الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    ماذا نريد من الخصاونة ؟
    رئيس الوزراء بشر الخصاونة

    أحداث اليوم - ياسر شطناوي - ثمة ما يُقلق الشارع العام "وما ينتاب الخواطر" بعد عدة قفزات للرئيس الجديد بشر الخصاونة "سجلها التاريخ له في عمله بمواقع صنع القرار الخلفية منها والعلنية" والتي ربما كان فيها الرجل يستند على أرضية قد تكون صلبة في ملفات وهشة في ملفات أخرى.

    يعرف الجميع أن الخصاونة يتمتع بخلفية "سياسية قوية وقدرة مميزة على التناور السياسي" إكتسبها من خبرته في السلك الدبلوماسي على مدار سنوات، حينما كان "خط دفاع أول في مفاوضات السلام مع الإحتلال" أضافة إلى ما يتميز به عن غيره "من فهم واسع للملف المصري خاصة بعد ثورة يوليو وقدوم السيسي للحكم" إلى جانب "قرب الرجل من البلاط الملكي السعودي" وغيرها من الملفات الخارجية الحساسة.

    لكن من كل ذلك ينظر الشارع الأردني للرئيس الجديد بعين الترقّب والمراهنة على قدرته في "حلحلة ملفات داخلية عالقة مهمة تؤثر بشكل مباشر على الناس" أبرزها التعامل مع "ميزانية خاوية، وبطالة مرتفعة، وترهل اداري واسع، وفساد مستشري، وتهرب ضريبي كبير، وشلل استثماري تام، وحركة شرائية ضعيفة في الاسواق.. "

    الأردنيون يثقون بالدور الأردني في السياسة الخارجية، لكنهم "يثقون أكثر بمن يوفر لهم رغيف الخبز دون عناء، ولمن يعطيهم بصيص آمل بحياة أقل صعوبة وكد، ويضمن ولو جزئياً بأن المستقبل مشرق، وأنه يمكننا الهبوط بسلام من طائرة الرزاز المعطوبة حتى وأن تغير الكابتن".

    نريد رئيس قادر على الإشتباك ايجاباً مع الشارع العام وملفاتنا الداخلية، "يتخذ قرارات شعبية تقلل من نسب الإحتقان، وترفع مستويات الثقة مع الحكومة بعد أن انهارت وتلاشت خطوطها، نريد رئيس واضح وصريح وشفاف يحدثنا عن هواجستنا التي أصبحت كوابيس لا تنتهي، وإحلامنا التي بات من المحال تحقيقها".

    كل هذا يتطلب من الخصاونة أن يأتي بتشكيلة حكومة استثنائية تلبي تطلعات الناس "تطمئن التجار الذي افلوسوا بسبب الإنتكاسات المتتالية، والشباب المُحبط العاطل عن العمل الذي يبحث عن الهجرة، والموظف الذي يطمح برفع راتبه الشهري، والإعلامي الذي يطلب هامش حرية أوسع دون أعتقال، والطبيب والمعلم الذي لا يخاف أن من يُعتدى عليه بالضرب، والمستثمر الذي يأمل بأن تنخفض الضريبة على الجمارك والمبيعات، والباحث عن عمل دون أن يسرق منه صاحب واسطة الفرصة الاخيرة.

    على ذات أهمية ما سبق، نريد حكومة تكون لجانب الشعب في المواقف والثوابت الوطنية العروبية، أهمها ما يخص القضية الفسطينية وكل تحولاتها، حكومة "تتصدى لأي مخطط يهدف لردم الحق الفلسطيني في تقرير المصير" ومنع "الحركات والاتفاقات" التي ترفض إقامة الدولة الفلسطينية الحرة الكاملة على أرض فلسطين العربية.

    كل هذه الملفات وغيرها الكثير "سبق وأن شعرت تجاهها الحكومات السابقة بحساسية مفرطة" ولم يكن منها إلا "رفع شعارات تسويقية، وشوو استعراضي، وابر تخدير" ... نأمل بأن يتجاوز الخصاونة بالحكومة الجديدة هذه الحساسية وأن يفعل ما عجز عنه من سبقه ممن جلسوا على كرسي الرابع.





    [10-10-2020 11:55 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع