الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    دفاعاً عن قُراّء صامتين!!

    توقف بعض الكتاب العرب عن النمو عند تلك الرحلة التي كانوا يتصورون فيها القُرّاء اشبه بأسماك لا حول لها ولا قوة بانتظار شباكهم المهترئة. والقارىء أو المرسل إليه له عدة عناوين وليس عنوانا واحداً، لكن هناك من يكتبون لقارىء واحد هذا اذا قرأ، وتلك حكاية تطول.. ما اعنيه بالقارىء الصّامت هو المواطن الذي حفظ عن ظهر قلب ووطن ماله وما عليه ويشعر بأنه دائن وليس مديناً لأحد، و اذا كان هناك من يتصورون أن مجرد الكتابة والنشر امتيازا وتكريسا فهم مخطئون مرّتيْن، مرة لعدم معرفتهم الدقيقة بمنسوب الوعي لدى قراء تلقحوا ضد اللّدغ من كل الجحور ومرّة لأن الكتابة والنشر في العالم العربي رهينة علاقات ومصالح وتخضع لتعاليم وأولويات لا علاقة لها بالاستحقاق المِهني. و قد لا يحتاج القارىء الى من يدافع عنه لأنه قرر أن لا يهرع الى السّراب كي يزداد عطشاً، وهو ليس طائر حجل يخطف بصره الألوان الفاقعة وتستدرجه الى الفخ. ثمة قراء نعترف لهم بالفضل سواء من خلال مساءلات سياسية واخلاقية نتعرض لها أو من خلال تذكيرنا بان الكتابة ليست امتيازا وأن هناك من يقرأون ولا يكتبون ليس لقصور فيهم بل لأنهم قرروا ذلك وبالتالي حصّنوا وعيهم ضد التضليل! والكاتب الذي يغضب أو ينفعل اذا ضبطه قارئه متلبسا بخطأ أو تناقض في الموقف لا يستحق لقبه لانه أولاً مُبتلى بوهم المعصومية التي ليس له منها نصيب لكونه انسانا ولأنه تجمد عند مرحلة وانسدّ عليه الأفق فاحترف الاجترار كما تفعل الأبقار! القارىء الحصيف بوصلة، ولقاح ووقاية، وقد يرى ما لا نرى بسبب المسافة التي تتيح له التأمل والمقارنة، واذا كان هناك عزوف ملحوظ عن القراءة في الوطن العربي فالسّبب ليس الأمية التي حولها البعض الى مشجب، هناك اسباب أخرى أهمها فقدان الثقة بالمكتوب، فالأنوف الذكية المدربة تفرز رائحة الحِبْر ان كانت كريهة أو بريئة وطيبة. هي مجرد مناسبة للاعتراف بفضل قراء صامتين، نتعلم منهم اكثر مما نظن بأننا نُعلّمهم!!

     





    [16-09-2015 11:07 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع