الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    السيناريو الأسوأ .. هل نستطيع تحمله؟

    حتى أسابيع قليلة مضت، لم يكن يخطر ببال أحد منا أن يتخطى عدد الإصابات اليومي بـ«كورونا» ألـ «800 حالة». وعدد الوفيات الى ثمانية.

    ولو أن مختصا توقع بلوغ الإصابات اليومية إلى عدة آلاف، لاتهم بـ«التهويل»، ولوصفه البعض منا بأنه «شريك في المؤامرة» التي تروج لوجود الوباء. ولو أن أحدا تحدث عن احتمالية بلوغ» السيناريو الأسوا»، لحدد البعض منا سقوفا متواضعة لعدد الإصابات.

    مرد ذلك إلى مضامين الرسالة الإعلامية التي حددت وزارة الصحة إطارها، بالتحذير من خطورة الوباء من جهة، وتهوين سبل مواجهته. فاختارت الغالبية الجانب المريح في العملية، ودخل البعض في تفسيرات تندرج ضمن نظرية المؤامرة. فكانت النتيجة حالة غير مسبوقة من الترهل، والإهمال تتحمل المسؤولية عنه الحكومة والشارع معا.

    فالحكومة ـ صاحبة الولاية ـ نجحت في الحد من انتشار الوباء في بداياته، لكنها تتحمل مسؤولية إجراءاتها المتشددة التي ضربت الاقتصاد وحملت الخزينة الكثير من الأعباء. كما تتحمل مسؤولية التراخي المفاجئ في الإجراءات، وبما يوحي ضمنا أن الوباء «نشف ومات».

    ومن أوجه التراخي، التساهل الكبير في مجال الحجر للقادمين عبر الحدود والمطارات، وآخرها انفلات الوباء القادم من معبري العمري وجابر، وتحلل بعض المسؤولين شخصيا من الضوابط اللازمة للحد من انتشار الوباء.

    وفي المقابل، ورغم الانتشار المرعب للوباء، ما زال بعض المسؤولين يقللون من شأن انتشاره، ويروجون لحسابات تدعي أننا ما زلنا ضمن الاطار المقبول، ولم ندخل الخط الأحمر. وما زال البعض يعتبرون كورونا «مؤامرة دولية»، أو «كذبة» أهدافها سياسية.

    وما زال البعض يعتبر أن الاجتهاد بإغلاق المساجد كجزء من إجراءات وقائية عامة» مؤامرة» على الدين، ويتحدى القرار الحكومي بإقامة الصلاة، ونقلها عبر البث المباشر، ويعتبر محاولة منع المخالفة للقرار الحكومي بأنه ضد الدين.

    وما زال البعض منا ينظم الرحلات الجماعية إلى الحدائق العامة، وإلى جوانب الطرقات، دون الحفاظ على مبدأ التباعد الضروري لمنع انتشار الوباء. والكثير منا يضعون الكمامة أسفل أنوفهم، وبطريقة لا فائدة منها. مع أن بعض الخبراء قد حذروا من قرب الوصول إلى «السيناريو الأسوأ».

    ولمن لا يعلم ما هو السيناريو الأسوأ المنتظر فليتابع تصريحات الباحث في إحصائيات الكورونا والأكاديمي في الجامعة الأردنية، البروفيسور معتصم سعيدان، التي نشرتها بعض المواقع الإخبارية، والتي يؤكد فيها «أن الأردن يتجه نحو السيناريو الأسوأ في انتشار فيروس كورونا المستجد، وأن عدد الإصابات يتضاعف هندسيا».

    وبحسب ما نقل عنه فإن ذلك يعني حدوث عشرات الوفيات باليوم الواحد، في الأسبوع الأول من شهر تشرين الأول. ولا يستبعد تسجيل ألف أو ألفي إصابة يومياً.

    السؤال هنا موجه إلى كافة الأطراف، بدءاً بالحكومة:

    هل نستطيع تحمل مثل هذا السيناريو؟ وهل من إجراءات حكومية صارمة ومؤقتة للحد من انتشار الوباء؟

    وإلى الشارع: هل من الحكمة أن نتمسك بممارسات تسهم في تسريع بلوغنا حالة «السيناريو الأسوأ»؟ وهل من العقل أن يصر البعض على تسييس الوباء واعتباره وغير موجود؟

    أسئلة ملحّة برسم الإجابة!





    [28-09-2020 08:57 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع