الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    حتى لا نضطر لإعلان الفشل في معركتنا مع كورونا
    تهافت على أحد المخابز مساء الجمعة قبل بدء سريان حظر التجوال - تصوير احمد حمدان

    أحداث اليوم -

    عهود محسن – في ظل الحديث عن دخول البلاد في المرحلة الثانية من انتشار فيروس كورونا وتجهيز غرف للعزل والحجر بأعداد كبيرة، وتوقعات بأن تكون ذروة انتشار المرض وفقاً للحسابات العالمية في منتصف نيسان المقبل، حسبما أفاد به مدير الخدمات الطبية الملكية عادل الوهادنة، بات لزاماً على وزارة الصحة تحديد اماكن الاصابات بالمحافظات، تجنباً للمخالطة وانتقال العدوى كما فعلت السلطات في مختلف دول العالم.

    حظر التجوال الذي أعلنته الحكومة رغم أهميته كوسيلة لحصر الفيروس ومنع انتقاله للمزيد من الأشخاص تحول لجزء من المشكلة بسبب خروج الكثيرين من منازلهم وتزاحمهم وتدافعهم في المخابز والبقالات والصيدليات، فخلقوا بيئة خصبه لانتقاله يمكن أن تتسبب بتشكل بؤر جديدة لتعاود وزارة الصحة لاقدر الله إعلان فشل خطتها ووأد إجراءاتها السالفه ونعود كأنك يا ابو زيد ما غزيت.

    الأردن منذ البداية اتخذ القرار الأصعب وقرر التضحية بالتكلفة المالية في سبيل تقليل التكلفة البشرية والخروج بأقل الخسائر، وعلاج المصابين حتى اللحظة الأخيرة، واستنفار أجهزة ومقدرات الدولة لتوفير أفضل السبل العلاجية والحجر الصحي وتعطيل البلاد في محاولة للحد من الانتشار خلافاً لما ذهبت إلية دول عظمى كأمريكا وبريطانيا وإيطاليا وغالبية الدول الأوروبية التي ابتعدت عن حساب القيمة البشرية للفيروس واحتسبت التكلفة المادية فقررت أن البقاء للأقوى في مواجهة الفيروس اللعين.

    حتى لا تضيع جهودنا وتذهب أدراج الرياح ونقيم التراويح في ليالي رمضان وصلوات الأحد شكراً لله ونعانق بعضنا البعض في عيد الفطر يجب علينا تدارك ما حصل ليلة الجمعة السبت وإعادة حساباتنا بما يضمن السلامة للجميع وتقليص الخسائر البشرية والمادية للحد الأدنى الذي يمكننا احتمال دفع فاتورته دون أن نبكي البلاد والعباد طويلاً.

    ربما أخطأت الحكومة بطريقة إعلانها عن موعد سريان حظر التجول وأدخلت المواطنين في بازار شعبي للتسوق لا أحد يعلم كم نقل من العدوى إلا الله، ولتجاوز ما جرى وعملاً بمبدأ التشاركية في اتخاذ القرار والنصيحة لولاة الأمر فإنني أدعو خلية الأزمة الحكومية لترتيب أوراقهم جيداً قبل تحديد موعد رفع حظر التجول في المملكة لعدم تكرار ما جرى من سوء تقدير للموقف وتسرع باتخاذ القرار.

    بانتظار ما سيأتي به الإثنين من قرارات وتوجيهات حكومية دعوني أطلق أمنياتي ودعواتي بأن تدرس الحكومة ما نقله مدير الخدمات الطبية الملكية من معلومات حول مدى إمكانية تطور الفيروس وانتشاره في البلاد قبل اتخاذ أي قرارات ترتبط بخروج المواطنين من مساكنهم حرصاً على سلامة الجميع، وحتى لا نكون كمن وصفهم رب العزة " قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا" صدق الله العظيم.

    اللهم إني استودعك الأردن بما فيه ومن فيه.





    [21-03-2020 11:33 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع