المفترضة من خلال ارتفاع منسوب الجريمة وزيادة اشكالها وتنوع ادواتها وانحساب قيم التكافل والسعي لاستخدام العنف عوضا عن الحوار جراء ما سبق.

    وحذر د. محادين من ظهور جزر اجتماعية لشرائح إما انسحبت من الحياة نفسها بالعزلة، وإما باتجاه سلوكات عنيفة ترمي او تهدف الى جمع المال حتى ولو كان ذلك على حساب حياة الانسان الاخر والمخدرات انموذج.

    وقال: ان هذه الطريقة في التحليل العلمي المؤلم لا تعني اننا نتجاوز المنجزات التي نعتز بها هنا وهناك وانما تؤكد على ضرورة اليقظة الرسمية والمجتمعية للحفاظ على منجزاتان وكينونتنا الانسانيسية اي حقنا في استخدام اليات الدفاع عن تفكك اليات المجتمع كي نراكم وبقيادة الانسان على تلك المنجزات الجيدة.





    [03-12-2016 11:13 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع