الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    بعد كورونا

    ما بعد كورونا . لربما انه من المبكر الحكم . ولكن ثمة أمور تبدو واضحة سواء داخل الدولة و بين الدول والنظام العالمي .
    كورونا اكبر أزمة تواجه البشرية في هذا القرن .حوالي 8 مليارات فرد مهددين بالفيروس . و ملياران من البشر يواجهون عزلا يوميا لمواجهة الفيروس .
    التداعي الاقتصادي لكورونا حتما يفوق الأزمة المالية لعامي 2007 -2008 ، و هي أزمة يمكن ان تقلب المعادلة الدولية و تغيير النظام العالمي و موازين القوى .
    وكما يحمل التداعي الاقتصادي تفكيكا للقطبية الأمريكية . و العولمة الرأسمالية لن تبقى متمحورة حول واشنطن ، بل تبحث عن مراكز قوى دولية لاحتوائها، و الصين هي الحاضنة الملائمة مرحليا ، والأكثر ديناميكية لالتقاط الدور العالمي ، وانتقل مركز الرأسمالية من الغرب إلى الشرق.
    سياسيا ، فان الحكومات المحلية في غمرة كورونا وبعدها تنكفئ وتبحث عن الاكتفاء الذاتي . و الازمة ستؤدي الى مزيد من التوتر والصراعات بين دول العالم ، أمريكا و الصين سخونة وتوتر ، و الاتحاد الأوروبي الذي يقف عاجزا اليوم إزاء ما يصيب بلدانه من وباء مهدد بالانهيار .
    والخطر الأكبر سيكون على اقتصاديات الدول النامية ، ومن لديها جزء كبير من عمالة غير محصنة اقتصاديا واجتماعيا» ولربما ان الكلفة الاجتماعية هي الأهم في أزمة كورونا ، وهذا ما زال خارج حسابات الدول الصغيرة التي تواجه كورونا .النشاط الاقتصادي سيصاب بانهيار و عطل طويل ، ويزيد الوباء من التوتر و الخلافات بين الدول .
    العالم سيكون بعد كورونا اقل انفتاحا ، ولكن أكثر فقرا وجوعا . مزيد من انكفاء الحكومات سيولد قبضة مركزية للحكومات ، و سينهي كل المعارضات السياسية ، وخصوصا في دول العالم الثالث .
    مفهوم العولمة سيموت . والمنظمات الدولية ، الفوق وطنية: الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية أثبتت فشلا ذريعا في القيام في الدور والواجب الإنساني و الأخلاقي و العملي .
    و بشكل موارب فان أزمة كورونا ستخلف سياسات وطنية لحوكمة الطبابة و الرعاية الصحية ، ولو على مستوى متواضع إلا أنها ستحتل الصدارة على جدول أعمال الحكومات .





    [25-03-2020 08:35 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع