الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    امتنا العربية .. ضحية صراع الثيران

    القرن الواحد والعشرون .. امتداد لسابقه الذي لا يمكننا وسمه الا انه ليس الا زمن تخاذل وانحطاط في السياسة والاخلاق والايدلوجيات وكانت ابرز ثمراته الارهاب بكل معانيه ... الارهاب الذي افرز العقم في كل شيء وساقنا بعد ذلك الى النفاق والتلون واودى بنا الى ان فرطنا بكل شيء وضاع منا كل شيء ... هذا هو الوضع السائد في المنطقة العربية التي استمرأت حكم الفرد الواحد في ظل غياب تام للديمقراطية والحرية واستحالة اشراك الآخرين في قرارات المصير التي بقيت وما زالت ردحا طويلا تطبخ في الكارادورات المغلقة يسوغها ويمليها عصابة من المرتزقة والمنافقين والشهوانيين، اما ما عداهم فليسوا هم الا قطيع من الجواميس والدواب الأهلية معدة للذبح والهلاك في اية لحظة، وهي نفسها التي لا تملك من امرها شيئا فوظيفتها محددة اقتصرت على الهتاف والتسحيج اما اكراهاً او مقابل ثمن بخس، فالنتيجة طبيعية اذا كانت كذلك، اذ لا بد من بقاء سلسلة المآسي التي استمرأت واصبحت جزءا من كينونتنا وشخصيتنا.
    لدينا من الثغرات القاتلة الكثير في وقت قد تعمدنا ان نكون جهلة في كل شيء مع علمنا الاكيد ان الصورة المغايرة يمكن ان تحقق لنا تقدما في كل مناحي الحياة مما اسفر عن فقداننا لهويتنا المميزة بين التقليد الاعمى لنهضة الحضارات ولم نتقتبس من الاخرين الا ما تكدس في حاويات قمامتهم، وليس بمقدورنا في هذه الحالة الا البقاء نردد الشعارات الجوفاء الفارغة والتسبيح ونفرضها على الجماهير المسحوقة ثم ما تلبت هذه الشعارات ان تتلاشى وتنتهي في اية لحظة خيانة وعمالة نعلمها ولكن لا حول لنا ولا قوة.
    لقد سئمت شعوبنا الاذى ومشاهدة الدماء والاشلاء والارهاب الممنهج وما زالت تترنح فاقدة لحريتها ولا وجود للديمقراطية الحقيقية وتشوهت جميع القيم الاخلاقية والانسانية لدينا في ظل ديكتاتورياتنا العربية وبقيادة رافعي الشعارات المنقمة التي كشف زيفها منذ بدايات تكوينها الذين ما لبثوا ان قاموا بتصفية بعضهم بعضا وكان ان وصفهم آنذاك احدهم بانهم كالثيران في حلبة الصراع
    وهنا نستحضر طه حسين القائل "انني من قوم قد ابتلوا بالسفهاء وصبروا عليهم لا ضجرين ولا مستخفين، وان رجل يحتمل من السفه مثلما نحتمل منذ ان امتحن الله هذه الأمة في اخلاقها لخليق ان لا يضيق صدره ان زاده الله على هؤلاء السفهاء واحدا او يبتسم ثغره ان نقص من هؤلاء السفهاء واحدا"





    [27-06-2015 03:53 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع