الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الدفع الإلكتروني بين الصعب والممكن

    نجاح التعلم عن بعد يعود للتحضر الجيد مسبقا وتدريس استخدامات الحاسوب مبكرا في المدارس والجامعات وتوظيف التلفزيون لتغطية النقص في عدم تملك الآلاف من المنازل لأجهزة الحاسوب، اما في تسديد الفواتير خصوصا الكهرباء والاتصالات فإن نسبة الدفع الالكتروني تتراوح ما بين ( 10 الى 15 ) في المائة من مجموع المشتركين، فالصورة لمعظم المحافظات والأرياف والبادية مختلفة تماما بالمقارنة مع العاصمة، لذلك ان اعتماد التوصيل ( ديليفري ) والدفع الالكتروني في قطاع الألبسة سيكون غاية في الصعوبة إن لم نقل إنه مستحيل.
    الأسواق التجارية بشكل عام وقطاع الألبسة بشكل خاص عانى كثيرا خلال الشهور والسنوات الفائتة يجد نفسه اليوم امام حالة من الإحباط والحيرة جراء السماح لمحلات الألبسة مزاولة العمل عن بعد ( ديليفري ) مع اعتماد الدفع الالكتروني (أجهزة الدفع الالكتروني) نظرا لعدم تملك السواد الأعظم من مزاولي المهنة لمثل هذه الأجهزة من جهة، وصعوبة اختيار الملابس والمقاسات والألوان المطلوبة التي تحتاج الى استعداد مسبق مع وجود (تصوير محترف) للمنتجات المراد تسويقها من جهة أخرى.
    إعادة تشغيل القطاعات الاقتصادية تدريجيا يحتاج الى دراسة كل حالة على حدة وبحث الممكن وغير الممكن، فالمستهلك الأردني يفضل التعامل مع الكاش، كما ان غالبية المتاجر تفضل الكاش هي الأخرى وتزيد أحيانا نسبة عمولة على الفاتورة وتحملها للمستهلكين، وفي هذا السياق ان الدفع الالكتروني من خلال منصة الدفع (أي فواتيركم) يتم تحميل المستهلك نسبة او مبالغ تضاف الى الفاتورة او ثمن الرخصة او المعاملة ضريبيا او جمركيا، علما بأن معظم دول العالم لا تحمل المستهلك أية عمولات وتفضل الغالبية العظمى من المتاجر والمؤسسات استخدام البطاقات الائتمانية المختلفة ولا ترحب بالكاش نظرا لمخاطر التوسع في استخدام العملات الورقية.
    وبالعودة الى قطاع الألبسة الذي يشغل عشرات الآلاف من العاملين والعاملات ينفقون على أسرهم والآلاف من المستثمرين على اختلاف مستوياتهم، سيجدون أنفسهم وأعمالهم أمام أسوار عالية تكمن في المواءمة بين البائعين والمشترين، وان الحكمة تستدعي الالتفات لمطالبهم ووضع تصور عملي لتوفير الوقاية والسلامة الصحية للمواطنين والعاملين في المحال التجارية، وتجاربنا خلال الأسابيع الماضية كانت ناجحة في ارتياد البقالات والـ «هايبر سوير ماركت» وأسواق الخضار حيث تم تلبية احتياجات المواطنين بيسر.
    الحديث عن إعادة تشغيل قطاع الألبسة والصعوبات التي طرأت يفترض ان نستفيد منها لرسم منحنى نجاح في تشغيل القطاعات الأخرى، وتجاوز الثغرات المسجلة حتى نواصل العمل ونحن نحارب فيروس كوفيد 19 حتى نصل الى نهاية سعيدة في كافة أعمالنا لحماية الأبدان والأوطان.





    [21-04-2020 09:41 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع