الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    غير مستقرة .. - محمد سلامة

    معظم بلاد المشرق العربي وشمال أفريقيا لم تعرف الاستقرار السياسي والأمني منذ عقود طويلة،ولهذا أسباب ومسببات لها علاقة مباشرة بأحداث عايشتها وأخرى فرضت عليها وبالتالي فإن ما تمر به المنطقة العربية اليوم من عدم استقرار سياسي وامني مرده ما يلي:-
    رافق انتهاء الحرب العالمية الثانية،حدوث نكبة فلسطين وشعبها، وقد دفعت الدول العربية إلى حروب مع إسرائيل،وما زالت سوريا ولبنان في حالة عداء واراضيهما محتلة، وفي الجانب الآخر وبعد خروج دول عربية من ساحة المواجهة الأمنية، ظهرت حركات المقاومة وتحالفاتها وما زالت تتبادل التهديد والوعيد مع إسرائيل،وهذا طبعا أدى إلى انعدام الاستقرار، وتبعاته على التنمية والإقتصاد واضحة ولا لبس فيها.
    الديمقراطية وانبهار المجتمعات العربية بها، وما نشهده على ضفتي المتوسط بين دول وشعوب تتمتع بالحريات الأساسية وبين دول عربية تعيش تحت سلطة حاكمة لا تعترف بمواطنة شعوبها مع اختلافات محدودة بينهما، وما شهدته المنطقة العربية بدايات ما سمي بالربيع العربي كان ضمن هذا السياق الذي ما تزال المنطقة تعيش تداعياته السياسية والأمنية وما الارتدادات التي حصلت في بعض الدول إلا تعبيرا عن تمسكها بالخيار الديمقراطي وهذا أيضا أدى إلى عدم الإستقرار ودفع ببعض القوى الإقليمية والدولية إلى أن تتدخل وما نشهده اليوم هو صراع سياسي على السلطة بين قوى داخلية متصارعة وضد بعضها البعض ودول عظمى تسعى لتثبيت مصالحها وتمديد نفوذها.
    عدم نجاح الحكومات في إيجاد تنمية حقيقية شاملة ترتقي بمستوى معيشة المواطن العربي،وتبعات ذلك على الاستقرار المجتمعي، فمنذ عقود طويلة والحكومات تتحدث عن خطط تنموية عشرية وخمسية ولكنها إنتهت كلها أو اغلبها إلى نتائج غير مبشرة باستثناءات محدودة، وهذا أيضا من أسباب انعدام الإستقرار الداخلي.
    عدم الإستقرار في معظم البلاد العربية له أسباب أخرى لسنا بصدد تناولها الآن، لكن ما نود قوله أن ما يقارب المئة عام ومعظم دول وشعوب المنطقة بلا استقرار سياسي وامني وأن إستمرار الواقع الراهن سوف يؤدي بنا إلى نكبات تفضي إلى حروب مفتوحة،والنهاية أن التدخلات الخارجية سوف تكرس وقائع جديدة تمس في جوهرها جغرافيا العرب ومن ثم السيطرة على الثروات، وإذا أسقطنا عدم الإستقرار على ما يحدث في لبنان اليوم فإن البدايات ربما لجره إلى حروب مماثلة لما يجري في جواره سوريا، وتبقى القوى الإقليمية والدولية صاحبة اليد الطولى في فرض إيقاعات منع الإستقرار على جميع بلاد العرب المصابة بفيروس الحروب الأهلية خدمة لمصالحها واطماعها في ثروات المنطقة.





    [13-08-2020 08:08 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع