الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    فطر سعيد واستقلال مجيد

    اليوم، نحتفل معا بالذكرى الرابعة والسبعين لاستقلال الاردن، وتتقاطع الذكرى مع الاحتفال بعيد الفطر السعيد الذي حل أول أيامه امس فكل عام واردننا وشعبنا بالف خير وصحة، كل عام واستقلالنا مصان، وارضنا محمية، وشعبنا قوي، ورايتنا خفاقة، عام ونحن جميعا بالف خير.

    ولان ذكرى الاستقلال، وعيد الفطر حلتا ونحن جميعا نكافح جائحة كورونا، فان من واجبنا ان نواصل حماية اردننا من كل جائحة، او طامع، حمايته برمش العين، فالاردن يستحق وللوطن حق علينا، ونامل معا ان نتجاوز الجائحة ونحن اكثر قوة واردننا بعافية.

    صحيح ان شهر رمضان وطقوس العيد لم تكن كما هي دوما اثر جائحة كورونا ومحاربة انتشار الفيروس التي فرضت علينا جميعا حظر تجول احيانا، وتجول محدود في احيان اخرى، بيد ان ذاك لن يمنعنا من الاحتفال بالعيد، ولن يمنعنا من احياء ذكرى استقلالنا الرابع والسبعين، فالاستقال فخر ومفخرة لكل مواطن، فخر للعامل والفلاح، للمهندس والطبيب، للوزير والغفير ولرجل الامن والجيش، فالاستقلال لنا جميعا ومن حقنا ان نعلي راية استقلالنا ونحتفل به.

    ولاننا في ظلال الاستقلال فانه وجب علينا جميعا تعزيز الاستقلال من خلال قوانين ناظمة وعدالة اجتماعية تطبق على الجميع، وسيادة للقانون دون استثناء او محاباة، وحرية فكرية وتقبل الراي والراي الاخر دون ترهيب او تخويف، فالنقد حق والتأشير لمكامن الخلل حق للجميع، وهذا وحده الذي يحمي استقلالنا ويعززه.

    وايضاً فان الاستقلال يتعزز من خلال المساواة وعدم التفريق بين اردني وآخر، وتوزيع العدالة بين محافظات المملكة دون استثناء او محاباة، فلمعان حق علينا كما للمفرق، ولجرش حق كما عجلون، وكذا للبلقاء حق كما الكرك، ولمادبا حق كما اربد، والعقبة كما الطفيلة، والزرقاء كما عمان، فلكل مدننا ومحافظاتنا حق علينا، حق بعدالة توزيع المكتسبات دون محاباة، او تمييز او تقصير.

    ولذا فان من حق اردننا حماية استقلاله ومحاربة الواسطة والمحسوبية، فالوطن يبنى بسواعد الجميع، ومن خلال قناعتنا ان الوطن للجميع دون استثناء، وان البناء يحتاج ازاحة اي فكر تقسيمي او جهوي او طائفي او فئوي او عشائري او مناطقي من رؤسنا والعمل لرفع اسم الاْردن، وصون استقلاله، وتعزيز وجوده في المحافل الدولية والعربية والإقليمية.

    ولانه الاردن الذي نحب ونعشق، ولاننا نحب ترابه ونعشق مدنه دون استثناء فان من حقه علينا تعزيز ديمقرطيته والمشاركة الشعبية، والحماية الاجتماعية، والفكر الحر، تعزيز العلم ومتابعة تطوير العلماء، تعزيز جامعاته بالكفاءات العلمية، تعزيز حقوق عماله وحماية صناعته الوطنية، تعزيز الزراعة وديمومتها، تعزيز منظومتنا التعليمية والصحية، تعزيز منابرنا الثقافية والفنية والاكاديمية، تعزيز فكر الحوار وحق الاختلاف، تعزيز نسيجنا الديني واحترام الأديان، ونبذ اي فكر إقصائي او متشدد او داعشي او اصولي، او إقليمي او فئوي، والحفاظ على نسيجه الاجتماعي وتنوعه الفكري، وحمايته من كل مأزوم او موتور بحاول النيل منه او يسعى ليزعزع وحدتنا او ينال من تنوعنا الديني.

    ولأنه الاردن الذي لا نرضى بديلا له، فاننا نقول لأولئك الصهاينة الذين يحاولون التصيّد في المياه ولاولئك الناعقين من خارج الحدود، نقول للصهاينة سيبقى الاْردن والاردنيين عيونهم على القدس مفتوحة، ولن يستطيع الكيان ابدا ازاحة الفؤاد عن القدس مهما فعل.

    اما اولئك الناعقون خارج الحدود نقول سنبقى نتحدث عن الحرية والعدالة داخل البلاد وسنبقى نعلي الصوت لتعزيزها دون ان نسمح لكم النيل من اردننا الذي نحب، فاوراقكم مكشوفة وسهامكم معروفة ومراميكم واضحة.

    فكل عام واردننا بالف خير بمناسبة عيد الاستقال وعيد الفطر السعيد، كل عام ونحن جميعا بالف الف خير.





    [24-05-2020 10:22 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع