الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    ذهب روسي

    نحن أشطر وأحذق من أجدادنا القدامى ..أولئك وصلوا بفتوحاتهم وجهادهم حتى حدود روسيا..أما نحن فقد أتينا بحدود روسيا الينا و»إحنا بمطرحنا»..صحيح أنهم كانوا يتمتعون بــ»إمبراطورية» عربية إسلامية .. ونحن نعاني من «انبراط..» عربي إسلامي لكن النتيجة واحدة كلانا وصل الى حدود روسيا أو وصلت اليه حدود روسيا لا فرق إلا في المجد..لا أستطيع أن أتخيل كوني ابن الرمثا المنطقة الحدودية كيف ستتغير كثير من المفاهيم التي اعتدنا عليها منذ عقود، بدءاً من تجارة التجزئة، الصناعات اليدوية ، أسماء المحلات ، السلع المهرّبة من سوريا وكيف ستحل «روسيا» مكان كل شيء قادم من بلد الرسالة الخالدة..منذ نصف قرن و «بحّارة» الرمثا يحضرون - مع بداية تشرين وطيلة موسم الشتاء - حلوى :»عقال الشايب».. وما ان آكل «خزعة» من العقال حتى يخيّل إلي انه عقال شايب درعاوي..الآن بعد وصول روسيا الى أقل من 5 كيلو مترات عن حدودنا..هل يستبدل عقال الشايب بقبعة «ميلدوفتش»؟ .. وهل ستتحول الخرفان السورية الى «دببة روسية» تباع في المنطقة الحرة.؟..وهل يستبدل «العرقسوس»الشامي.. بـ (...) ...والمقدوس بالفراولة...والفستق الحلبي بالفستق «الديدوفيسكي»...ثم ماذا عن المحلات التي فتحناها وأعلنا عنها أنها للبضاعة السورية...»ابو يحيى للبضاعة السورية»..»كرمة العلي للمنظفات السورية»... معقول نقرأ قرب الحسبة :»يوجد لدينا مخلل روسي»؟ ... وماذا عن المطاعم والاستراحات والمقاهي ومحلات الحلويات التي أخذت من الشام اسماً تجارياً لها ..»اريج الشام» ،»ليالي الشام» ،»روابي الشام»..»الفرن الشامي»..»الصحن الشامي»...»الكوع الشامي»..هل ستتغير لتواكب المرحلة السياسية الجديدة لتصبح «الحمّام الموسكي»..» الصحن الدينسكي»..»حلويات ابو لافروف الديغوري»....»ملحمة أيجور الجلازوفي...للخرفان البلدية الروسية ..والكوراع الغوسفية»...»بوظة كريسفراش»، « مطعم أريج موسكو» لصاحبه أبو فوديم الكورسوفي...الخ...ثم ماذا عن «ليالي شامية « هل ستنقلب الى «ليالي روسية» وماذا عن باب الحارة هل سيبقى ينتج أجزاء تتكلم عن مقاومة المحتل الفرنسي..أم سيغير اسمه الى «باب الحاجة» ويسكت عن المحتل الروسي!...في سنوات الطفولة كنت أنظر خلف التلال الى البيوت السورية التي تضاء تباعاً بعيد الغروب، اتخيل حياة الناس المسالمين هناك ،أتخيل مداخل الحارات والوان الأبواب وتطريز الثياب ، وسراويل الكلمنظة العريضة ، أتخيل المضايف السورية التي تضاء بــ»ٌقنبور» زيت..وتتصاعد منها الحكاوي ودخان الهيشي وهموم الضيعة..الآن..كلما نظرت خلف التلال لا ارى الا دخاناً قاتماً وأضواء «الثكنات» واهتزاز الزينكو فوق رؤوس الفصائل...لكل المبتهجين بالاجتياح الروسي للدم ، لكل المصفقين للنصر على الاطفال واعشاش العصافير... لكل الفرحين بالدم المسال على معصم الأرض العربية.. مهلاً مهلاً... نصركم ايضاَ «ذهب روسي»... فسيستحيل السوار الى قيد .. عندما تتلاشى لمعة الحليف المزيّفة !...وستذكرون...





    [11-10-2015 11:17 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع