الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    "كورونا" .. هل هو التحذير الأخير؟

    كتبت/ صبا نصيرات - يبدو وكأن عالمنا توقف كأن مدننا أصبحت مجرد مدن للأشباح تعصف بها الريح ليسمع صفيرها وتتجول فيها جنيات لا نراها وكأن الحياة توقفت فجأة دون سابق إنذار إنها ليست الحرب العالمية الثالثة وليست العدم إنها ليست محاكاة للعبة ولا تجربة أداء لمسرحية بل هي كوفيد_19.

    نعم هو مخلوق لا نكاد نراه بالمجاهر هو جند مسير من جنود الله هو ما لا نتوقع أصغر مما نتصور ولكن قدرته فاقت البشرية فاقت أكبر دولة، فاقت أعظم جيش وأعتى سلاح فاقت ذكاء البشر وذكاء الحواسيب فاقت من تسمي نفسها القوى العظمى فاقت النفط والذهب ليعطل ذاك الحياة دون سابق إنذار مسببا حربا نفسية عميقة حرب لا ينتصر بها أحد سوى بني البشر سوى المناعة القوية حرب لا تنتصر بها أمريكا ولا روسيا لا تهزم بها ألمانيا و لا تتدخل بها بريطانيا حرب ليس فيها نفط العراق و لا وعد بلفور حرب ليس فيها الثورة الليبية وليس فيها نصر لبشار حرب ليس فيها أطراف حرب فيها السلاح هو البشر والخسائر هم البشر و النصر لبني البشر حرب ليس فيها معتقل يتعذب فمعتقلوها هم بنو البشر حرب لم نكنّ نعلم أنها ستشتعل لم نكن نحسب لها مسبقا حرب ليست كأي حرب كانت.

    نتوقف جميعا وكأنه إنذار من الخالق لنعي فوهة الزمن و بهو الحياه لنعي عدادا كان يعد منذ زمن بعيد لندرك تلك الدوامة التي كنا ندور فيها نستيقظ فجأة على حقيقة كنا قد غفلنا عنّها لتبدأ القوى البشرية تعمل بشكلٍ منتظم بتكامل دون النظر للفوارق لأول مرة وكأن ذلك الفيروس جاء يحمل شؤما ظاهرا ولكنه يخبأ جوهرا لمن أراد أن يتمعن تبدأ الدول تبرز امكاناتها لتزيل حالة الفزع التي حلت بسكانها فتبصر أنت على العالم لترى أن قوى العالم التي كانت ترعبنا بأسلحتها قد غرقت في حقل من الثغرات كأن قطار الحياة قرر أن يبطئ قليلا ليضع كل واحد في قالبه الصحيح وكأن المطبات تجسدت في طريق كرتنا الأرضية أو أنها رسائل سماوية تبعث لنا تحذيرا من أمر ليس ببعيد و ربما هو الفرج والنصر لأمم أنهكها التعب ربما هو النصر لمن أكثر من الدعاء ربما هو الرد على انتهاكات زادت عن حدود اللاانسانية تجاوزت حدود الحرية تجاوزت حدود المسموح فلا نستطيع أن نغفل أنفسنا على ما كان يحصل لانستطيع أن نغفل على ماحصل في بورما أو ما حصل في سوريا او ما حصل في اليمن أو ما حصل في افريقيا لا نستطيع أن نغفل عن تلك التجاوزات التي تغرق في بحر كبير بحر مخفي لايعلمه سوى من يحيكه لا نستطيع ان نتناسى صوت الالم والصرخات ولا كلمات طفل حلبي صغير كان عنوانها " سأخبر الله بكل شيء ".

    لعل الأمر أكبر مما نظن ولكن أمرا كهذا لا يجب أن يوضع على أطراف الحديث فهو جاء ليخبرنا بكلامٍ كثير ستفك شيفراته عن قريب تجلت الإرادة السماوية به و بعثه القهار ليقهر به أو الرحمن ليرحم به و لكن المرجو هو أن نعيد حساباتنا و نحسم أمرنا وأن ننظر لخوافي الأمور فقد يكون بها تحذير من اعصار أخير أو حل للغز كبير أو رسالة يكون فيها نذير و لنتمعن جيدا فيما يحصل حتى لا نضيع باقي حياتنا فيما لا ينفع و لا نأكل أصابعنا ندما على ما سيحصل.





    [25-03-2020 09:34 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع