الرئيسية تقارير

شارك من خلال الواتس اب
    سياسيون: حديث الرزاز للغارديان رسائل مشفرة ضد "إسرائيل"
    الرزاز - تصوير: عدسة أحداث اليوم

    أحداث اليوم - أحمد بني هاني - أحدثت تصريحات رئيس الوزراء عمر الرزاز لصحيفة الغارديان البريطانية ضجة كبيرة في الأوساط السياسية بعدما أكد أن الأردن قد يدعم إقامة دولة واحدة "إسرائيلية" وفلسطينية وقد ينظر لها بإيجابية.

    وقال الرزاز في تصريحاته الأخيرة إن الأردن قد ينظر إلى هذه الخطوة بشكل إيجابي لكن بشرط أن تكون الدولة التي سيتم إنشاؤها ديمقراطية وتضمن للشعب الفلسطيني حقوقه.

    وبرر الرزاز تبني الأردن هذا المقترح بشروط في حال قضت حكومة تل أبيب على مبدأ حل الدولتين في خطواتها الأحادية الاستفزازية ومنها مخططاتها لضم أراض فلسطينية إلى سيادتها.

    وبيّن خبراء وسياسيون أن تصريحات رئيس الوزراء تحمل في طياتها الكثير من الرسائل وليس دعما حقيقيا لفكرة حل الدولة الواحدة التي هي أساسا مرفوضة في "إسرائيل" نفسها.

    وأشاروا في حديث لـ"أحداث اليوم"، أن حديث الأردن بهذا الشكل عن الدولة الواحد لا يعني التغير في المواقف الثابتة ودعم حل الدولتين على أساس قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967.

    أستاذ العلاقات الدولية الدكتور حسن المومني أكد أن الموقف الأردني من القضية الفلسطينية لا يمكن أن يأتي بمعزل عن الموقف والقبول الفلسطيني.

    وقال المومني إن حديث الرزاز للغارديان اليوم عن فكرة الدولة الواحدة قد يكون تكتيكا أردنيا فلسطينيا لوضع الاحتلال بموقع ضيق اما القبول بحل الدولتين وفقا للقررات الشرعية الدولية أو الدولة الواحدة التي يضمن بها العدالة والمساوة بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين دون تمييز.

    وأضاف أن الأردن لا يملك الحديث بالنيابة عن الفلسطينيين، موضحا أن الداخل "الإسرائيلي" اليوم في حال متزعزع، وقد تتغير إدارة اسرائيل وكل شي يختلف.

    وأشار المومني إلى أن الإدارة الأميركية أيضا لها دور في التأثير على التوجه "الإسرائيلي"، موضحا أن الرزاز لم يتحدث عن عبث إلا أنه مقتنع بأن الاحتلال لن يقبل بالدولة الواحدة.

    من جهته اعتبر النائب صالح العرموطي أنه تم تفسير حديث رئيس الوزراء بصورة غير تلك التي أراد إيصالها من هذا الاقتراح.

    وقال العرموطي إن موقف الأردن من القضية الفلسطينية ثابت ولا تغيير فيه، مضيفا أن الرزاز انتقد بشدة من خلال تصريحاته حل الدولة الواحدة.

    وأوضح أن "إسرائيل" نفسها لا تؤيد حل الدولة الواحدة واقتراح الرزاز جاء في ظل رفض الاحتلال لخيار حل الدولتين أيضا ودعم قرار الضم لأراضي الضفة الغربية.

    ورفض العرموطي فكرة حل الدولة وحل الدولتين، مؤيدا في الوقت نفسه قيام الدولة الفلسطينية باعتبارها وحدة واحدة ولا يمكن تجزأتها أو تقسميها ولا القبول بوجود أي كيان فيها.

    وانتقد اقتراح كونفدرالية بين الأردن وفلسطين في ظل عدم وجود دولة فلسطينية لها استقلال واضح على أرض الواقع.

    بدوره أكد رئيس الديوان الملكي الأسبق ونائب رئيس الوزراء الأسبق جواد العناني أن طرح حل الدولة الواحدة الذي اقترحه رئيس الوزراء عمر الرزاز يتفق مع طروحات سبق وأن قدمها بعض القادة الفلسطينيين أنفسهم.

    وقال العناني إن غالبية "الإسرائيليين" ينادون بعدم الضم في الضفة الغربية لأنهم يعارضون فكرة الدولة الواحدة ويؤيدون بالتالي فكرة حل الدولتين التي ينادي بها الأردن.

    وأضاف أن فكرة حل الدولتين تواجه معارضة كبيرة من الحكومة اليمينية المتطرفة (الحالية) ومن قبل اليهود اليساريين أيضا والذين يريدون المحافظة على يهودية الدولة. وحل الدولة الواحدة يواجه معارضة أكبر لأنه يعطي لجميع المواطنين فيها كامل الحقوق السياسية والمدنية والقانونية ما يتيح للفلسطينيين أن يكون لهم نصف مقاعد الكنيست.

    وأشار العناني إلى أن هناك حل ثالث غير حل الدولتين والدولة الواحدة، وهو العودة إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل حزيران 1967، وذلك بإقامة كونفدرالية يتفق عليها الأردن والفلسطينيون وبالتالي يضمن الحفاظ على هويتهم ويعطى الفلسطينيون فرصة في الضفة الغربية لإقامة دولتهم.

    وتابع أن الفكرة قد تلاقي رفضا في بدايتها إلا أنها الخيار الأفضل من بين البدائل المتوفرة في الوقت الحالي. وفي الوقت الذي يريد فيه الفلسطينيون إقامة دولتهم تكون الأمور أسهل من ما يحدث حاليا في سعيهم لإقامة تلك الدولة.

    وبيّن أن فكرة الوحدة بين الأردن وفلسطين من أجل منع قرار الضم في الضفة الغربية وبالتالي الحفاظ على كامل الأراضي الفلسطينية هناك وحماية أمن واستقرار الأردن في حالة منع ضم الأراضي التي وردت في مشروع صفقة القرن.

    وقال رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية، الثلاثاء، إننا لن نسمح بنقل الفلسطينيين إلى أراضينا ولن نصبح فلسطين ولن نتخلى عن مسؤولية الأردن عن الأماكن المقدسة في القدس هذه الأشياء الثلاثة واضحة لنا.





    [22-07-2020 07:58 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع