الرئيسية أحداث المدينة

شارك من خلال الواتس اب
    نهار و ليل بقلم - عمر حديدي

    أحداث اليوم - قصة نهار و ليل من كتاب نهار و ليل للكاتب عمر حديدي
    زوجتي صوفيا:
    رفعت رأسي الى السماء,فرأيت وجهك حلل ، و رأيت نور البدر يرسم طيفك كالدرر.
    بعد مرور عشر سنوات على تلك الليله المشؤومه,لا اعلم لك هذه الرساله لا استطيع ان ما حدث, كانت ليله مليئه بالضباب ، وكان المطر غزيرا.

    اطرقت رأسي في سكون ،و الدمع قد ملأ جفوني، و الفكر في شتات بين الذكر و الممات,اذكر جيدا كم كنت تحبين المطر، كنت في النهار تحبين الرقص تحت الشتاء ، كنا نرقص معا لساعات طويلة, ما بين همسة صوتك ودفء يديك الحانية ،قصة أخرى ، تحكي مواقفي الباكية، و في الليل نجلس معا أنا و أنت و ليلى أمام النافذة،نرقب قطرات المطر كأنها درر ولألئ تهوي من السماء،و مع كل قطرة كنت تحضنبني بجنون،و تبكي من شدة حبك لي،ليلي اه يا ليلى يا طفلتي الجميلة،كم اشتقت لك و لصوتك و أنت تلعبين ,و تضحكين و تركضين أمامنا في المنزل ,حبيبتي صوفيا،كانت ليلى تشبهك كثيرا ،هي ثمرة حبنا و زواجنا كنت تحبين اسم ليلى ،لذلك سميتي طفلتنا ليلى.

    بعد انجابك ليلى ،لم يقل اهتمامك و حبك لي ،كنت خائفا أن تحبي ليلى و تهتمي بها اكثر مني,لكن لم يحدث ذلك.

    في تلك الليلة المشؤومه التي غشيها الضباب، كنت أنت عائدة و ليلى الى المنزل في السيارة ، اذكر جيدا كم كنت سائقة ماهرة.

    بينما كنت في طريقك للمنزل، صادفك شاب معه صديقته، خارجين من أحد النوادي الليلية ،و كانا ثملين، الشاب من عائلة غنية، و ذات نفوذ كبير،كان يقود السيارة بسرعة فائقة، دون أي شعور بالمسؤولية،كنت انت في نفس الطريق الذي سلكه الشاب،و اذ بسيارته أمامك، حاولت ان تبتعدي عنه،لكن القدر كان اسرع منك ،سيارتك سقطت في الوادي،استسلمت انت و مهجة قلبي ليلى الى للموت ، و عندم سمعت الخبر في البدايه لم أصدق،كانت صدمة قويه لي ،لم أكن أتوقع أن افقدك يا حبيبتي،أنت و ليلى .

    بعد عدة أسابيع من وفاتكما،ذهبت الى المحكمة لحضور جلسة الحكم على الشاب، كنت أتأمل ان يحكم عليه بالاعدام ، لتهوره و عدم مبالاته، لكن القاضي حكم عليه بالسجن لمدة سنة،عندما اصدر القاضي حكمه,شعرت بصاعقة تضربني,تسألت كيف يحكم بسجنيه لمدة سنة واحدة فقط ؟ كيف ؟ قتل ابنتي و زوجتي الغالية.

    أصبحت اصرخ دخل المحكمه : ارفض القرار. لكن دون جدوى لم يكن هناك من يستمع لي.

    مرت سنة على سجن الشاب ,و بعد خروجه من السجن, هاجر من البلد خوفا من انتيقامي منه ,كم كنت انتظر خروجه من السجن,لكي اقتله و ادفعه الثمن غاليا , لكن هيهات ,هاجر من البلد , و كم هو جبان و مخطئ ,لكن المخطئ اكثر منه ذلك القاضي,صاحب الضمير الميت ,كان كل هم القاضي أن يكسب رضى الأسرة الثريه ,كم هو مخطئ و معدوم المسؤوليه.

    أشعر بعد كل هذه السنوات من رحيلك ,يا صوفيا ,بوحدة و حسرة تقتلاني.

    اه,يا صوفيا ,كم أتألم من دونك. هل أنت سعيدة من دوني ؟ مع من أنت هناك ؟ لا أستطيع أن أتصور الحياة من دونك و ليلى .وقع المصاب و كل شئ مني في وجل , أين الغاليه ؟ أين الغاليه ؟ تظل تلك الذكرى تدور بي حتى الساعه وداع كانت فاصله.

    لم يعد لي أحد من بعدك أنت و ليلى , أصبحت وحيده , أجلس في بيتي أمام النافذه , في كل فصل شتاء أبكي كلما تذكرتك , كم أتمنى ان ألحق بك , و أعيش معك للأبد و رفعت رأسي الى سماء في خضوع : يا رب إرحمهما , إرحم زوجتي و إبنتي الغاليه.





    [13-04-2016 05:09 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع