الرئيسية تقارير

شارك من خلال الواتس اب
    زيارة تميم للأردن: مصالح أردنية عليا ومساعٍ قطرية للتوسع بالعلاقات العربية
    الملك وامير قطر / ارشيفية

    أحداث اليوم -

    ياسر شطناوي - على صخب المتغيرات الإقليمية المتسارعة التي تشهدها المنطقة، وسرعة دوران عجلة الإحداث التي تلقي بظلالها على السياسات، جاءت زيارة أمير دولة قطر الأمير تميم إلى الأردن.

    توقيت الزيارة مهما وملفتا، أولا بعد استمرار الخلاف الخليجي الخليجي، وثانيا بعد إعلان خطة السلام الأميركية المعروفة إعلاميا بصفقة القرن.

    سياسيون قالوا إن هذه الزيارة تحمل الكثير من الرسائل داخليا وخارجيا، وتشير إلى البوصلة الأردنية لم تبتعد عن مساعي تحقيق التعاون العربي المشترك والإبقاء مع كل الدول العربية على مسافة واحدة.

    وأضافوا أن الأردن وقطر تربطهما علاقات كبيرة على مدار السنوات منذ عهد الرحل الحسين بن طلال، وان توطيد هذه العلاقات يكون من خلال التعاون والتنسيق في مختلف الأطر خاصة الاقتصادية والعسكرية.

    وعن الخطة الأمريكية، بينوا أن الموقف الأردني القطري متقارب تماما، وان الدولتين تؤكدان على ان للشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته على حدود الرابع من حزيران كدولة مستقلة عربية عاصمتها القدس.

    زيارة مباركة في وقتها

    وزير الخارجية الأسبق كمال أبو جابر وصف زيارة أمير قطر للأردن المباركة والتي جاءت في وقتها الصحيح.

    أبو جابر بين لـ " أحداث اليوم" أن هناك العديد من الملفات التي سيتم التباحث حولها بين الملك عبد الله والأمير تميم، منوها إلى أن القضية الفلسطينية والأزمة الخليجية والشأن العربي عامة عناوين ستتصدر اللقاء.

    بشأن صفقة القرن قال إن الموقف الأردني والقطري جاء متوافقاً في رفض الصفقة التي سلبت من الفلسطينيين حقوقهم في إقامة دولتهم، موضحاً أن اللقاء سيؤكد على هذا الموقف بكل إصرار.

    وعن الأزمة الخليجية الخليجية، وضّح أبو جابر أن دول الجوار والإقليم تنظر للأردن اليوم على انه فاعل أساسي ومحوري في المنطقة، منوهاً إلى أن احتمالية لعب الأردن لدور وسيط لمحاولة حل الأزمة الخليجية أمر وارد في الفترة القادمة.

    وأكد على أن أمن الأردن من أمن الخليج والعكس صحيح، لاسيما وأن عمان تتعاون مع مختلف الدول الخليجية بالكثير من المواضيع خاصة العسكرية والاقتصادية.

    وشدد على أن هذه الزيارة ستفتح الأبواب لكل الملفات المختلفة المشتركة بين البلدين، وعلى وجه التحديد التنسيق الأمني في ظل اقتراب استضافة قطر لكأس العالم 2022، وان يكون للأردن دوراً امنياً في ذلك، على غرار تدريب أفراد من القوات القطرية.

    مصالح عليا للأردن


    مقرر لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب قيس زيادين بين أن الأردن يعمل في علاقاته الخارجية من منطلقة المصالح الوطنية العليا التي يجب الحفاظ عليها وتدعيمها.

    وأضاف زيادين لـ " أحداث اليوم" أن زيارة أمير قطر إلى عمان تأتي في أطار حفاظ الأردن على هذه المصالح، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لصفقة القرن، منوهاً أن على الأردن اليوم أن يحشد أكثر لكل الدول الداعمة لموقفة من اجل تكوين جبهة قوية عربيا وعالمياً لواجهة هذه الخطة.

    وبّين أن الأردن تاريخياً يحافظ دوماً على علاقته مع الدول الأخرى ويلعب دور الوسيط في "حلحلة" الخلافات أن وجدت، أو يكون محايداً تجاه قضايا الشأن الداخلي، موضحاً أن زيارة الأمير القطري لعمان اليوم تأتي في أطار الحفاظ على هذا العلاقات وتوطيدها وتدعيمها على مختلف المجالات.

    وحول المحور الاقتصادي وضح زيادين أن الأردن يمتاز ببيئة استثمارية مُحفزة للاستثمار العربي والأجنبي، وبالتالي خلق فرص عمل ودرّ دخل على الاقتصاد الأردني المتهالك، متوقعاً أن يكون هناك اتفاقيات اقتصادية أو تشغيلية على هامش اللقاء.

    الاستقرار العربي


    أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني، قال إن الأردن على مر التاريخ كان دائماً يبحث عن الاستقرار العربي، بما يتوافق مع مصالحة العليا من منطلق الواقع الجيوسياسي، بشكل عام وارتباطه بشكل خاص وحساس مع دول الخليج العربي.

    وأضاف المومني لـ " أحداث اليوم" أن زيارة أمير قطر للأردن لا يمكن اختزالها فقط من باب ملف صفقة القرن تحديدا وان كان هناك توافقا في وجهات النظر بين البلدين على الخطة، منوهاً إلى أن قطر الآن تبحث عن آفاق جديدة لها، خاصة بعد استمرار الأزمة الخليجية.

    وأكد أن الأردن أيضاً له مصالح في التقارب مع قطر، لا سميا الجانب الاقتصادي، وذلك في ظل الاقتصاد الأردني المتعب، مشيراً إلى أن الأردن منذ سنوات بدأ بشكل واضح يبحث عن اطر جديدة يفتح معها خطوط وعلاقات يما يتوافق مع المصالح العليا ويضمن الترابط العربي المشترك.

    وشدد المومني على أن العلاقات الإستراتيجية الأردنية مع قطر لن تكون بديلا عن العلاقة مع دول الخليج الأخرى ولو كان هناك تباين في وجهات النظر حول مختلف الملفات مثل حماس والإخوان وغيرها، منوهاً إلى أن الأردن يتبع سياسة المفاضلة في العلاقات مع الدول بما لا يقطع العلاقات مع الدول الأخرى.


    دعم وتطوير العلاقات


    من جهته قال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة، أمجد العضايلة خلال أيجاز صحفي للإعلان عن قرارات مجلس الوزراء، "نأمل أن تشكل هذه الزيارة دعما للجهد العربي المشترك ومسيرة التعاون، ودعم وتطوير العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين في المجالات الاقتصادية ومختلف المجالات".

    يذكر أن العلاقات الأردنية القطرية كبيرة وعلى مختلف المجالات، وصل عدد الأردنيين في قطر إلى نحو 60 ألفا، وسيشهد هذا العدد زيادة سريعة مع استكمال الوظائف المخصصة للأردنيين في قطر.

    وهناك أردنيون يستثمرون في قطر، ووصل عدد الشركات الأردنية المملوكة بنسبة 100 % لمستثمرين أردنيين في دولة قطر نحو 13 شركة في نهاية عام 2018 بإجمالي رأسمال يقدر بنحو 8 ملايين دينار.

    كما وان هناك دعما قطريا للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وفقا لما أكده الأمير تميم أكثر من مرة.






    [23-02-2020 02:43 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع