الرئيسية تقارير

شارك من خلال الواتس اب
    إلزام المهندسين بالتدريب القَبلي .. هل يعالج الأخطاء المهنية؟
    إنهيار مشروع في شارع الجاردنز مطلع عام 2018 - أرشيفية

    أحداث اليوم - أحمد الملكاوي - اشترطت نقابة المهندسين مؤخراً إخضاع المهندسين حديثي التخرج والذين لم يسبق لهم إدارة المواقع والمشاريع في الميدان ، 30 ساعات تدريبية يتبعها امتحان كفاءة للمهندس التوجه لميدان المشاريع والمسؤولية عنها.

     مهندسون مختصون بقطاع الإنشاءات عزوا ذلك لوقوع العديد من الإنهيارات لمشاريع تحت الإنشاء خصوصاً في العاصمة عمّان أودت بحياة عدد من العاملين في قطاع الإنشاءات، حُملت المسؤولية عنها للإشراف الهندسي، فضلاً عن توجه النقابة لضرورة تأهيل المهندسين حديثي التخرج لإنتاج المشاريع بكافة الجوانب المهنية والفنية.

    صاحب أحد المكاتب الهندسية  عدنان البليسي يقول إنّ إدارة المشاريع مؤخراً  تنسب لمهندسين حديثي التخرج دون الأخذ بعين الإعتبار سنوات الخبرة في إدارة الموقع خاصة وإنّ المقاولين يفضلون اختيار مهندسين بأجور منخفضة تماشياً مع السوق والاوضاع الاقتصادية.

    ويتابع البليسي لـ"أحداث اليوم" أنّ شروط الأجر المنخفض تدفع المهندسين حديثي التخرج، للقبول بها دون خبرة بعملية الحفريات والتربة التي تتعرض للانهيارات.

    ويضيف أنّ الاشتراط الجديد بإخضاع المهندس للتدريب والامتحان قبل إدارة الموقع، يزيد من من معرفة المهندس بظروف الميدان والمواقع، ويرفع سويته ومسؤوليته في الوقت ذاته، فضلاً عن تعرفه على الأخطاء التي يواجهها مستقبلاً عن طريق إشراف المقاول، صاحب العمل الرئيس في المشروع.

    من جهته يقول رئيس الشعبة المدنية السابق في نقابة المهندسين رائد حدادين إنّ القرار كان قيد الدراسة منذ قرابة 6 سنوات لرفع سوية المهندسين حديثي التخرج وكسر الجليد الناجم والخوف الذي يحمله أي خريج مستجد في بداية طريقه المهنية وما تحملها من أخطاء، نافياً أن يكون القرار على خلفية الانهيارات الأخيرة للمشاريع الهندسية الكبرى التي شهدتها العاصمة عمّان.

    ويقول حدادين لـ"أحداث اليوم" إنّ كافة المهندسين والمهنيين يرتكبون للأخطاء في بداية طريقهم ما يدفعهم للتعلم الّا انّ بعضها لا تغتفر وتكون قاتلة، تروح ضحيتها بعض الأرواح أحياناً.

    ويفضلّ أنّ يقضي المهندس معظم ساعات تدريبه الثلاثين في الميدان والمواقع برفقة المهندسين العاملين والممارسين والأكثر خبرة، للتعرف على طبيعة التعامل مع المواقع والمشاريع في ظروف مختلفة.

    ويتابع حدّادين أنّ ذلك سينعكس إيجاباً على المشاريع الإنشائية في سوق العمل، برفع سوية الأمان واختيار القرارات الهندسية التي تحافظ على جودة المنتج كما يجب أن يكون.

    من جهته أكد رئيس هيئة المكاتب الهندسية في النقابة عبد الله غوشة، أنّ إدارة المهندس حديث التخرج للموقع تشكل ظلماً للمالك والمكتب الهندسي والعمّال أنفسهم، ذلك لصعوبة التعامل مع الظروف التي تتعرض لها المشاريع.

    ويقول غوشة لـ"أحداث اليوم" إنّ النقابة لن تعتمد أي مشروع لا يخضع مديره للدورة المذكورة في حال لم يكن عاملاً المواقع من قبل.

    ويضيف أنّ النقابة ستستمر في زياراتها المفاجئة للمواقع  الإنشائية للتأكد من عدم الاحتيال على القرار وتوقيع العقود أسماء مهندسين من ذووي الخبرة للحصول على الموافقة فقط، مشيراً إلى أنّ المشاريع الكبيرة التي تزيد عن 1000 م يحضع مديرها لامتحان قدرة قبل تواجده في الميدان يمثل نجاحه، شرط وجوده في الإدارة.

    نقيب المهندسين الأردنيين المهندس أحمد سمارة الزعبي،أكد  أنّ البرنامج يهدف الى تطویر ممارسة المهنة في مجال الاشراف والارتقاء بمستوى المهندسین من خلال تعزيز ورفع كفاءة مهندسي الاشراف في ضبط ومتابعة أعمال ضبط الجودة في الموقع.

    وقالت النقابة  في بيان لها الثلاثاء وصلت "أحداث اليوم" نسخة عنه أن حضور البرنامج واجتياز الامتحان الذي يليه، يعتبر شرطا الزاميا للسماح للمهندسين حديثي التخرج او الذين لم يمارسوا أعمال الاشراف باعتمادهم كمقيمين على المشاريع الانشائية.

    وتوفي ثلاثة عمال من الجنسية المصرية بانهيار أتربة بمشروع  في منطقة الدوار الثامن خلال تشرين أول الماضي في حين توفي عامل آخر بانهيار سور انشائي في اربد وسبقهما حوادث انهيار متعددة خلال السنوات السابقة.





    [19-02-2020 08:14 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع