الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    صياما مقبولا من "أفيخاي أدرعي"!

    الابتسامة التي على وجهه إلكترونية، نقرة خاطئة بـ "الماوس" ربّما تحوُّلها إلى ضحكة هازئة بلسان ممدود. لكنَّ "أفيخاي أدرعي" لا يخرج أبداً عن النصِّ غير المكتوب، يحفظ جزءاً غير معلوم من القرآن، ولديه إلمام معقول بالسنة النبوية، ولغته العربيّة ليست سليمة من الأذى. يخرجُ مثل مذيعي القنوات الأرضية ليهنِّئ "عموم المسلمين" بقدوم شهر رمضان، ويوجِّه، باسمه شخصياً، وباسم وظيفته في وزارة الدفاع الإسرائيلية، أمنياته بالصوم المقبول والإفطار الشهيِّ، ويختفي قبل خطأ ما؛ ونحن، الجمهور المستهدف، من نحرِّك "الماوس" لنعيد ابتسامته من أولها!
    يتكاثر "فيديو أفيخاي" منذ أن ثبتت رؤية الهلال، ويتصدر ترويسة الصفحات الزرقاء قبل مسرحيّات "سعيد صالح"، والنكات الموسمية عن نكسات "ريال مدريد"، يسبق سفرة الطعام الافتراضية على صفحة ربّة البيت، وتتشاركه بنات الصفِّ الإعداديِّ كأغنية "راب" جديدة، خمسون ألف مشاركة، فقُلْ للمغنية التي تسأل منذ ثلاثين انتفاضة "وين الملايين"، أنّه قبل اكتمال البدر سيصبح متداولو "الفيديو" ثلاثة ملايين صائم؛ ردّدوا ما جاء في التهنئة المكسورة، ولن يضير "الرائد أفيخاي"، شتم أمه ونعته بسخرية لا توفيق فيها: "المسلم ابن اليهودية"!
    أنا أيضاً تورّطتُ، وضعتُ أحرفَ اسم "أفيخاي أدرعي" غير المتناسقة في مربّع البحث الفيسبوكيِّ، مشيتُ وراء الفضول، وكان عظيماً حين فاجأتني صورة الغلاف لمجنّدين إسرائيليين باسمين تحت فجر فلسطين، وفوق رؤوسهم غيمها، وهلالها، وعبارة في غير مكانها وبعد زمانها بكثير: "رمضان كريم"، هكذا بدا أنكَ أمام بوستر مسلسل لما وراء التاريخ لـ "حاتم علي"، وفي الصفحة التي تبدو كوميدية تشاهدُ كلمات "فيروز" مرغمة على الوقوف على حائط أفيخاي، وفوق صورة لدبابة إسرائيلية بوضعية تحفز على حدود غزة ترتفع العبارة الموحِّدة للمحطات الأرضية العربية قبل عشرين عاماً "صباح الخير يا وطناً يسير بمجده العالي إلى الأعلى"؛ فلا تخرج قبل أنْ تقولَ: "سبحان الله"!
    كان "الرائد أفيخاي" ولداً مغموراً، وفي حرب تموز التقط فرصته الأولى على قناة الجزيرة، حين ظهر ناطقاً باسم "الدفاع الإسرائيلي" وبدا أنّ "الوجه الجديد" سيشقُّ طريقه بـ "رضا الوالدين"، وعلى قناة "الرأي الآخر"، وفي الحروب الأخرى، تكرّس اليهوديُ الدرعيُّ، "نجم الكوميديا"، ورقمه هنا يتفوق على رقمه في "جيش الدفاع"، فهو الآن يزاحم "عادل إمام" و"أحمد حلمي"، وربّما اسمه أصبح مألوفاً وأكثر من ألمعية اسم "عبد الحسين عبد الرضا". لم يتوسل "أفيخاي أدرعي" باسمه غير الفنيِّ المخرج "نادر جلال" أو المنتج "محمد السبكي"، ولم تتأكد نجوميته بالوقوف المهزوز أمام "يسرا" أو "عبلة كامل"، كلُّ ما فعله أنه تحدّث بعربيّتنا، فتورّطنا بالضحك!
    ادخل إلى صفحة "أفخاي أدرعي"، وخذ رقماً بعد نصف المليون بمئتي ألف، وضع اللايك رقم 1893 على صورة مجنّدٍ إسرائيلي يحجب شمس فلسطين، ثمّ اكتب تعليقاً اذكر فيه قاموس الشتائم التي اكتسبتها منذ إقامتكَ في حارة "كل من ايده إله"، وليصبح فعلك البطوليُّ "أعلى مشاهدة"، عليك أن "تشيّره" على صفحتكَ أمام أصدقائك وأعدائكَ، ليأخذوا أرقامهم، ويضعوا إعجاباً على ما لا يعجبهم، ويشتموا أمّ "أفيخاي" وشقيقاته، وابتسامته الإلكترونية، وانقر الماوس إن شئتَ بخطأ مقصود، فلن تؤذيكَ بعد ذلك ضحكة هازئة بلسان ممدود.





    [24-06-2015 12:59 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع