الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    "كورونا" والإجراءات الحكومية

    قبل الإعلان أمس عن أول أصابة أردنية بفيروس كورونا في الأردن، كانت الحكومة في كل مرة ترد على التحذيرات التي أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ومختصون ونواب ونقابيون وغيرهم والمتعلقة بالاستعداد لمواجهة الفيروس أثناء انتشاره في مدينة ووهان وسط الصين وبعد امتداده إلى خارجها ووصوله إلى دول مجاورة، أنها اتخذت كل مايلزم من اجراءات للتصدي للفيروس ومحاولة منع دخوله إلى الأردن.

    ومع أن التحذيرات تواصلت، ورافقها بعض الانتقادات للإجراءات المتخذة إلا أن الحكومة ممثلة بوزارة الصحة، أكدت جاهزيتها للتصدي للفيروس واتخاذ كل ما يلزم لمنع وصوله إلى الأردن، أو لاكتشافه قبل دخوله للأردن.

    ولكن، وبعد كل التصريحات الحكومية المطمئنة، ظهرت بعض السلبيات التي أثارت الرأي العام والردود الغاضبة من قبل المراقبين والمختصين والنشطاء وغيرهم، وأولها نقص الكمامات في السوق المحلي، واختفائها لاحقا، وبيع الموجود منها بأسعار أكثر من سعرها الحقيقي.

    وبعد ذلك، تصريحات وزير الصحة الدكتور سعد جابر المتعلقة بفاعلية الشماغ للوقاية من فيروس كورونا، ما دفع منظمة الصحة العالمية للرد على هذه التصريحات ونفي فاعلية الشماغ للوقاية من الفيروس، ما أثار مرة أخرى ردود فعل سلبية على نطاق واسع، تخللها الكثير من السخرية والنقد للوزير والوزارة والحكومة، ودفع الكثيرين للتشكيك بجدوى وفاعلية الاجراءات الحكومية لمنع وصول الفيروس للأردن.

    وجاءت تصريحات رئيس الوزراء عمر الرزاز والتي أقر فيها بأن إجراءات الحجر الصحي في الأردن لفيروس كورونا ما تزال غير مناسبة، لتثير الرأي العام حيث وجهت سهام الانتقاد للحكومة ولوزارة الصحة اللتين حاولتا منذ البداية تصوير الاجراءات الأردنية للحيلولة دون وصول الفيروس للأردن والوقاية منه مثالية، لتظهر الحقيقة من خلال تصريحات الرئيس بصورة مغايرة.
    وطبعا تلا ذلك، وبعد أن أعلنت الحكومة عن استئجارها لفندق للحجر الصحي، الكثير من الردود السلبية والساخرة التي لم تعد تثق بعد بفاعلية إجراءات الحكومة.
    طبعا، لايمكن السخرية من كل اجراءات الحكومة، فهناك اجراءات مناسبة وجيدة منها وضع اجهزة قياس الحرارة في المطارات والمراكز الحدودية، ومنع دخول مواطني الدول التي انتشر فيها الفيروس، إلا أن تخبط وزارة الصحة ساهم بخلق رأي عام لايثق بإجراءات الوزارة ويشكك بفاعليتها.

    ولكن الآن، وبعد اكتشاف الحالة الأردنية المصابة بالفيروس، فإن الخوف يتزايد في الوسط الشعبي، ما يوجب على الحكومة التعامل بطريقة جادة ومسؤولة بعيدة عن الاجتهادات السابقة، أو التصريحات غير الدقيقة، فالخشية حقيقية الآن، والاجراءات الاحترازية الفعالة ضرورية حتى لا يصاب المجتمع بالرهاب والارتباك.

    نعم الحكومة أعدت خطة، بحسب وزير الصحة لمواجهة الفيروس بحال وصل إلى الأردن، والآن وبعد اكتشاف الحالة يجب أن تكون الخطة بمستوى التحديات للتعامل ليس مع حالة واحدة، ولكن مع أكثر من حالة لاسمح الله، لاسيما أن المريض المصاب، لم يكتشف فور وصوله للأردن، وانما بعد ذلك.

    كما أن الخطة يجب ألا تنحصر بالجانب الصحي فقط، وانما بكل الجوانب الحياتية للمواطن الأردني، بحيث يتم الحفاظ على الهدوء وتوفير السلع ومنع الفوضى.
    إن الحكومة مطالبة الآن، بالتعامل بمنتهى الجدية، بحيث تنال اجراءاتها ثقة المواطنين، فالهلع الذي يمكن أن يصيب المواطنين، قد يتوقف عند حد ما، إذا أتقنت الحكومة التعامل مع الوضع المستجد، ونالت إجراءاتها الثقة الشعبية، ولكن في حال تواصل الارتباك السابق، فإن الارتباك ينتشر في المجتمع.

    الآن، المواطن بحاجة إلى الثقة بإجراءات الحكومة، ويتم ذلك من خلال فاعلية الاجراءات ودقتها وعدم التخبط واطلاق التصريحات غير المسؤولة واحترام عقول المواطنين ومعرفتهم.





    [03-03-2020 08:47 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع