الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    كورونا أم البشر أيهما أخطر؟!! - يونس الكفرعيني
    الكفرعيني

    انها لحرب ضروس، اندلعت بين البشرية جمعاء وبين عدو لا يكاد يظهر، عجز واضح في ضل انتشار نادر، بسرعة تعجز عن استيعابها اعتى الدول واكثرها تقدما، اننا جميعا نعي هذه الحالة، ونراقبها باهتمام وترقب وخوف ممزوج بالتوتر والقلق، أهذا كل شيء؟؟!!
    ان المتمعن وبخطوط متوازية في احواال البشرية، يجد ان كورونا (الفايروس المستجد) ليس وحده من يتربع على عرش الخطورة، بل ويظهر جليا من هو اخطر وحشية منه، واصعب علاجا، واكثر ايلاما للنفس والجسد على حد سواء، انها البشرية يا سادة، وهي تطل علينا بجانبها المظلم، وغلظتها المقيتة، وباسها بين ابناء جلدتها الشديد.

    لننظر بعين ناقدة في احوال العالم في زمن الكورونا، وفي كل المستويات، حين برزت بعض الأنظمة السياسية التي تراهن على اقتصاداتها بشعوبها، وظهرت لنا بعض الشعوب التي سادها الشح والانانية، وبرزت في تعاملاتها اسوء الاخلاق، واكثرها مشابهة لشريعة الغاب، لم تعد للمثل العليا والفضائل السامية فيها اي وجود، نعم انها النظرة التشاؤمية التي نستخلصها من واقع حالهم.
    حين يزداد الجشع والطمع، وتغيب التضحيات وايثار المحتاج، ويضمحل روح التعاون والتطوع، وغيرها من مظاهر التشرذم المجتمعي، وظهور السلوكيات التي تقتبل دون هوادة، شريحة الفقراء والمساكين، تقضي دون رحمة على من لا معين لهم ولا نصير، فقد اصبح التكافل هو الشهيد الأول منذ الجولة الأولى في صراعنا مع هذه الجانحة.

    كيف يعقل لمن يديرون الحروب في مناطق النزاع الدولية، ان يكونوا بهذه القسوة والغلظة؟!، بان يسمحوا لبنادقهم ومدافعهم وطائراتهم، ان تستمر بوحشية لا تراعي إلّا ولا ذمة، ان تفعل فعلتها الشنيعة في اجساد الاطفال المتهالكة اصلا بسبب الجوع، ولا ترحم شيخوخة اعياها المرض، ولا تشفق على قلوب النساء الثكلا والارامل، ألم يداعب حب الانسانية مشاعرهم؟! أم طغى هوس العظمة والمصالح على عقولهم!!.

    كيف يمكن للعنصرية ان تظهر بهذا الوجه البشع وبكل جرءة؟!، وعلى منصات الاعلام والتواصل، يتبجح من ينادي بها بكل استرخاء وثقة، اما بحجة الحفاظ على صحة المجتمع، او تجربة علاج معين على من هم دون عرقه، او من يقارن بين الامكانيات والظروف، او تقديم الرعاية الصحية لفئات دون اخرى لاعتبارات طبقية او عرقية او عمرية، وغيرها من الصور والمشاهد التي ادمت القلب وشرخت تلك القاعدة التي نسير عليها التي تجعل العالم قرية صغيرة تنادي بالمحبة والسلام!!.

    الم يحن الوقت لاصحاب الثروات الترليونية ان يخلعوا ثوب الترفع والانعزال عما يحدث في ارجاء المعمورة؟!، ام هي فقط مجرد سباقات على مقاييس التربع على سلم الثراء؟!، اين هم رجال الاعمال والرياضيين والفنانين وغيرهم ممن جمعوا ثرواتهم من جيوب الشعوب التي احبتهم؟!، اليست تلك الشعوب هي سبب ثروتهم. الم يتكدس المشجعون والمتابعون والمعجبون، حتى يظفروا بابداعاتكم وانتاجاكم، الم يحن الوقت لان تردوا لهم الجميل؟؟!.

    اننا نتغنا دوما بالصور الجميلة والمشاهد النبيلة في معركتنا ضد كورونا، لكنه وقت التفكير بشكل اكثر عقلانية وواقعية، حتى نعالج ما هو اخطر من الاوبئة التي تفرزها الطبيعة وكانها تعالج نفسها من الأوبئة البشرية، نحتاج الى انعاش منظومتنا الاخلاقية، ومراجعة شاملة لاساس العلاقات بين الشعوب والدول عبر منظماتها الدولية، لتعزيز الفضائل والقيم الانسانية، حتى ننعم جميعنا بالسلام الحقيقي.





    [04-04-2020 09:14 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع