الرئيسية أحداث رياضية

شارك من خلال الواتس اب
    ستاد عمان يستعيد صورته الخضراء وجاهزيته لاستضافة الأشقاء

    أحداث اليوم -

    لعل الصورة التي ظهرت عليها معظم مناطق عمان في مختلف اتجاهاتها “فقيرها وغنيها” يوم الخميس الماضي، لم تكن معتادة ربما منذ عقود طويلة، بعد أن تحولت الشوارع بفعل “شتوة نصف ساعة” إلى ما يشبه الأنهار الجارية، بما تحمله من مياه أمطار ومياه الصرف الصحي ومختلف أشكال القمامة.
    ولم يكن الحال مختلفا في مدينة الحسين للشباب.. أقدم المدن الرياضية الأردنية التي أنشئت قبل نحو 48 عاما، فتحولت أرضية ستاد عمان من مكان لممارسة كرة القدم، إلى مكان أشبه بـ”المسبح”، وإن كانت لا تصلح فيه السباحة أو ممارسة رياضة كرة الماء.
    وحتى لا يختلط الحابل بالنابل، فإن الدور الذي يقوم به المجلس الأعلى للشباب لا يمكن نكرانه أو التقليل من شأنه، وهذا المجلس أسهم بفاعلية في تطور الرياضة الأردنية والمحافظة على المنشآت الرياضية وتفعيل دور الأندية، لكن تسليط الضوء على بعض مواطن الخلل لا يعني أبدا النيل من منجزات المجلس، ويسجل لرئيسه الدكتور سامي المجالي قربه من الشأن الرياضي ووقوفه على الأزمات التي تحدث، من خلال التواجد ميدانيا ولساعات طويلة، كما حدث يومي الخميس والجمعة الماضيين.
    ولعل فشل شبكات تصريف مياه الأمطار في الشوارع وضعف البنية التحتية فيما يتعلق بشبكات الصرف الصحي، أسهم في ذلك الشلال الهادر من المياه المختلطة في مختلف شوارع العاصمة، ما تسبب بكوارث بشرية ومادية، وأثار المخاوف من عدم القدرة على استيعاب اختبارات شتوية أخرى، لاسيما وأن الموسم المطري ما يزال في بدايته، ولم يحل بعد فصل الشتاء.
    المعنيون في مدينة الحسين للشباب يرون أن سبب غمر ستاد عمان بالمياه، نتيجة اندفاعها من خارج المدينة الرياضية الى داخلها، وبالتالي زادت الكمية الى حد يفوق تحمل شبكات تصريف المياه في الملعب.
    بيد أن التجارب السابقة أثبتت تراكم الأخطاء في تنفيذ الملاعب، كما هو الحال في الشوارع والجسور والأنفاق، لأن “شبهة الفساد” تحوم بقوة، ويتضح في قناعة الكثيرين أنه كان بالإمكان أحسن مما كان، لو أن العمل تم تنفيذه كما يجب.
    ولم يغلق بعد ملف ملعب الحسن الذي تلونت أرضيته بمختلف درجات اللونين الأخضر والأصفر، نتيجة “غزو” الفطريات والحشرات، وأغلق بالتالي قصرا لإجراء الصيانة اللازمة له، استعدادا لاستضافة جزء من مباريات مونديال كأس العالم للسيدات تحت 17 عاما في أيلول (سبتمبر) المقبل.
    ولأن تحضير ستاد عمان كان ضرورة قصوى، بهدف استضافة مباراتين للمنتخب الفلسطيني مع نظيريه السعودي والماليزي يومي الاثنين والخميس المقبلين، ضمن التصفيات الآسيوية المزدوجة، فقد سارع المجلس الأعلى للشباب بالتعاون مع الدفاع المدني، إلى “شفط” المياه من أرضية الملعب، وبذل موظفو المدينة جهدا في “تقشيط” المياه المتبقية في الملعب وعلى مضماره، فتغيرت الصورة تماما بعد ساعات، واستعاد الملعب عافيته وصورته الخضراء.
    الصورة التي نشرت على موقع الاتحاد الأردني لكرة القدم صباح الخميس الماضي، إلى جانب تأكيد تأجيل مباريات الأسبوع السادس من دوري المناصير للمحترفين، كانت كافية للسؤال.. هل ثمة خلل في شبكات تصريف المياه في الملعب الذي افتتح قبل بضعة أشهر؟، وهل تم استلام الملعب بشكل رسمي من المتعهد وإجراء تجارب على قدرة الشبكات على تصريف المياه؟، وهل دخول “القشاطات” في الخدمة يعني أن الشبكات غير جاهزة تماما للقيام بمهمتها على أكمل وجه، بخلاف ما يحدث في الملاعب الأوروبية التي تستقبل أمطارا كثيفة ومع ذلك تبقى ملاعبها صالحة للعب صيفا وشتاء.
    لا بد للمجلس الأعلى للشباب أن يتناول ما حدث بشفافية مطلقة، فليس المطلوب توجيه الاتهامات ولا النيل من كفاءة “القشاطات”، بل معالجة الأخطاء وتلافيها في المستقبل.





    [08-11-2015 12:49 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع