الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    بورصة سـرقة النقود .. وبورصة بيع القرود؟!!

    ما من أسبوع الا وتطالعنا الصحف بأساليب جديدة يلجأ اليها المحتالون، والنصابون، من أجل سلب المواطن الطيب نقوده، مما يدخره لمكبره. وما يحتاجه لقادم الايام، لقناعته، أن القرش الابيض يلاقيه المرء في اليوم الاسود.

    وفي الاردن في السنوات الأخيرة تعددت أساليب النصب والاحتيال وأزدهرت، واخذت اشكالاً وطرقاً مختلفة من اجل الوصول الى مدخرات المواطنين، والأحتيال عليهم، بتحريك حس الطمع والربح السهل، وإغراء المواطنين لأداع امواله في هذه البورصة او تلك مقابل ارباح عاجلة.

    في عالم الاقتصاد تعتبر البورصة مؤسسة اقتصادية رسمية، يجتمع فيها يومياً وكلاء مختلف الشركات الكبرى، والتجار، وعملاء المصارف، والسماسرة للمضاربة بالاموال، وتداول العملات الأجنبية ومؤشرات البورصة الاقتصادية، مؤشر يدل على اتجاهات الاسهم من خلال بعض العينات المرجعية والاسعار وتطورها، الاصل ان كل دولة يوجد بها بورصة واحدة، في العاصمة وربما وجدت بورصة ثانية في المدن الكبرى، مثل بورصة الورود في هولتدا، وبورصة المواشي في شيكاغو، والبورصة في الدول التي يحكمها مبدأ سيادة القانون، تحكمها أنظمة وقوانين وتشريشعات ، يشارك في وضعها علماء الاقتصاد والمالية العامة والخبراء، والبورصة في الدول المتقدمة تمتاز بانضباطية شديدة في تعمالاتها اليومية، وأنها تعتبر البوصلة الحقيقية لتقديم الاقتصاد، وأذا تعرضت البورصة إلى خلل وانخفاض قيمة الاسهم والسندات، تسارع كل أجهزة الدولة بما لديها من سلطة، وصلاحيات واسعة لإيقاف الخلل ومساءلة المتسببين فيه، مهما كان مركزهم الاقتصادي أو قوة نفوذهم في جهاز الدولة.

    في العقد الاخير تعرض الاقتصاد الاردني لفوضى عارمة، حيث تكونت شركات عديدة باسماء مختلفة، والعجيب كل هذه الشركات كانت تطلق على نفسها اسم البورصة يديرها شخص او اشخاص، لهم مهارة كبيرة في النصب والاحتيال على المواطنين، لايداع مدخراتهم في هذه البورصة أو تلك مقابل أرباح هائلة شهرياً قد تصل إلى خمسين في المائة أو كثر، وربما وزعت هذه اليورصات الوهمية أرباحاً فورية لمن يودع أمواله لديهم تمشياً مع المثل القائل (( من ذقنه سقيله )) وثقافة هذا المثل شائعة على نطاق واسع ومن يعمل بهذا المثل لا تحكمه أخلاق ولا قيم الدين، وربما كان من اصحاب الملايين، او صاحب مركز ثقل نفوذ.

    حقيقة لابد أن تقال أن الازمة الاقتصادية الخانقة التي نعيش فيها، جعلت الثقة مفقودة باصحاب القرار، وأن كل المواطنين الشرفاء يتساءلون الآن، أين ذهبت أموال البورصات التي تقدر بالملايين في كل محافظات الوطن، وجلبت الفقر لكل من تعامل بالبورصة.

    صحيح أن الصحف تطالعنا بين الحين والحين. ،بأنه صدرحكم بأدانة صاحب بورصة بحبسه عشر سنين أو أكثر، لكن أموال المواطنين التي وضعت في هذه البورصة أين ذهبت؟ ومتى تعود النقود لاصحابها؟ الله ورسوله أعلم.

    حتى هذه اللحظة لم تصدر دراسة علمية، عن ظاهرة البورصات العديدة، والتي سلبت مدخرات المواطنين‘ وتركتهم للفقر والفاقة والحرمان نتيجة اللامبالة من قبل الحكومات المتعاقبة التي لم تعالج مشاكل البورصات معالجة جادة، تعيد ثقة المواطن بمؤسسات الدولة.

    وينطبق علينا في الأردن،ما جاء في قصة بورصة القرود التي وجدت فصولها في قرية من قرى أمريكا اللاتينية. التي يكثر فيها البيع وتهريب والمخدرات وتنتشر فيها ما فيات النصب والاحتيال على نطاق واسع.

    تقول القصة، أن تاجراً وصل أحدى القرى التي تشهد كثرة في القرود، حيث عرض مبلغ 2 دولار ثمناً للقرد الواحد ولاقي العرض استحسناً من أبناء القرية، وفي الأسبوع التالي حضر التاجر، وعرض 4 دولارات ثمن للقرد استحسن هذا العرض عدداً كبيراً من سكان القرية، الذين طفقوا يطوفون في الغابات لصيد القرود وبيع القرد الواحد بأربعة دولارات، وكان التاجر يضع القرود في قفص حديدي محكم الصنع، وقل عدد القرود في الغابة المحيطة في القرية، وفي الأسبوع التالي حضر التاجر وعرض 6 دولارات للقرد الواحد واندفع أبناء القرية رجالاً ونساء شباباً وشيوخاً وبحماس منقطع النظير إلى الغابة بحثاً عن القرود لاصطيادها وبيع القرود بسعر 6 دولارات.

    وفي أسبوع آخر حضر مساعد التاجر وعرض عشرين دولار ثمناً للقرد الواحد، على أن يأتي بعد أيام ثلاثة لاستلام القرود، وترك أهل القرية منازلهم وذهبوا للغابة بحثاً عن القرود التي صادوها في الأسابيع الماضية وباعوها للتاجر بأعلى سعر وهو ستة دولارات، فلم يجدوا قرداً واحداً لان التاجر اشتراها جميعا.

    ولان الطمع له سلطان غريب على الإنسان الذي يميل للكسب السريع والسهل، فقد اتفق مساعد التاجر مع أبناء القرية أن يبيعهم القرود بخمسة عشر دولارا.على أن يبيعونه هم بعشرين دولاراً وتمت الصفقة واشترى أهل القرية كل قرد بخمسة عشر دولار وتوارى التاجر عن الأنظار وانتظر أهل القرية مساعد التاجر ليحضر ويشتري منهم كل قرد بعشرين دولاراً، وقد مر على انتظار أهل القرية ثلاثة أيام وثلاثة أسابيع وثلاثة شهور وثلاثة سنين وثلاثة عقود لم يحضر مساعد التاجر لشراء القرود، وذهبت أموال ونقود أهل القرية وبقيت القرود ترقص لهم في شوارع وأزقة القرية.
    عندنا في الأردن كان يظهر أصحاب البورصات من النصابين والمحتالين على أنهم فرسان المستقبل، وفرسان التغير هكذا أطلق عليهم الإعلام الرسمي والخاص هذه الألقاب، وما زال أصحاب الأموال مثل بائعي القرود. ينتظرون الفرج الذين لن يأتي به احد.





    [26-07-2015 11:24 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع