الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    كورونا والسياسة

    أزمة كورونا الكلمة الأولى والأخيرة للعلم والطب والمختبرات. العالم لأول مرة في تاريخه يصاب بوباء شبيه بكورونا، وأزمة صحية عالمية، تدخل الكرة الارضيّة في إقامة جبرية قسرية.
    في الحروب يترك القرار للعسكريين، والعالم اليوم يخوض معركة شرسة وطاحنة مع فايروس لا مرئي، ولكن في رحى المعركة هو المعلوم وكل العالم مجاهيل وضحايا ومصابين او ينتظرون الإصابة والموت.
    معركة دون طلقة واحدة، ولا صوت مدفع، ولا ضربة جوية، ولا دفاع جوي، ولا غرفة عمليات عسكرية. مدن العالم الكبرى ومنارات الحضارة، روما وباريس ولندن، ونيويورك ومدريد تحولت الى كهوف للعيش ومعازل جماعية.
    اقتصادات العالم في انكماش، وفِي طريقها الى الركود والانهيار، والخدمات الصحية عاجزة عن توفير الرعاية والعلاج والطبابة لمئات الاف من المصابين، وفِي إيطاليا الموتى يحرقون، بعدما عجزوا عن دفنهم، موت بلا وداع ولا صلاة، وبلا دموع جفت من شدة ما ذرفت من الهلع والخوف.
    معركة كورونا ليست من شأن الأطباء وحدهم. ثمة ما يدخل في شأن ادارة الازمة والمسؤولية السياسية للدولة والمجتمع والمؤسسات. ادارة الازمة، والإجراءات الاحترازية والوقائية والجاهزية الطبية، وتخصيص الميزانية الكافية للمؤسسات الطبية والعلاجية والتعليمية والبحثية، وإدارة الازمة دون ضجة وصخب وادعاء، وتقوية المجتمع وتأكيد الثقة، وهي مسؤولية سياسية بحتة.
    في فرنسا ارتفعت شعبية الرئيس ماكرون لأضعاف ما كانت قبل كورونا اللعينة على الفرنسيين وجيرانهم الأوروبيين ، وبقدر ما كان الرجل حازما وجادا وروح المبادرة التي أبداها في التعامل مع الازمة الفايروسية، واستعاد ما فقده من رصيد سياسي وشعبي في أزمتي السترات الصفراء وقانون التقاعد.
    ضربات كورونا على فرنسا لربما كانت قاسية، وأشد من بريطانيا ودول أوروبية اخرى، ولكن ماكرون ربح جولة سياسية بقدرته الضليعة بالتخفيف من الاحتقان الشعبي، وهذا ما اخفق به سياسيا رئيسا وزراء بريطانيا وإيطاليا.
    في امريكا، بلا شك فان ترامب سيتحمل المسؤولية السياسية لكورونا. فهو استخف من بداية الازمة بالتقارير الصينية والتحذيرات من تفشي الفايروس، وتعامل مع الازمة الفايروسية بسخرية حتى وصلت لإعلان نيويورك وكاليفورنيا وواشنطن مناطق موبوءة.





    [28-03-2020 08:37 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع