الرئيسية أحداث محلية

شارك من خلال الواتس اب
    قناة الملك عبدالله .. مصيدة غرق للأطفال ومشهد يتكرر سنويا
    من عمليات انتشال جثة في القناة / ارشيفية

    أحداث اليوم - يستمر مسلسل غرق الأطفال الأبرياء من أبناء وادي الأردن في قناة الملك عبدالله عاما بعد عام ويدفع اطفال الاغوار وذويهم ضريبة سنويه تزيد عن ازهاق خمس ارواح بريئة بالمعدل العام كل سنة على امتداد القناة.

    وبحسب يومية الدستور، قد ارتفعت الاصوات المطالبة بايجاد حل جذري لقناة الملك عبدالله في الاغوار بعد تزايد حالات الغرق والوفاة بها.فرغم الاجراءت التى اتخذتها سلطة وادي الاردن، والجهات المعنية للحد من حوادث الغرق في قناة الملك عبدالله، وتجمعات المياه المنتشرة، الا ان كابوس الغرق لا يزال يلاحق ابناء الاغوار، ولا يكاد يمر اسبوع او شهر الا ويسجل حالات غرق، في قناة الملك عبدالله والبرك الزراعية.حيث طالب الاهالي بضرورة تشديد الاجراءات الامنية ووضع سياج محكم على طول القناة لعدم تكرار هذه الحوادث المأساوية من جديد.

    ورغم كل نداءات الاهالي لايجاد حلول جذرية لهذه القضية القديمة الجديدة اصبح خبر حالات الغرق خبرا عابرا لا قيمة له ولا حلول تطرح على الواقع من قبل سلطة وادي الاردن وهمهم الوحيد هو القاء اللوم على الاطفال وذويهم وطرح بيانات تحذيرية غير مجدية وعدم ملاحقة السلطة قانونيا حسب قرار قضائي صدر قبل ثلاث سنوات وكأن القضية مادية لديهم بالدرجة الاولى.

    وبحسب الارقام الصادرة عن سلطة وادي الاردن فإن عدد الوفيات الناتجة عن حالات الغرف بقناة الملك عبداللله وصلت الى 6 حالات منذ بداية هذا العام 2020 ، وآخرها ثلاث حالات الاسبوع الماضي لشقيقين وصديقهما ولم يتجاوزا 12ربيعا .كما انضم الى الغرقى في القناة الطفل محمد البشتاوي، ذو الخمسة أعوام والذي غرق في القناة منتصف شهر شباط الماضي، وسيدة كانت في رحلة تنزه مؤخرا مع عائلتها.

    بينما سجلت العام الماضي ثلاث حالات وفاة غرقا بالقناة .

    وتشير احصائيات الدفاع المدني الى 112 حالة غرق في المسطحات المائية والبرك الزراعية في الاغوار الشمالية خلال العشر سنوات الماضية، موضحة ان ما نسبته 70 % من حالات الغرق هي للاطفال، وان 60 % من حالات الغرق هي في قناة الملك عبدالله والبرك الزراعية والسدود.

    وعلى امتداد الاعوام الماضية فقد الوطن عشرات الارواح البريئة نتيجة الغرق بقناة الملك عبدالله دون البحث عن حلول جذرية لهذه المشكلة .

    وبين تحميل سلطة وادي الاردن المسؤولية الكاملة عن هذه الحوادث باعتبار أن القناة هي ملك للسلطة من حيث توفير الصيانة والحماية والحراسة للقناة وعدم السماح بالاقتراب منها، وبين وجود تقصير من الأهالي في متابعة أبنائهم ومنعهم من السباحة في القناة والتي تشكل خطورة كبيرة عليهم .

    وبين اهالي الاغوار أن افتقار المنطقة للاماكن الترفيهية والمسابح العامة وعدم وجود متنفس للاطفال وارتفاع درجات الحرارة هو من الاسباب الرئيسة لتكرار حالات الغرق حيث يجد الاطفال في السباحة بالقناة متنفسا لهم بعيدا عن تقدير حجم الخطورة الناتج عن ذلك .

    وقال تركي طويسات إن منطقة وادي الاردن من اكثر مناطق المملكة حاجة الى انشاء مسابح عامة تكون ملاذا آمنا للاطفال خاصة وان ارتفاع حرارة الصيف يجبر الاطفال للهروب صوب القناة بعيدا عن اعين الاهالي، مبينا بأن تقديم جزء من مخصصات الصيانة والسياج كفيل بإنشاء عدد من المسابح التي تخفف من حالات الغرق وفيات الاطفال الابرياء.

    ولفت المختار ممدوح العامري إلى أن غياب الأماكن الترفيهية والمسابح العامة في وادي الاردن يدفع بالاطفال الى السباحة بالقناة بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وعدم وجود البدائل علما بأن مياه القناة غير صالحة للسباحة وقد تتسبب بامراض خطيرة وخاصة الامراض الجلدية.

    وفي السياق ذاته قدمت مؤسسة اعمار الاغوار الشمالية العام الماضي مبادرة لإنشاء عدد من المسابح العامة على امتداد اللواء حيث انجزت المخططات اللازمة وبدأت بمخاطبة الجهات المعنية واولها وزارة الشباب وعدد من الجهات المانحة لتقديم المساعدات المادية والعنية لتنفيذ المشروع حسب رئيس مجلس أدارتها الوزير السابق علي ظاهر الغزاوي .

    واضاف الغزاوي أن مؤسسة اعمار الاغوار الشمالية انتبهت لخطورة موضوع غرق الاطفال بقناة الملك عبدالله والبرك الزراعية واعدت مشروعا متكاملا حيث اخذنا بالاعتبار حيوية المشروع لإنقاذ ارواح الاطفال ومشروع تشغيلي بنفس الوقت يوفر فرص عمل للشباب من ابناء اللواء من مدربين للسباحة وغطاسين ومنتفعين من الاهالي المجاورين وتشجيعهم على اقامة مشاريع تشغيلية صغيرة أخرى بجوار المسابح .

    وزاد «بادرت منذ العام الماضي خطواتها الاولية لاقامة اربعة مسابح عامة موزعة على امتداد الاغوار الشمالية احدها في الشونة الشمالية واخر في منطقة الشيخ حسين وثالثها في المشارع وآخرها في كريمة حيث خاطبت المؤسسة الاندية ومؤسسات المجتمع المدني التي ترغب بإدارة اي منها بتوفير قطعة الارض اللازمة وتقوم المؤسسة بتجهيز المسبح بشكل كامل وتسليمه الى ذات الجهة بعد اتمامه.

    وبين الغزاوي أن ضعف التمويل المالي وعدم وجود متبرعين ودخول جائحة كورنا كلها اسباب اجلت التنفيذ بالوقت الحالي لكن المؤسسة جاهزة للتنفيذ حال توافر المخصصات اللازمة.

    واكد مصدر في سلطة وادي الاردن، ان السلطة قامت بوضع سياج في اماكن متقطعة على طول القناة، لكن هذا السياج تعرض للعبث والسرقة.

    واشار الى ان الأطفال يلجؤون للسباحة في القناة بسبب غياب المسابح عن معظم مناطق الاغوار، مطالبا الجهات المعنية وخصوصا البلديات بعمل حدائق تحتوى العابا ووسائل ترفية للحد من مشاكل الغرق بالقناة.

    وأنشئت القناة العام 1963 وتمتد بشكل مكشوف لأكثر من 110 كم شرقي نهر الأردن بين المنازل؛ ما يجعلها مصيدة للاطفال، وهو ما يدفع سكان اللواء الى المطالبة بتحويل القناة الى خط انبوبي كبير لنقل المياه لإنهاء معاناة السكان من حوادث الغرق.

    وكانت سلطة وادي الاردن نشرت حول القناة في السنة الماضية شواخص تخذيرية، وعملت على تجديد سياج الحماية في محاولة للحد من حوادث الغرق.

    من جانبه قال مساعد أمين عام سلطة وادي الاردن للاغوار الشمالية والوسطى المهندس فيصل الغادي لـ»الدستور» إن سلطة وادي الاردن تبذل جهودا متواصلة على مدار العام لتأمين حدود القناة وحماية الاطفال، مبينا بأنه تم طرحت مجموعة عطاءات خلال السنوات الماضية بقيمة 400 الف دينار لتركيب سياج على طول المناطق المأهولة الا انه للاسف يتم الاعتداء عليه وسرقتها كلما تم تركيبه .

    وبين الغادي بأن السلطة تعمل بالتنسيق المستمر مع مؤسسات المجتمع المدني لتفعيل دورها التوعوي والارشادي خاصة من خلال المدارس والاندية والجمعيات والمساجد لبيان مخاطر السباحة بالقناة والتي وجدت اصلا لري المزروعات وليس للسباحة والعمل على اظهار مخاطر السباحة بها وما تسببه من وفيات للابرياء من الاطفال.

    واضاف الغادي «على الجميع التعاون لوقف هذا المسلسل واهمها سلطة وادي الاردن خاصة من الناحية الاخلاقية والمسؤولية المجتمعية وهذا ما يدفعنا للبحث عن حلول دائمة لهذه المشكلة في قادم الايام واما بالنسبة للمسؤولية القانونية فقد ابعدها القضاء عن السلطة من خلال حكم قطعي صدر بذلك سابقا .وحول مبادرة مؤسسة اعمار الاغوار الشمالية الخاصة بإنشاء عدد من المسابح العامة اكد الغادي استعداد سلطة وادي الاردن لتقديم اي مساعدات ممكنة لاقامة مثل هذا المشروع الحيوي والذي يساعد بشكل كبير بوقف او تقليل حالات الغرق وسيتم دراسته حال وصول مخاطبات رسمية من المؤسسة للسلطة ومعرفة مدى المساعدات اللازمة تقديمها لهم مؤكدا أن هذا من اهم مقترحات الحلول الجذرية الممكنة.

    وبين رئيس بلدية دير علا مصطفى الشطي أن البلدية لا تملك أراضي لإقامة الحدائق والمتنزهات والمسابح عليها لتكون متنفسا لأهالي المنطقة وأطفالها، وهي ممنوعة من ذلك من قبل سلطة وادي الاردن باعتبار أن جميع أراضيها زراعية .

    وأضاف أن القناة في دير علا تمر في مناطق كثيرة أصبحت سكنية مثل مناطق الصوالحة وضرار خزمة وغيرها، وبالتالي فإن وجود شبك حماية فقط لا يكفي لحماية الأهالي بل لا بد من بناء جدران وأسوار أسمنتية على جانبي القناة في تلك المناطق .

    وأشار رئيس بلدية معدي فندي الياصجين إلى أن القناة أنشأت في بداية الستينيات من القرن الماضي، وعشنا بجوارها ولم نسمع لحوادث الغرق، وقامت سلطة وادي الاردن بواجبها من حيث إقامة شبك للحماية ولكن للاسف يتم سرقته، مشيرا إلى أن التقصير من قبل الأهالي والسماح لابنائهم بالسباحة في القناة رغم خطورتها . وبين الحاجة إلى تعديل التشريعات الناظمة القناة والتي هي منذ ستينيات القرن الماضي لتواكب التطور الذي شهدته المنطقة من حيث السكان والبنية التحتية وغيرها.

    وأشار إلى أنه لا يوجد كادر كاف لحماية القناة وأن العدد الموجود لا يتجاوز 20 شخصا يتمركز أغلبهم في الأغوار الشمالية لحماية مياه القناة من السرقة وليس لمراقبة القناة بشكل كامل، لذلك لا بد من زيادة أعدادهم وأن يكون التعيين من ابناء المنطقة للتخفيف من البطالة.

    وطالب سلطة وادي الاردن بمنح قطع أراض للبلديات في وادي الاردن وخاصة على جانبي القناة ضمن حدود تلك البلديات، من أجل إقامة حدائق ومنتزهات تكون متنفسا لأهالي الوادي وايضا تكون تلك المناطق تحت مراقبة البلديات واشرافها الكامل.

    وضرب مثلا على مدى تقييد صلاحية البلديات في تطوير البنية التحتية المحيطة بالقناة وجود جسر بحاجة إلى توسعته حيث أن هذا الجسر مقام منذ عشرات السنين وكان عدد سكان المنطقة وقتها بضع مئات اما حاليا فهم بالآلاف والوضع الحالي للجسر لا يخدم الناس ورغم ذلك لا تستطيع البلدية تطويره.

    وطالب عضو مجلس محافظة البلقاء عن منطقة دير علا بشير النعيمات سلطة وادي الاردن بصيانة القناة من الداخل وإزالة الطين والأتربة منها، ومن الخارج بوضع شبك حماية على طولها وخاصة أن أقساما من هذا الشبك مهترىء وقديم منذ أكثر من 15 عاما، والحاجة إلى تعيين حراسة على القناة من المتقاعدين العسكريين الذين لديهم خبرة في هذا المجال، مشيرا إلى وجود مخصصات مالية بالملايين القناة في موازنة السلطة ولكن لم يتم صرفها على القناة . وأشار إلى أن الأطفال والشباب يلجأون للسباحة في القناة لافتقاد المنطقة لوجود حدائق ومنتزهات ومسابح ، وخاصة في الصيف وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير.





    [30-06-2020 07:10 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع