الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الكتابة في منتصف المرض

    أعلن و أنا بكامل قواي المرضية؛ بأنني غير مسؤول عن هذا المقال؛ لأنني أكتبه تحت الاكراه ..ومش عارف كيف يطلع معي ..؟ فالزميل محمود الخطيب يصرّ إصراراً عجيباً على أن آخذ إجازة من (مرضتي) المفاجئة وأكتب المقال ومن ثمّ أعود لمعاودة المرض ..! وها أنا أحاول أن أقنع المغص الشديد والعرق الغزير بإعطائي مساحة من حريّة الكتابة ..! في هذه اللحظات ..لا أتخيلني وحدي المُصاب بالمغص والعرق ..فمن ينظر سريعاً لكميّة البوستات على الفيس بوك سيعرف سريعاً أن الجميع ممغوص ..وأن الكلمات تتصبب عرقاً ..و أن الشعوب سارحة والرب راعيها ..وأنها تحشر نفسها بين الأماني والأحلام التي لم ولن تحققها في هكذا ظرف عربي (شالح على الآخر ) ..وبين محاولات هروب حقيقية من واقع لا يقع إلا على خبزهم وتأمينهم الصحي ومنافستهم على أي طابور عربي يولد ولا يموت وكل مهماته أن يبشّرنا جميعاً بولادة طابور جديد أطول وأجمل وفيه من مزايا الانتظار أكثر من مزايا الاختصار وتحقيق المنشود ..! حين تضيق بنا الدائرة .. وتخنقنا حدودها إلى أبعد حد ..ونصاب بالمغص والعرق؛ لا أحد يقول لك : التزمْ عقلك وأشعلْ القلب بوصلة للخروج من مأزقك ..بل الجميع يتطوّع ليصرف لك كميّات من ( الحِكَم و الوصايا ) جلّها تعيد عليك : الميرمية المغلية و الجعدة ونقيع الراحة ..!! حينما تتوجع فإنك تتوجع وحدك؛ على الرغم من المحيطين بك الذين يعدّون العصيَّ وقد يتألمون معك وهم منشغلون بالرد على هواتفهم أو إرسال نكتة يعتقدون بأنها جديدة على الواتس ويضحكون جداً وهم يرسلونها ..!! أعتقد أن المقال استنفد حقوقه الطوليّة يا محمود يا خطيب ..وصار بإمكانك الآن أن تضعه في الزاوية المحجوزة لي سلفاً ..و بإمكانك الآن أن تتحول إلى ديكتاتور عربي جديد كل همّه أن يكون شغله تمام التمام بغض النظر عن الطرف الآخر ..! أنا بحاجة إلى دكتور ..دكتور ..دكتور ..مش دكتاتور ..!!





    [07-10-2015 12:55 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع