الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    مفهوم الشّريك بالعِبْري

    اذا صحّ أن كيري مارس ضغطا على الرئيس أبو مازن كي لا يحدد سقفا زمنيا لتنفيذ ما أعْلنه وهو التحلل الكامل من أية اتفاقيات فإن هذا يفسر ردود الافعال الاسرائيلية، التي لم تذهب الى ما هو أبعد من نفي صفة الشريك عن الطرف الفلسطيني، فهذا النفي ليس طارئا وليس بحاجة الى مناسبة كخطاب أبو مازن في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لأن شارون طالما ردد هذه العبارة وهي نفي الشراكة قبل رحيل ياسر عرفات، وقد وَصف بعض الاسرائيليين قنبلة أبو مازن التي مهدّت لها تصريحات وتلميحات منذ عدة أسابيع، بانها قنبلة مع وقف التنفيذ، وبالرغم من ذلك جاءت ردود الافعال الاسرائيلية على قدر من التقارب كما يحدث عادة، وذلك على النقيض من المواقف الفلسطينية التي ترتهن فصائليا، وتختلط فيها الدوافع الذاتية مع الدافع الوطني العام، ما قاله أبو مازن هو باختصار أن الكيل قد طفح والسّيل تجاوز الزّبى والانتهاك لم يتوقف عند حد وما من قائد لشعب يعاني من شقاء الاحتلال على اختلاف محاصيله بمقدوره ان يعزف على وتره الخاص، لأنه عندئذ لا يفقد شرعية القيادة فقط، بل الشرعية الوطنية أيضا. لقد دأبت سلطات الاحتلال وما يصاحبها من قطعان الاستيطان على الاستخفاف بكل ما يصدر عن العرب وبالتكرار تشكلت لديها قناعة بأن التصريحات مهما بلغت من السخونة تبقى ممنوعة من الصرف، بل قابلة للتَّنْفيس.. فهي لم يسبق لها -على امتداد ما يقارب سبعة العقود- أنْ عوقبت لكي ترتدع ولو شئنا استخدام ثقافتنا الشعبية في هذا السياق فإن من تعرف ديّتهُ اقتله بلا تردد. وكما ان للبشر عندما تستباح مصائرهم ويقتلون ديّة، فان للقدس -ايضا- ديّة، وقدر تعلق هذا بالأقصى منذ تعرضه لاحتراق مبكر قبل ما يقارب النصف قرن، اذ لولا هؤلاء الذين سهروا على سطح الأرض وفي قبورهم ايضا لحماية الأقصى لتحول الى طفل يبكي عليه مليارا عربي ومسلم على امتداد هذا الكوكب. ان وردود مفردة اتفاقيات في أي خطاب فلسطيني تصرف الانتباه على الفور الى أوسلو، الذي قتل فور ولادته، أو تم وَأْدُهُ قبل أن يحبو أو يُفطم عن الدم !





    [07-10-2015 12:54 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع