أحداث اليوم - -فيما تنطلق اليوم الاختبارات النهائية المدرسية لطلبة الصفوف من الرابع وحتى الحادي عشر التي تجريها وزارة التربية والتعليم عبر منصة “درسك”، بدأ ماراثون القلق والتوتر ليس بين الطلبة الساعين للنجاح والتفوق، وإنما لكل أفراد الأسرة خاصة الوالدين، اللذين يحرصان على توفير كل أسباب الراحة لأبنائهم.

الثلاثينية ميساء عبد الرحمن تقول: لدي طفلان فارق العمر بينهما عامان، “وهو ما يجعلني أفرض حالة من الاستنفار مع بدء موسم الامتحانات خصوصا وان الأجواء العامة التي أوجدتها أزمة كورونا لا تشجع على الدراسة، حيث يعتبر الأبناء ان عامهم الدراسي انتهى مع تعليق الدوام في المدارس”.
وتعتقد عبد الرحمن أن “من شأن الطوق الذي تفرضه على ولديها أن يوفر جوا نفسيا مناسبا لهما ليجتازا عامهما الدراسي بتفوق”.

وحسب يومية "الغد" تشاركها بالرأي مريم الصمادي التي تؤكد أن أصعب فترة تمر على المنزل، هي “فترة الامتحانات المدرسية النهائية، والتي تنشر الخوف والقلق والتوتر على جميع افراد الأسرة خشية الرسوب”. وتضيف، إنها طلبت إذنا من شركتها للعمل من المنزل خلال فترة الامتحانات كي تتمكن من متابعة أداء ابنها في الامتحانات ولضمان دخوله للامتحان في الوقت المحدد، لأنني “لا أضمن النتيجة إذا اعتمد على نفسه بالدراسة دون تدخلي”.

أمين عام وزارة التربية والتعليم الدكتور نواف العجارمة قال، ان الاختبارات النهائية المدرسية الالكترونية لطلبة الصفوف الرابع وحتى الحادي عشر “ستبدأ اليوم وتستمر لغاية 14 من الشهر ذاته”.

وكان العجارمة قال في تصريحات سابقة لـ”الغد” إن الاختبارات ستجرى عبر منصة “درسك” التي أطلقتها الوزارة ضمن منظومتها للتعليم عن بعد، منذ تعليق دوام المدارس في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المملكة وفي إطار الإجراءات الاحترازية والوقائية للتعامل مع فيروس كورونا المستجد.
وستشمل الاختبارات، بحسب العجارمة الطلبة الأردنيين وغير الأردنيين بمن فيهم أبناء الأردنيات في المدارس الحكومية، وطلبة مدارس الثقافة العسكرية والمدارس التابعة لوزارة الأوقاف.

وفيما يتعلق بالاختبارات النهائية المدرسية لطلبة المدارس الخاصة كشف العجارمة عن ان بعض المدارس الخاصة اجرت الاختبارات لطلبتها والبعض الآخر ما يزال يجريها، لافتا الى ان الوزارة ستعتمد العلامات المرصودة للطلبة من قبل مدارسهم. وأضاف، ان طلبة الصفين الثامن والتاسع بالإضافة إلى الصف الحادي عشر بفروعه (العلمي والادبي والشرعي والصناعي والفندقي)، سيمتحنون اليوم في مبحث الرياضيات بحسب جدول الاختبارات المعلن مسبقا.

ونوه العجارمة الى أن الدخول للمنصة لأداء الاختبار سيتم باستخدام الرقم الوطني للطلبة الأردنيين والرقم التعريفي للطلبة غير الأردنيين وأبناء الأردنيات، مشيرا الى ان الوزارة أعلنت مؤخرا برنامج الاختبارات التي ستتم عن طريق جلسات مدة كل جلسة ساعتان تشمل مادة دراسية واحدة أو أكثر، وبأسئلة موضوعية من نوع اختيار من متعدد.

وأوضح العجارمة أن “الاختبارات ستشمل محتوى ومهارات المادة الدراسية للفصل الدراسي الثاني بأكمله”، مبينا أنه “سيتاح للطلبة الدخول إلى المنصة لتقديم الاختبارات من الساعة العاشرة صباحا ولغاية الساعة السادسة مساء”. وبين أن الاختبارات على منصة “درسك” مجانية بالكامل ولا يتم الخصم من حزم الإنترنت، موضحا أنه “في حال رصد المعلمون والمعلمات علامة نهائية لأي طالب أو طالبة فسيتم اعتمادها من قبل الوزارة”.

وأكد العجارمة أن على الطلبة “استكمال الإجابة عن الأسئلة جميعها قبل الخروج من الامتحان؛ لأن النظام لا يسمح للطالب بالعودة إلى الاختبار بعد الخروج منه”.

وحول تأثير الامتحانات المدرسية على الطلبة وأسرهم يؤكد استاذ علم النفس والإرشاد النفسي المشارك في جامعة فيلادلفيا الدكتور عدنان الطوباسي ان “الامتحانات لطالما شكلت للطلبة وذويهم مصدر قلق وتوترا وضغطا نفسيا”. ويضيف، ان الامتحانات هذا العام تأتي في ظل ظروف استثنائية وعلى الطالب وذويه والوزارة التعامل معها، مشيدا بدور الاهالي في تحمل تبعات هذه الازمة في متابعة ابنائهم ومواصلة تعليمهم عن بعد.
وأشار الطوباسي الى أنه “كلما استوعب الطالب الطريقة واداء المهمة نحو الامتحان كان أداؤه أفضل، داعيا الطالب أن يكون أسير الامتحان حتى اللحظات الاخيرة لأن ذلك يركز التوتر وتزداد الضغوط على الطالب وذويه”.

كما دعا أولياء الأمور الى ن يكونوا مصدر وعي وأمن وأمان لأبنائهم، وأن يوفروا لهم بيئة ايجابية وهادئة ومريحة تحقق لهم صفاء الذهن بعيدا عن ضوضاء التوتر.

[04-06-2020 09:06 AM]