الرئيسية تقارير

شارك من خلال الواتس اب
    بعد تهديد ملكي .. ما الصدام المنتظر بين الأردن و"إسرائيل"؟
    الملك في تدريب عسكري - أرشيفية

    أحداث اليوم - أحمد بني هاني - في الوقت الذي انشغلت به دول العالم اليوم في مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد – 19 ومحاولة إيجاد لقاح مضاد للفيروس استغلت "إسرائيل" هذا الظرف لفرض سيطرتها الكاملة على فلسطين.

    سبع أسابيع أو أقل وتبدأ "إسرائيل" بإعلان بسط سيادتها على أراضٍ في الضفة الغربية في خطوة عملية لتنفيذ صفقة القرن التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطلع 2020 في البيت الأبيض والتي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.

    الأردن ورغم انشغاله هو الآخر كباقي دول العالم بفيروس كورونا إلا أنه تحرك سريعا ولم يفوّت الفرصة للرد، إذ جدد الملك عبدالله الثاني موقف المملكة بالتأكيد على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" والسلام في منطقة الشرق الأوسط.

    وحذر الملك في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية، بثتها أمس الجمعة، من أن تعّم الفوضى في المنطقة في حال تطبيق حل الدولة الواحدة وضم إسرائيل لأراضٍ في الضقة الغربية الذي قد يؤدي إلى صدامٍ كبير مع المملكة.

    وحول سؤاله عن تعليق العمل بمعاهدة السلام قال الملك: "لا أريد أن أطلق التهديدات أو أن أهيئ جوا للخلاف والمشاحنات، ولكننا ندرس جميع الخيارات".

    ويأتي الموقف الأردني الذي يدعو إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على النقيض من ما تم طرحه في صفقة القرن التي اعتبرت أن القدس عاصمة غير مقسمة لدولة "إسرائيل".

    وتبرز مخاوف "إسرائيل" من ترجمة تهديدات الملك إلى خطوات فعلية في حال ضمها لأجزاء من غور الأردن وشمال البحر الميت، قد تتضمن تلك الخطوات تخفيض مستوى العلاقات بين البلدين، بحسب صحف عبرية.

    ويرى الكاتب والمحلل السياسي حسن المومني أن الملك تحدث بلهجة وصيغة تصعيدية تحذيرية تجاه "إسرائيل" بشكل أقوى كخطوة استباقية لضم أراضٍ في الضفة الغربية ولتشكيل موقف دولي ضد هذا التوجه.

    وقال المومني لـ"أحداث اليوم"، إن ضم أجزاء من الضفة الغربية وتطبيق صفقة القرن يعني انتهاء حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، الأمر الذي قد يؤدي إلى مزيد من التوتر والتأثير على المصالح الأردنية.

    وأضاف أن رسالة الملك جاءت تحذيرية لكل العالم بما فيه الدول الأوروبية والولايات المتحدة من الخطوات "الإسرائيلية" إلى جانب أنها رسالة طمأنة للداخل الأردني بأن المواقف ثابتة باعتبارها قضية يتفاعل معها الأردنيين.

    وأشار المومني إلى أن الاستمرار بضم غور الأردن قد يؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية واحتلال أكبر للضفة الغربية ما ينذر بالعودة إلى الوضع ماقبل أوسلو وقد يلقي بظلاله على السلام بين الأردن و"إسرائيل".

    ووصف السلام بين عمّان وتل أبيب بالبارد بسبب التحركات "الإسرائيلية" المثيرة للجدل إلا أن العلاقات الدبلوماسية ما زالت قائمة وهناك تعاون أمني وعسكري بين الجانبين.

    من جهته يؤكد الخبير السياسي عامر سبايلة أن الملك تحدث بلغة واقعية والأردن يستطيع أن يستثمر قوته السياسية والتفكير بقوة السياسية وليس سياسة القوة التي لا يملك الأردن منها الكثير.

    وقال السبايلة لـ"أحداث اليوم"، إن الناقوس الذي دقه الملك من خلال تصريحاته مهم للعمل الدبلوماسي وقد يجعل العمل أكثر حرفية مما كان عليه في السابق والذي تتحمل مسؤوليته وزارة الخارجية خلال السنوات الثلاث الماضية.

    وبيّن أن سياسة الخارجية الأردنية أدت إلى حالة من العزلة السياسية للأردن في الوقت الذي كان يجب استثماراها ليكون الأردن مفتاحا للحل في الأزمات السورية والفلسطينية والخليجية الأخيرة، داعيا إلى تشكيل تحرك دولي ضد "غسرائيل".

    ولفت إلى أن مساحات المناورة للأردن ضيقة في هذا الشأن ومن الصعب الحديث عن وجود خيارات كبيرة بحوزته، مشددا على أن قد يلوح بإلغاء اتفاقية الغاز أو وقف التنسيق الأمني والعسكري كخطوات جادة قبل الذهاب إلى وقف العمل باتفاقية السلام.

    وحذر السبايلة من استغلال "إسرائيل" لهذا الظرف وتصدير أزماتها إلى داخل الأردن في ظل ظروف أمنية واقتصادية صعبة نتيجة التهاب المحيط بالأزمات المختلفة وانشغال العالم بمكافحة فيروس كورونا.

    بدوره وصف وزير الدولة لشؤون الإعلام الاسبق محمد المومني تصريحات الملك بالمتزنة وتأتي من مصالح الأردن العليا وتستبق أي خطوات "إسرائيلية" باتجاه ضم الضفة الغربية.

    وقال المومني لـ"أحداث اليوم"، إن اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين نصت على ضرورة عدم فعل أي شيء يؤثر على مصالح الطرف الآخر وهو ما يتعارض مع نية "إسرائيل" ضم أراض بالضفة الغربية.

    وأوضح أن أهمية تصريحات الملك تأتي أيضا من زعيم دولة معتدلة وصديقة بالنسبة للغرب كما أنها جاءت من أقدم زعيم عربي هو الأقدم بين الحكام العرب جميعا وبناءً عليه تكتسب أهمية خاصة واستثنائية.

    وتابع المومني أن تصريحات الملك إشارة قوية وتحديد صارم على أن العلاقة مع الأردن ستكون معرضة لمواجهة كبيرة بكافة أبعادها السياسية والأمنية والاقتصادية والاستراتيجية إذا لم تراعي "إسرائيل" مصالح المملكة في قرارتها.

    وشدد على أن الملك طرح أحد وأهم وأقوى الخيارات وهي المواجهة مع "إسرائيل" والإشارة ضمنية هنا أن الأصل في المعاهدة أن يحترم الأطراف بعضهما وهذا تجاوز "إسرائيلي" على معاهدة السلام.





    [16-05-2020 08:31 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع