الرئيسية أحداث محلية

شارك من خلال الواتس اب
    لماذا يتغزل الأردنيّون بسعد جابر
    سعد جابر بعدسة احداث اليوم - ارشيفية

    أحداث اليوم - جراح القلوب، لطيف التعامل بوجهه البشوش الهادئ المتفائل، دخل جميع البيوت.. والعقول، وقلوب السيدات والفتيات.

    وزير الصحة الدكتور سعد جابر، شكل حالة خاصة عند إطلالته على الشاشات ليعلن آخر المستجدات وآخر التطورات حول موضوع الساعة «مرض وفيروس كورونا» واليوم وأعداد المصابين والوفيات والاجراءات الصحية..

    وحسب يومية "الرأي" فإنّ إطلالته اليومية وحضوره القوي على الشاشة وأداؤه اللافت الباعث على التقدير والاحترام، وروحه المرحة وظرافته، رغم ما يظهر على محياه أحيانا كثيرة من الإرهاق والحزن، جعلت كثيرا من النساء والفتيات ينتظرنه ويوقِّتن ساعاتهم لرؤيته وينسين ما نمر به من «أزمة» تؤرق البلد والعالم أجمع، وحتى غير منتبهات إلى ما يتفوه به المسؤول الأول عن ملف جائحة كورونا وصحة العباد وسلامتهم.

    لمع نجمه على مواقع التواصل الاجتماعي، ليس بصفته الرسمية، وإنما بوصفه «محير العذارى وملوّع قلوب النساء"؛ فصارت العديد من النسوة يتداولن تعليقات على هذه المواقع منها تتغزل به وبشخصيته.

    وتعدى الأمر عند بعضهن إلى الاهتمام بحياته الخاصة، على سبيل المثال لا الحصر: «أهم شي إنك تظل تطلع على التلفزيون بعد الكورونا.. لا تغيب عن قلبي»، و"يارب ألتقي فيك»، و"ترى أنا والبنات عاجبنا وزير الصحة: شخصيته.. صوته.. بستنى (أنتظر).. الساعة 8 حتى أشوفه»، و"بس يطلع ماما بتناديني أشوفه.. أنا وماما معجبين فيه.. يارب يبعتلي واحد مثله»، و"يسعد هالخلقة يارب»، و"طبيب قلب وطيب وذوب قلبنا معاه»، و"أمي صارت تحبك أكثر من أبوي يا معذب قلوب العذارى والنساوين».

    وإضافة إلى الكثير من أمثال هذه التعليقات، بثت مقاطع فيديو تم نشرها وتركيب ودبلجة أغان فيها، وتعليقات مثل «ياواد يا تقيل» على صوره».

    تميز الشخصية

    ويشرح الاستشاري الاجتماعي الدكتور فيصل غرايبة بأن (الشخصية) تعرف بأنها «مجموع الخصال والطباع المتنوعة الموجودة في كيان الشخص باستمرار، التي تميزه عن غيره وتنعكس على تفاعله مع البيئة من حوله بما فيها من أشخاص ومواقف، أكان في فهمه وإدراكه أم في مشاعره وسلوكه وتصرفاته ومظهره الخارجي».

    ويضاف إلى ذلك «القيم والميول والرغبات والمواهب والأفكار والتصورات الشخصية».

    ويبين أن الشخصية لا تقصرعلى المظهرالخارجي للفرد ولا على الصفات النفسية الداخلية أو التصرفات والسلوكيات المتنوعة التي يقوم بها، وإنما هي «نظام متكامل من هذه الأمور مجتمعة مع بعضها ويؤثر بعضها في بعض، مما يعطي طابعاً محدداً للكيان المعنوي للشخص».

    مكونات الشخصية

    ومن العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية، التي ينبغي الإلتفات إليها ومراعاتها لما لها من دور في معرفة شخصية الفرد، وفهم صفاتها وتقويمها وكيفية التعامل معها تتمثل، وفق الغرايبة، في:

    أولا الوراثة، التي لها دور في إكساب الشخص بعض الصفات التي تؤثر في تكوين الشخصية (العجلة، البرود، الكرم، الجدية، الدعابة..).

    ثانيا الخلقة: فقد أوضحت الدراسات الطبية أن في الدماغ العديد من المراكزالحيوية التي تحكم وتدير العديد من العمليات العقلية والنفسية (التفكير والمشاعر والإدراك والسلوك..) مما له أثر كبير في تكوين الشخصية.

    وثالثا: الأسرة وأساليب التنشئة: إذ للأسرة دور كبير في النمو النفسي في المراحل المبكرة في حياة الإنسان لأنها البيئة الأولى التي ترعى البذرة الإنسانية بعد الولادة ومنها يكتسب الطفل الكثير من الخبرات والمعلومات والسلوكيات والمهارات والقدرات التي تؤثر في نموه النفسي إيجاباً أو سلبا حسب نوعيتها وكميتها, وهي التي تشكل عجينة أخلاقه في مراحلها الأولى.

    ويبين غرايبة أهمية موقع الفرد في الأسرة المؤثرة في تكوين الشخصية (الولد الأكبر- الولد الأصغر- الإبن الوحيد بين البنات).

    ويلاحظ بأن أسلوب تربية الوالدين له أثر كبير على شخصية الإبن (دلال زائد– شِدة زائدة) والاستقرار الأسري كذلك له دور كبير في ذلك؛ فكلما كانت الأسرة أكثر استقراراً صار الفرد فيها أكثر أمناً وطمأنينة وثقة في نفسه... والعكس بالعكس.

    وكذلك هناك المؤثرات الثقافية والاجتماعية: مثل:(المعلومات والعادات والأعراف والتقاليد والقيم والمعتقدات..).

    وعن الإعجاب بشخص معين يقول الغرايبة: هي تأتي بالحكم عليه من خلال إدراك تلك العناصر جميعها، بالإضافة إلى إدراك المواقف التي يُتخذ قرار الإعجاب بمناسبة حدوثه من خلال التصرفات والانفعالات وردود الأفعال ومدى التجاوب والتفاعل مع الآخرين الذين يشاركون بهذا الموقف كل حسب دوره وكفائته وطرق تعامله مع الآخرين.

    الحاجة إلى أبطال

    ويحلل الغرايبة الإعجاب بمسؤول بارز ؛ تجلى ذلك في أزمة معينة أو عند نشوء مشكلة عامة أو اتخاذ موقف من وجهة نظر أو رأي بقضية ما مطروحة أو شاغلة للرأي العام، فإذا ما حصل مقدار من الفاعلية والتأثير الايجابي من قبل الشخص حيال القضية أو في ذلك الموقف، تأكد الإعجاب وزادت الصراحة في التعبير عن الإعجاب.

    ويؤشر الغرايبة إلى أنه اليوم ومع تأجج نشاط وسائل التواصل الاجتماعي، وفي ضوء القنبلة الصحية التي انفجرت في عموم أرجاء المعمورة واسمها"كورونا» فقد توجهت الأنظار إلى الشخصيات التي تلعب دورا في إدارة الأزمة وتنهض للأخذ بأسباب حل الإشكال والقضاء على المشكلة المجتمعية التي تلخص الموقف.

    ولكنه يستدرك بالقول: في ضوء ذلك وفي آفاق العمل الرسمي الخاص بمجتمعنا الأردني في هذه الأزمة الطارئة والمقلقة للجميع، برزت شخصية مثابرة وأمينة ومخلصة للصالح العام من موقع المسؤولية في قيادة العمل العام للتعامل مع الموقف «الكوروني» وتداعياته في محيط المجتمع الوطني.

    وبالتالي، يوضح الغرايبة، هكذا لمعت شخصية الوزير المعني والشخص المختص والخبير المتمعن الدكتور سعد جابر الذي بدا واضحا منذ اللحظة الأولى بأنه هو من سيقود قارب النجاة، وكان له ما أراد من التجاوب والتمكين من المختصين المحيطين في مختلف جوانب العمل وسائر أطراف الجهود الوطنية المتاحة واللازمة للقضاء على الوباء.

    أسباب مرضية

    مستشار الطب النفسي عبد الرحمن مزهر يشير إلى أن قضية التغزل بالوزير، لها عدة أسباب؛ منها مرضية، ومنها غير المرضية..

    ويشرح الحالة المرضية بانها تسمى متلازمة (دي كليرامبو) أو «الهوس الشبقي»، طبعا نسبتها قليلة، وهي تظهر في بعض المصابين بالفصام وبعض المصابين بنوبات الهوس ضمن إطار ما يسمى «الاضطراب الوجداني ثنائي القطب»، والآن في هذا الوقت؛ وقت بداية الربيع تزداد انتكاسات نوبات الهوس.

    الهوس بالمشاهير

    ويوضح الأسباب غير المرضية بأنها موجودة لدى النساء والرجال والأطفال

    وهي، حد توصيفه؛ «التعلق وحب شخصية مشهورة مثل الرسوم المتحركة ومحاولة الأطفال متابعتها وتقليدها ولبس لباسها.. وإلى آخره. أما الأمثلة الأخرى الموجودة فهي «الهوس بالمشاهير»، وهي ظاهرة بشكل واضح في الفنانين ومشاهير الرياضات.

    ويشير مزهر إلى أن أكبر مثال عندنا في المجتمع العربي، من الناحية الذكورية، «الهوس بالفنانة الراحلة أم كلثوم»، إذ كان الرجال يتهافتون على حضور حفلاتها وإلقاء القبعات تحت أقدامها رغم أن القبعة أو الطربوش كانا رمزا للوقار والهيبة. وتقدم أكثر من أمير وزعيم للزواج منها مع أنها لا تمتاز بجمال أنثوي لافت، وإنما هي مشهورة، والأمر ذاته تماما كان يحدث مع الفنانين والممثلين مثل عبدالحليم حافظ ورشدي أباظة.. والأمثلة كثيرة.

    ويلاحظ مزهر بـأن وزير الصحة الآن هو «رجل المشهد» ويعتبر من أشهر الأردنيين في الوقت الحالي، وساعد في إذكاء ذلك طبيعة شخصيته؛ فهو «بسيط هادئ يتكلم بعفوية وصراحة وناعم الملامح (رغم مجيئه من الحياة العسكرية) ويُشعر الآخرين بالاطمئنان جلبت إليه الأنظار.

    وينبه مزهر إلى أن مما يساعد في الانجذاب نحوه «التوتر والخوف العالي اللذين يشعر بهما الناس، لذلك فهم يبحثون عن مصدر للأمان.. وهو يعتبر الآن بالنسبة للناس مفتاح الأمان ويحمل ظهوره على الارتياح بما يحمله من أخبار الطمأنينة، أو حتى الأخبار المفجعة، فهو منتظر رؤيته وسماعه كل وقت.

    كما يلفت إلى أن الحالة زادت مع وسائل التواصل الاجتماعي؛ فتجدهم طوال اليوم يتناولون أخباره وصوره وحركاته وسكناته، وهذه الوسائل تقوم على برمجة أدمغة المهووسين بالمشاهير مما ينتج رغبة في المتابعة وإرضاء للفضول، وهي من الأشياء التي تساعد على تفاقم هذي المشكلة البيئة السلبية التي يعيش فيها المهووس.

    الخوف من الصنمية والتقديس

    الصحفي والكاتب علي سعادة، يدون رأيا مختلفا في هذا المجال، يتسم بنبرة التحذير من ما وصفه بـ"صناعة الأصنام».

    وعلى رغم أنه لا يتطرق إلا موضوع التغزل الأنثوي بوزير الصحة، إلا أنه ينبه إلى خطورة تعظيم الأشخاص بصورة مفرطة..

    فعلى صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»؛ لفت سعادة إلى أن العرب «هم من يمتلكون على مر التاريخ العلامة التجارية (البراند) وحقوق الملكية في صناعة الأصنام، «أكثر من ألفي عام ونحن نواصل هذه الصناعة بمهارة وإتقان شديدين».

    ويخاطب متابعيه وأصدقاءه على صفحته بالقول: «لا تصنع صنما فقط لأنك لا تستطيع أن تخالف التيار العام، لا تنضم إلى جوقة الهتّيفة والطبالين فقط حتى لا يقال بأنك لم تشارك في المولد».

    وهو يذكِّر بأن وزير الصحة الدكتور سعد جابر «الرجل المهني والمحترم جدا، هو ذاته كان ضحية حملة قد تكون ظالمة وشخصية، طالبت بإقالته بعد قصة نقل فني المختبر، وقصة أن «الشماخ والحطة» تقي من الكورونا، وبأن الأردن خال من المرض..».

    ويتابع: لم يتغير على الوزير أي شيء فهو يمارس وظيفته الرسمية في الظهور اليومي للحديث حول المرض، وهذا الأمر ينطبق تماما على وزير الإعلام، الرجل الدمث والمتواضع أمجد العضايلة الذي يقوم بوظيفته بشكل محترم ومهني، كلاهما استحقا الشكر دون «تسحيج وتقديس».

    ما يقصده سعادة هنا هو الابتعاد عن المبالغة في الغلو والمبالغة في إظهار المشاعر والتجييش لشخص أو ضده..

    ويضرب مثلا على سرعة التقلب من حال إلى حال، بالتطرق إلى حالة الاقتصادي والخبير في المحاسبة والتدقيق المالي طلال أبو غزالة، الذي «كان ضحية حملة مكثفة وشبه مبرمجة بوصفه منظِّرا لا يقدم سوى الكلام المحبِط، وبعد أقل من 12 ساعة تحول إلى محسن كريم من نفس الأشخاص الذين دانوه قبل ذلك».

    ويعرض كذلك لرئيس الحكومة «عمر الرزاز ذاته، حملناه على الأكتاف حين كان وزيرا للتربية إلى الدوار الرابع، وقبل كورونا كنا على وشك العودة إلى الرابع لإسقاطه».

    ويحذر سعادة من التأثر بوسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا «فيسبوك»، ويقول: «لا تراهن كثيرا على «الفيسبوك».. غالبيتنا عرضة للخديعة وإلى أن نتحول إلى أدوات ودمى لا تعرف بالضبط من يحركها، على اعتبار أننا نملك ذاكرة السمكة!».

    لا أحد ينكر أن وزير الصحة الدكتور سعد جابر أثّر على المواطنين وأن أسلوبه الذي امتاز بالشفافية وخفة الدم وبسمته التي لا تفارق وجهه ووصوله لجميع المواطنين، فمن غير اللائق الدخول في خصوصياته حتى وإن كان من باب الدعابة، لكنه أولا وأخيرا له هيبته كوزير وزوج وأب.






    [05-04-2020 07:42 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع