الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    ليست الوحدة الوطنية وإنما وحدة .. العرب

    الانقسام المذهبي في بلادنا، وفي العالم، إرث تاريخي عميق، يمكن تغطيته «بالتعايش» حيناً، و»بتقريب» المذاهب والاديان في مؤسسات دولية حيناً اخر، لكنها عندنا على الاقل بقيت تحت الرماد، وتطل بوجهها البشع كلما قرّر مجتمع من مجتمعاتنا أن يباشر الدولة المدنية التي تحوّل الولاء المنحط الى الولاء الوطني والقومي.
    في الكويت، وقبلها في السعودية استهدف الارهاب مسجدين للشيعة، فارتفعت شعارات «الوحدة الوطنية» تندد بالارهاب، وبالتعصب المذهبي وترفع علم الوطنية السعودية والكويتية، ولكن الجميع يدرك ان هذا العلم لا يمنع تكرار الهجوم على المساجد – يسمونها الشيعة الحسينيات – يوم الجمعة.. واثناء الصلاة. فالعدو كما صمّمه اللاعبون لم يعد «الاستكبار العالمي» او «الصهيونية» وإنما هم الآخرون في الاسلام.
    هل يصدق أحد شعارات ثلاثة عقود: «الموت لاميركا.. الموت لاسرائيل» بعد ان صار التعايش مع اميركا مطلباً عزيزاً، وصارت اسرائيل أبعد كثيراً مما كانت.
    ولن ننسى قصة استعداد ايران لمحاربة اسرائيل شرط أن تمرّ جيوشها من العراق اثناء الغزو الاسرائيلي الذي وصل بيروت عام 1982، والان تستطيع الجيوش الايرانية المرور من العراق، لكن الاسهل هو محاربة العرب بالحرس الثوري، وبعصائب الحق، وابو الفضل العباس، في كل مكان إلا اسرائيل.
    نحن لا نحاسب من يريد الحرب على اسرائيل، ولكننا نرفض وبشدّة استثمار القضية الفلسطينية باكاذيب هدفها الحقيقي تدمير القوى التي تقف في وجه اسرائيل.
    لا تنفع دعوات «الوحدة الوطنية» في وقف الارهاب المذهبي، او المتجلبب بالمذهب لا فرق، فالمطلوب دولة مدنية تؤمن بالقومية العربية، وعمل دائب للوحدة: وحدة الجزيرة.. وحدة سوريا.. وحدة وادي النيل.. وحدة المغرب الاقصى. فايران قوة كبرى في الاقليم، وتركيا كذلك واسرائيل كذلك.. والكيانات الصغيرة غير مؤهلة لحماية الاستقلال، وقد سمعنا دعوات المغفور له عبدالله بن عبدالعزيز لوحدة الخليج.. ولقبول العرب المستعدين في هذه الوحدة، ولا ندري لماذا خفتت هذه الدعوة بعد رحيل العاهل الكبير؟!
    لا يمكن مقاتلة ارهاب داعش بحشد شعبي مذهبي تذهب جذوره الى طهران، وهذا العجز أمام الرمادي والفلوجة والموصل يفسر ما يجري، ونسمع من بغداد ان هناك هجوما متوقعا لداعش على مناطق العراق الاوسط، وقد يكون هذا التوقع عذراً لاستمرار وقوف الجيش والحشد الشعبي أمام الرمادي والفلوجة، لكنه غير بعيد، فسياسة الغاء السنّة هي التي تجعل داعش.. تتوسع.
    شعارات الوحدة الوطنية ليست الدرع الواقي من ارهاب يأخذ شكلاً مذهبياً، وإنما هي الدولة المدنية في ظل دعوة الوحدة، والقومية، وغير ذلك.. فشعارات.





    [28-06-2015 01:34 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع