الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    رَمَتْنا بدائها ولم تَنْسَل !!

    مهما قلنا عن الولايات المتحدة فإن هناك من الامريكيين من قالوا اكثر وأشد قسوة بدءا من هنري ميلر وكورسو وغنزبرغ حتى جيري روبين ونعوم تشومسكي، لكن هناك دولا تتغذى بالنقد والهجاء السياسي ما دامت المعادلة التي انتهت اليها الليبرالية الجديدة هي قُل ما تشاء ودعنا نفعل ما نشاء، لهذا لم تفلح المظاهرات داخل امريكا وخارجها في منع غزو العراق واحتلاله ومن ثم تحويله الى جحيم أرضي يحصي الناس فيه أيامهم بل ساعاتهم بعدد قتلاهم . معادلة قل ما تشاء ودعني افعل ما اريد، قدمت اشباعا كاذبا للجوع الديموقراطي كما قدمت سرابا لمن شقق شفاههم العطش وعادوا بالملايين بعد المظاهرات والشجب الممنوع من الصرف باخفاف حنين وليس بخفّيه فقط ! ومن حقنا كعرب ان نقول بأن امريكا شأن من سبقوها من اباطرة امتصوا دم الشعوب ونخاعها رمتنا بدائها وانسلت، فقد احتلت بلدانا وفككت دولها وجيوشها ورفعت الغطاء عن صندوق باندورا الطائفي فيها ثم انسحبت، ولم تتحمل اعباء ما اقترفت عسكريا وسياسيا وما سوف تدفع ثمنه عدة اجيال لأنها اجيال مثقلة بمديونيات المال والدم والتخلف والتآكل الوطني بدلا من التكامل ! ما قاله فرنسيون ذات يوم عن دولتهم تردد كثير من ضحايا الاستعمار الفرنسي في قوله، فكان ذلك اقرب الى البحث عن توازن اخلاقي . حتى اسرائيل نسمع من داخلها اصوات بالعبرية تقول ما يتردد بعضنا في قول واحد بالمئة منه، ومن تلك الاصوات اسرائيل شاحاك وشلومو رايخ وجدعون ليفي والى حد ما يوري افنيري، جميعا رمونا بالداء بمختلف اورامه وفايروساته وانسلّوا، لكن التاريخ ليس داجنا الى هذا الحد بحيث تطوى ملفات كل تلك الجرائم وتسجل ضد مجهول او تسقط بالتقادم !





    [08-09-2015 02:15 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع