الرئيسية أحداث دولية

شارك من خلال الواتس اب
    أردوغان يعلن حالة الطوارئ في تركيا

    أحداث اليوم -

    أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب له امس عن اعلان حالة الطوارئ لـ3 أشهر في عموم البلاد.
    من جانبه قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان واشنطن تدين محاولة "الانقلاب" الفاشلة في تركيا وتدعم نظام الرئيس اردوغان في تحركه لاعادة الامساك بالسلطة التي تترجم بعملية تطهير واسعة.
    وبرر الرئيس التركي بأن، اعلان حالة الطوارئ هدفها حماية المواطنين والمؤسسات من أي هجوم، وخصوصا ان الدستور التركي يسمح بذلك، مؤكدا في ان حكومته ستظل مع النظام البرلماني الديمقراطي ولن تحيد عنه.
    واعتبر انه ليس من حق الدول الأوروبية انتقاد قرار إعلان الطوارئ، مشيرا الى ان تركيا تتعرض لهجوم أكبر من الذي تتعرض له الدول الأوروبية، ومشيدا في الوقت عينه، بالشعب التركي الذي افشل الانقلاب .
    وأكد أن القوات المسلحة تأتمر بأوامر الحكومة وسيعمل كرئيس وقائد للجيش لتطهيره من "الفيروس" المصاب به.
    واشار الى انه لا يستبعد ان "دولا اخرى قد تكون متورطة" في الانقلاب الفاشل الذي وقع ليلة الجمعة السبت في تركيا.
    وقال اردوغان في مقابلة مع قناة الجزيرة "قد تكون دول اخرى متورطة" في الانقلاب الفاشل، من دون ان يذكر اي اسم.
    واضاف الى أن الانقلاب "ربما لم ينته بعد" في تركيا، وذلك بعد خمسة أيام من محاولة إطاحة نظامه على يد مجموعة من الجنود المتمردين.
    وقال أردوغان إن "الانقلاب ربما لم ينته بعد (...) قد تكون هناك خطط أخرى"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
    ودعا الرئيس التركي وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت الى "ان يهتم بشؤونه"، ردا على انتقاده لحملة التطهير الواسعة في تركيا.
    وكان ايرولت طالب الأحد اردوغان باحترام دولة القانون رافضا منح الرئيس التركي الذي يقوم بحملة تطهير واسعة اثر محاولة انقلاب فاشلة على نظامه، "شيكا على بياض".
    وقال أردوغان "عليه (إيرولت) أن يهتم بشؤونه".
    وأضاف "هل يملك السلطة لقول هذه التصريحات عني؟ كلا، لا يملكها. وإذا ما أراد درسا في الديمقراطية يمكننا أن نعطيه إياه بسهولة".
    وكانت إيرولت أشار إلى ضرورة "ادانة محاوبة الانقلاب في تركيا، وهو أقل ما يمكن فعله".
    لكنه أضاف "نريد لدولة القانون أن تعمل بكامل قدرتها، هذا ليس شيكا على بياض لأردوغان".
    وقال الرئيس التركي إنه لا يريد ربط استخدام الولايات المتحدة لقاعدة انجيرليك التركية بطلب أنقرة تسليم رجل الدين المقيم بالولايات المتحدة الذي تتهمه بتدبر محاولة انقلاب فاشلة.
    وأضاف أردوغان لقناة تلفزيون الجزيرة عبر مترجم "العلاقات بين بلدينا قائمة على المصالح وليس المشاعر. نحن حليفان استراتيجيان".
    ويتهم أردوغان فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة منذ فترة طويلة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة والتي قال إن 246 شخصا قتلوا خلالها. وينفي غولن الاتهام.
    وقالت واشنطن إن أنقرة يجب أن تقدم دليلا واضحا على تورط غولن في محاولة الانقلاب قبل أن تدرس ترحيله.
    واعتبر أردوغان ان الولايات المتحدة سترتكب خطأ كبيرا إذا لم تسلم غولن بعدما قدمنا لهم جميع الأدلة.
    وكشف أن الضالعين في محاولة الانقلاب الفاشلة كانوا قلة داخل الجيش لكنه قال إن عددهم لم يتضح على نحو دقيق.
    وأضاف "من الواضح أنهم قلة (داخل القوات المسلحة). المنظمة الإرهابية كانت تسعى لسيطرة أقلية على الأغلبية".
    وكان الرئيس التركي ترأس امس اجتماعا لمجلس الأمن القومي استمر لنحو خمس ساعات تم اتخاذ "قرارات مهمه" في تركيا حيث تستمر عملية تطهير واسعة.
    وشملت عمليات التوقيف والاقالة وتعليق المهام 55 الف تركي خصوصا في مجالات التعليم والشرطة والجيش والاعلام واثارت قلقا في الخارج خصوصا مع توقع صدور قرارات عاجلة لاحكام القبضة مجددا على البلاد.
    وفي هذا السياق صرح شتيفن زايبرت المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل "يتم بشكل شبه يومي اتخاذ اجراءات تتغاضى بالكامل عن حكم القانون وتتجاهل مبدأ تكافؤ" القوة المستخدمة.
    وخلفت محاولة الانقلاب ليل الجمعة الى السبت اكثر من 300 قتيل وأشاعت فوضى خصوصا في العاصمة انقرة حيث تعرض مقر البرلمان والشرطة للقصف.
    وبعد عودته مساء الثلاثاء الماضي الى انقرة للمرة الاولى منذ هذه الاحداث ترأس اردوغان اجتماعا لمجلس الامن القومي الذي استمر اجتماعه 4 ساعات و40 دقيقة.
    وبعد خمسة ايام من محاولة الانقلاب الذي شكل اخطر تهديد لحكم أردوغان، تم تعليق مهام او طرد 55 الف شخص من وظائفهم، بحسب حصيلة لفرانس برس بناء على ارقام رسمية او لوسائل اعلام تركية.
    كما تم توقيف اكثر من تسعة آلاف مشتبه بهم بينهم جنرالات من رتب عالية اتهموا بالمشاركة في محاولة الانقلاب، بحسب ارقام السلطات. ولا يعرف حتى الان ان كان تم احتساب هؤلاء مع الـ55 الفا.
    ووفق وكالة انباء الاناضول فقد تم اعتقال 99 جنرالا واميرالا في انتظار المحاكمة.
    وتشير آخر حصيلة رسمية لمحاولة الانقلاب الى سقوط 312 قتيلا بينهم 145 مدنيا و60 شرطيا و3 جنود موالين، و104 من الانقلابيين.
    وأمس، اعلن مجلس التعليم العالي التركي تعليق كل البعثات الخارجية للجامعيين حتى إشعار آخر، وفق وكالة انباء الاناضول شبه الحكومية موضحة ان المجلس طلب دراسة اوضاع الجامعيين الموجودين في الخارج واستدعاءهم الى تركيا في اقرب وقت ما لم تكن هناك "ضرورة قصوى" لبقائهم.
    وقصف سلاح الجو التركي مجددا مواقع لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، ما اعتبر اشارة من اردوغان لمن لا يزال لديه شك على الامساك بزمام الامور ولا سيما السيطرة على سلاح الجو.
    ورغم عدم الاعلان عن هويات المسؤولين عن الانقلاب، فقد اشتبه في تورط سلاح الجو وتم اعتقال قائده السابق الجنرال اكين اوزتورك في انتظار محاكمته.
    وكان أردوغان في منتجع مرمريس، جنوب غرب البلاد، عندما بدأت محاولة الانقلاب مساء الجمعة ومنه انتقل مباشرة الى اسطنبول التي بقي فيها حتى عودته مساء الثلاثاء إلى انقرة. وأكد أردوغان انه لو بقي في المنتجع ربع ساعة أخرى لقتله الانقلابيون.
    ويبدو أن هذه الاحداث المأسوية دفعت اردوغان الذي يهيمن على الحياة السياسية ويحظى بشعبية عالية في اسطنبول الى دعوة مناصريه الى مواصلة التعبير عن تأييدهم له من خلال التجمع باعداد كبيرة في ساحات المدن الكبرى في اسطنبول وكذلك في انقرة او ازمير في الغرب.
    وقال مسؤول تركي ان الرئيس عاد الى انقرة مساء الثلاثاء الى القصر الرئاسي حيث استقبل رئيس وزراء جورجيا جورج كفيريكاشفيلي، ليعلن ان الحياة عادت الى طبيعتها.
    لكن السلطات طلبت الثلاثاء من اكثر من 1500 عميد كلية الاستقالة، واوقفت عمل 21738 موظفا في وزارة التربية والتعليم للاشتباه بصلتهم بالداعية فتح الله غولن المتهم بتدبير الانقلاب رغم نفيه المتكرر من بنسلفانيا حيث يقيم.
    وسحبت تراخيص نحو 20 شركة بث اذاعي وتلفزيوني.
    وفي ترجمة للقلق المتزايد خفضت وكالة ستاندر اند بورز تصنيف تركيا السيادي درجة الى "بي بي" بعد ان كان "بي بي +" بسبب "فترة الغموض المتزايد" التي تمر بها البلاد.
    من جهة اخرى، حجبت السلطات التركية موقع ويكيليكس بعد نشره اكثر من 300 رسالة إلكترونية لمسؤولين في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.
    وأوضح الموقع ان الوثائق مصدرها موقع الحزب وتشمل خصوصا قضايا دولية "وليس مسائل الامن الداخلي الاكثر حساسية".
    واضاف ان الرسائل تعود الى فترة بين العام 2010 والسادس من تموز (يوليو) من العام الحالي اي تم الحصول عليها قبل محاولة الانقلاب.
    وأكد مسؤول تركي حجب الموقع "بسبب انتهاكه للحياة الخاصة ولنشره معلومات تم الحصول عليها بشكل غير قانوني".
    البحث عن سفينتين
    إلى ذلك، اقلعت مطاردات تركية بحثا عن سفينتين لحرس الحدود ابلغ عن وجودهما قرب المياه الاقليمية اليونانية، ثم غادرت الطائرات المنطقة دون العثور على السفينتين، بحسب ما افادت وكالة دوغان.
    ونقلت وكالة انباء الاناضول عن وزارة الداخلية انه لم يتم خطف اية سفينة لحرس الحدود من قبل انقلابيين. واكد مسؤول انه "باستثناء جنود فارين، ليس هناك مروحية ولا طائرة ولا سفينة ناقصة" في الأسطول.
    وبحسب وكالة دوغان فإن المطاردات التركية "وضعت بحالة انذار بعد معلومات عن سفينتين مشبوهتين رصدتا قبالة جزيرة سيمي". ولم توضح الوكالة من يمكن ان يكون في السفينتين.
    وتقع جزيرة سيمي اليونانية على مقربة من منتجع مرمريس التركي البحري حيث كان الرئيس رجب طيب أردوغان يمضي عطلته مساء الجمعة مع بدء محاولة الانقلاب، وتفادى بحسب اقواله هجوما لانقلابيين استهدفه.
    وأفادت وسائل الاعلام التركية ان السلطات تبحث عن أعضاء هذه الفرقة الفارين في منطقة بودروم (غرب).
    كما طلبت انقرة من اثينا تسليمها ثمانية انقلابيين مفترضين حطوا بمروحية في اليونان ليل الجمعة الى السبت واوقفتهم السلطات اليونانية.
    والثمانية هم اثنان برتبة قومندان وأربعة عقداء وضابطا صف برتبة سرجنت.
    وأفاد مصدر قضائي انه يفترض ان يمثلوا الخميس امام محكمة الكسندوبوليس شمال شرق اليونان.
    كيري يعلن دعمه
    من جانبه قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان واشنطن تدين محاولة "الانقلاب" الفاشلة في تركيا وتدعم نظام الرئيس رجب طيب اردوغان في تحركه لإعادة الإمساك بالسلطة التي تترجم بعملية تطهير واسعة.
    وقال كيري ردا على سؤال بشان عشرات آلاف الاشخاص الموقوفين والمطرودين والذين علقت مهامهم في تركيا، "نحن ندعم الحكومة" التركية ضد "الانقلاب" الفاشل مساء الجمعة.
    وشدد كيري في تصريحات صحافية اثناء مؤتمر مانحين للعراق "نحن ندعم الحكومة الديموقراطية (..) وندين الانقلاب".
    ورفض "التعليق" على عمليات التطهير التي تنفذها سلطات انقرة وطالت قطاعات واسعة من المجتمع في الجيش والاعلام والجامعيين.
    لكن كيري الذي كان شدد الأحد على احترام "الديموقراطية" و"دولة القانون" في تركيا، قال ايضا "نريد ان نكون على يقين من ان الرد على الانقلاب يحترم تماما (القيم) الديمقراطية".
    وواشنطن وانقرة "حليفان" تاريخيان داخل الحلف الاطلسي و"شريكان وصديقان" في مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية في سورية والعراق. - ( وكالات)





    [21-07-2016 07:59 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع