الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    مفهوم السيادة الجديد

    يحقّ لروسيا أن تنشر قواتها في سوريا..فهذا عمل لا ينافي السيادة ..و يحق لأمريكا أن تبني ما شاءت من قواعد أينما تشاء ؛ فهذا أيضاً لا ينافي السيادة ..ويحق لفرنسا أن تضرب في كل شبر من وطني ؛ لأن الضرب لا دخل له بالسيادة ..و لتركيا وإيران أن تدخلا و تخرجا ..فالسيادة مصونة و محفوظة ..ولإسرائيل اللقيطة أن تسرح و تمرح في الأجواء ما دامت لا تقترب من السيادة ..! السيادة يا سادة ليست كما تفهمونها ..السيادة لا تُمس أبداً عندما يأتي الأجنبي و الغريب و يعيث حرباً في بلادك ..السيادة لا تغضب عندما تقوم أجهزة استخبارات العالم كلها وتتحرك بحريّة تامة في شوارعك و زقاقك و تلالك و غرف نومك ..السيادة لا دخل لها في تهجير شعبٍ بأكمله ..ولا في بحار تقتل الهاربين من وطنك إلى أرض الله الواسعة ..السيادة لا شأن لها في كلّ ما تراه بعينيك و تسمعه بأذنيك ..! تصبح السيادة في خطر إن شكوتَ من نقص الخبز ..إن طالبت بعلاج ابنك ..إن بكيتَ في الشارع على حالك ومآلك ..!! السيادة يمسّها مظاهرة من خمسين شخصاً ينادون بالحريّة ..و السيادة تنزعج إن طالبت بالإفراج عن سجين أو طالبت بمعرفة مصير قريب ..السيادةُ تتأذّى حينما لا تهتف للرئيس ..السيادة ينقلب مزاجها حينما لا تدفع للسيادة (خاوة و أتاوة ) ..السيادة لا يضرّها إلا المواطن العربي نفسه ..والغرباء براءٌ من كلّ مسّ ..!! عن أي سيادة نتحدث يا سادة ..؟؟!! عن سيادة وطنٍ أجبروه على الاستمتاع بدور الضحيّة ..أم عن مواطنين يتغزّلون بالوطن وهم تحت البسطار تماماً ..؟! أيةُ سيادة يمكن أن تكون سيادة ؛ حينما تصبح الأوطان عدوّاً يطلب رأسك ورأس عائلتك ؛ فقط لتكون عدداً في أعداد التفاوض ؛ بينما أوطان الغرباء (الذين ينتهكون سيادتك) تصبح صديقاً لك ولعائلتك ..! تختلط المعادلات ..و تختلط المفاهيم ..و الغريب ؛ كلّنا نتكلّم عن المؤامرة ..ولكننا (كلّنا أيضاً) ننسبها لآباء لا يجمعهم إلا اغتصابهم للوطن السوري ..! لك الله يا سوريّا ..كيف تحولتِ من عذراء طاهرة إلى وطنٍ مشاعٍ حتّى لمرّاق الطريق ..!!!.

     





    [29-09-2015 12:28 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع