الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    كورونا .. تنفيذ القرارات أهم من إقرارها

    أخيرا.. اتخذت الحكومة الإجراءات الاحترازية القاسية لمواجهة ومحاربة وباء كورونا الذي بات يعم العالم، تلك الإجراءات جاهدت الحكومة لتأجيلها لأطول فترة ممكنة بأمل انحسار الوباء، وربما ستعود الحكومة لاحقا في حال تواصل تفشي المرض لاتخاذ إجراءات أخرى أشد، وتلك اجراءات سيكون لا بد منها لتوسيع قاعدة الحماية من المرض.
    اليوم، وبعد اجراءات الحكومة، سيكون على الجميع واجب مجتمعي أعمق، فتعطيل المدارس والجامعات يعني حماية اكثر، وبقاء الطلاب في بيوتهم يعني مراقبتهم أسريا ومنع الاختلاط بأعلى قدر ممكن، وهذا يتطلب من الأسر رفع مستوى الوعي لديها، وإلزام الطلاب منازلهم، فعطلة الأسبوعين هي عطلة وقائية وليست عطلة صيفية يمكن للطلاب فيها الذهاب للملاهي والحارات والاسواق، وتلك مسؤولية العائلة التي عليها ان تعي الاسباب التي دفعت لاتخاذ تلك الاجراءات الاحترازية، وتساعد بالتالي على انجاحها.
    كما ان اجراءات الحكومة الاحترازية يجب الا تدفع الناس للتهافت على الاسواق وتخزين مواد غذائية، فالحركة التجارية مستمرة، والاغلاقات الجوية والبرية التي تم الاعلان عنها لا تشمل حركة الشحن والتجارة، والمخزون الغذائي وفق تأكيدات الحكومة والاطراف المعنية يكفي ويزيد.
    الاجراءات التي اعلن عنها الهدف منها تأمين اكبر قدر ممكن من الوقاية تجاه هذا الوباء الذي يتفشى عالميا بشكل واسع، ما يتطلب اعلى درجات الحرص من الجميع مواطنين وسلطة تنفيذية، والتعامل مع الموضوع على قاعدة الامن الوطني الذي يتوجب على الجميع الحرص عليه والتعامل معه بأقصى درجات الجدية دون استهتار، فالحكومات العالمية بشكل عام والحكومة على وجه التحديد عندما تلجأ لمثل تلك الاجراءات فإنها تعرف ان قطاعات واسعة سوف تتأثر اقتصاديا وان الواردات للخزينة العامة ستتأثر، ولكن ما يجري في العالم حولنا يدفع لمثل تلك الاجراءات وربما اجراءات اوسع لاحقا، اذ إن وباء كورونا بات عالميا، وانتشر على مستوى كبير، ودول العالم تجهد بإمكانياتها لمواجهته، وربما لم يمر على العالم منذ 100 عام أن شهد هذا الانتشار الواسع لوباء عالمي، فآخر انتشار كان لمرض الانفلونزا الاسبانية التي ازهقت حياة ناس كثر، بيد أن التطور العلمي والثقافي والصحي قبل 100عام ليس كما هو عليه اليوم، وبالتالي فإن حالة الهلع لا مبرر لها، ومن المؤكد ان العالم مجتمع سوف يستطيع السيطرة على هذا الانتشار الواسع، والاختبارات العلمية مبشرة وتحتاج فقط لوقت.
    بالمقابل فإن الحكومة عليها مراقبة ومتابعة القرارات التي اتخذتها، ومراقبة حسن تنفيذها عن كثب، وهذا يتطلب من اجهزة الدولة المختلفة عدم التهاون بتلك القرارات، إذ إن تقديم الارجيلة في المقاهي يحتاج لمراقبة، ومنع التجمعات العامة بحاجة لمراقبة، وتطبيق القرار على الجميع دون استثناء، كما ان تكثيف حملات التوعية، وتفعيل التعليم عن بعد لا بد منه حتى نضمن بقاء الطلاب في بيوتهم وعدم التعامل مع التعطيل بشكل سلبي.
    علينا ألا نركن لمحدودية الحالات التي اصابها المرض، وانما يتوجب أخذ الجدية مع حالات المنع، وايضا مع التحذيرات التي تصدر من الجهات المعنية، وألا يصيبنا الهلع لو تم اكتشاف 6 حالات جديدة وربما اكثر لاحقا، فمدى التزامنا وجديتنا في التعامل مع الازمة هو السبيل الحقيقي لتجاوزها والحد منها.
    الصين تعاملت مع المرض بجدية والمواطنون هناك التزموا بشكل كامل بالتعليمات والتوصيات التي صدرت من الجهات المختصة، وهي اليوم تسجل مرحلة متقدمة في تجاوز الازمة واحتوائها، وهذا الدرس الصيني علينا الاستفادة منه ما امكن، وهذا يتطلب ان تستمر الحكومة في شفافيتها وتنفذ توصيات اللجان الصحية المختصة دون ابطاء او تقصير، وقتها يمكن لنا جميعا ان نحد من انتشار هذا الوباء ونجعله محصورا بالقدر الذي يمكننا ذلك.





    [16-03-2020 07:36 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع