الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    أبو قديس والمهمة الكبيرة

    عام 1986 ارسل الراحل الحسين بن طلال لرئيس الحكومة آنذاك بضرورة اصلاح التعليم العالي الجامعي. وكانت الرسالة على خلفية أحداث جامعة اليرموك. لكن التفكير بالتطوير في مسار التعليم العالي استمر، واليوم في ظل أزمة كورونا لدينا الكثير مما ينبغي اصلاحه، في هذا القطاع الحيوي وقد تضخم وزاد عدد جامعاته وكلياته الجامعية والمتوسطة حتى قاربت على الاربعين مؤسسة. فيها نحو 300 ألف طالب واكثر من 8000 عضو هيئة تدريس. هذا عذا عن الموظفين الاداريين.
    لكن ما ابرز ما يجب اصلاحه اليوم؟ إن الوزير الجديد أ. د محمد ابو قديس مدرك للتحديات ويعيها. وهو يعلم مواطن الضعف في بنية الجامعات قيادات كانت، او من حيث التجهيزات والمخرجات. وهو منفتح على الحوار الايجابي وتقدير من يعمل ومن يجتهد.
    وفي بداية المسؤولية فتح الوزير حوارا مع رؤساء الجامعات وهذه خطوة جيدة وفيها تقدير للمؤسسات وقياداتها. حيث ان كرامة رؤساء الجامعات من كرامة العلم والعلماء. وهو لا يحمل اجنده ضد احد.
    لكن يجب تذكير معاليه أن قدرات الجامعات المالية لمواكبة ازمة كورونا ضعيفة. وهو الاعلم بحكم رئاسته لجامعة عربية خاصة بكلف الحوسبة والتعلم عن بعد. لذلك نجده يأمل من الجامعات الخاصة المشاركة من باب المسؤولية الاجتماعية بدعم الطلبة الفقراء الذين لا يملكون حواسيب لتمكينهم من التعلم. وهنا على تلك الجامعات الخاصة خيار واحد وهو ممارسة دورها الوطني، ونظنها جديرة بذلك، ولديها حسّ اخلاقي مكتمل. وهي جامعات وطنية طالما ظلمت وطبق عليها ما لم يطبق غلى الحكومية من قرارات اعتماد.
    هناك جزم بان التعلم عن بعد تحد كبير. وهناك جزم آخر بأن الجامعات لن تعود كما كانت قبل كورونا. وهناك حسم بان كلف التوظيف يجب تقليصها لصالح الرقمنة التكنلوجية. وهناك ظروف جديدة تستدعي تفكير عميق بالبحث العلمي ومخرجاته وأولوياته الوطنية.
    واجب التعليم العالي كوزارة ليس انعقاد محلس التعليم العالي لأخذ قرارات. حاسمة بمصير رؤساء الجامعات وتقييم بعضهم. صحيح ان هذا مهم. لكن الأهم ادارة الكفاءات البشرية وتحويل الجامعات لمؤسسات رابحة ماليا من ريع التقانة والبحث العلمي والشراكات الفاعلة مع القطاع الخاص. وواجب التعليم العالي تحرير الجامعات من البنية السلطوية في التعليم. والاهم إقرار الاعتماد الكامل للتعلم عن بعد والاعتراف بالشهادات التي يتم تحصيلها عن ذلك.
    نعم هناك تقاليد يجب ان تنتهي، وهناك أمل بالدكتور محمد ابو قديس لكونه صاحب رؤية وتجربة ممزوجة بين العام والخاص. والأهم انه يتقبل النقد ولا يصنفك عدوا له اذا انتقدت أداء الوزارة، فالكبار ممن يقررون الإنجاز يفيدون من النقد لإنجاز مهامهم الكبيرة.





    [22-10-2020 08:17 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع