الرئيسية أحداث رياضية

شارك من خلال الواتس اب
    علاج لاعبي كرة القدم .. أندية تتهرب ولوائح قاصرة
    إصابة أحد لاعبي المنتخب الوطني - تعبيرية

    أحداث اليوم - أحمد بني هاني - تعرض اللاعب في صفوف نادي البقعة فرح مكحل لقطع في الرباط الصليبي الأمامي في كانون الثاني (يناير) 2019، أثناء تدريبات الفريق تحضيرا لمرحلة الإياب من دوري المحترفين لكرة القدم.

    ووفق التقرير الذي أوردته يومية "الغد" ورغم احتياجه لتدخل جراحي سريع لمنع تفاقم الإصابة، لكنه أمضى 27 يوما بانتظار ناديه، الذي "ماطل" في توفير تكاليف علاجه وعمليته، فاضطر مكحل إلى تأمين 50 % من تكاليف الجراحة، ليحمل النادي ما تبقى، وأجرى العملية عقب شهر من تشخيص إصابته.

    هذا الحال، أجبر مكحل على رفع قضية بحق الإدارة السابقة للنادي لتأخرها عن تعويضه، ودفع مستحقاته التي حصل عليها بعد 6 أشهر من رفع القضية؛ حيث دفعتها له الإدارة الحالية للنادي، وفق قوله.

    ويبين المنسق الإعلامي لنادي البقعة، خلال الموسم الكروي الماضي أحمد سلام، أن الأندية تصطدم بالعجز المالي وعدم توفر المبالغ المطلوبة للعلاج، وخاصة في حال إصابة أكثر من لاعب خلال الموسم، معتبراً أن إجراء الجراحة لمكحل عقب 27 يوما ليس تأخيرا، في ظل الصعوبات التي يمر فيها النادي.

    ويقضي عقد اللاعب مع ناديه بوجوب تكفل النادي بتوفير العلاج ضد الإصابات الرياضية التي يتعرض لها اللاعب، سواء في التدريبات أو المباريات، رغم ذلك “تماطل” النوادي في تحمل مسؤولياتها المادية لدى إصابة لاعبيها، وهي مشكلة تواجه لاعبين، وتعرقل مسيرتهم الكروية.
    اعتزال بداعي الإصابة
    يؤدي “تجاهل” الأندية المحلية واتحاد كرة القدم لتقديم الرعاية الصحية اللازمة للاعبيها إلى تضررهم لدرجة تصل إلى الاعتزال بداعي الإصابة، نتيجة عدم قدرتهم على استكمال العلاج، أو لتفاقم إصاباتهم أثناء انتظار تكفل أنديتهم بتكاليف العلاج اللازمة، بحسب اللاعبين.

    “أجبرت على اعتزال لعبة كرة القدم، بعد رفض النادي التكفل بعلاجي من إصابة تآكل في الورك، التي تعرضت لها وأنا لاعب في صفوف فريقي”، هذا ما يقوله لاعب رفض الإفصاح عن اسمه عن تجربته بعد “مماطلة” النادي الذي لعب لحسابه بالتكفل في علاج إصابته.

    ورغم مسيرة اللاعب “….” المميزة؛ حيث مثل المنتخب الوطني الأول لأعوام طويلة، لكن الاتحاد لم يقدم له أي مساعدة أيضاً، فاضطر لاستكمال رحلة علاجه التي امتدت لعام ونصف على نفقته الخاصة، بعد تهرب النادي والاتحاد من مسؤوليتهما، ثم قرر الاعتزال.

    وكان الاعتزال مصير لاعب آخر رفض الإفصاح عن اسمه، والذي اتخذ قراره بالتوقف عن اللعب بعد تعرضه لإصابة رباط صليبي في الركبة.

    اللاعب تكفل بكامل مصاريف علاجه، ثم رفع دعوى قضائية على النادي لدى الاتحاد، وقضى الأخير بأن يدفع النادي تكاليف علاجه.

    وتتشابه تجربة هذين اللاعبين مع تجارب لاعبين آخرين في دوري المحترفين، الذين “يلهثون” وراء الأندية في تأمين مصاريف العلاج للإصابات التي يتعرضون لها في الملاعب، وفق الصحفي الرياضي حاتم ظاظا.

    وبحسب الاتحاد الدولي لكرة القدم “FIFA”، فإن المحترف هو اللاعب الذي لديه عقد مكتوب مع ناد ويدفع له في مقابل نشاطه في كرة القدم أكثر من مصروفاته الفعلية التي يتحملها، وبحسب إحصائيات رسمية وصل عدد اللاعبين المحترفين المحليين في الدوري خلال الموسم الماضي 350 لاعبا، في حين يصل العدد الكلي مع غير الأردنيين إلى 400 لاعب.

    وتلزم عقود اللاعبين المحترفين الأندية والمنتخبات بتوفير كل متطلبات السلامة، وعلاج اللاعبين والتكفل بتقديم أفضل العلاجات لهم طوال فترة العلاج، وتعويضهم والاستمرار بإعطائهم رواتبهم الشهرية بموعدها المحدد، وفق لوائح “FIFA”.

    تداعيات صحية للمماطلة في العلاج
    لم يستجب النادي لمطلب أحد اللاعبين بالتكفل بالعمليات الجراحية التي احتاج إليها في ركبته، فلجأ إلى الاتحاد الذي تولى معالجته كحالة إنسانية.

    ويلعب الوقت دورا مهما في سرعة استشفاء اللاعب من الإصابة، وفق استشاري جراحة العظام والمفاصل وإصابات الملاعب الدكتور باسل عواد، موضحا أن اللاعب بعد تعرضه للإصابة يجب أن يخضع للفحص الطبي مباشرة، لتحديد نوع إصابته ونوع العلاج الذي سيخضع له.لذلك، فإن تأخر الأندية في تأمين تكاليف علاج اللاعبين، يزيد من معاناتهم ويطيل وقت الاستشفاء، يؤكد عواد، مشيرا إلى أن إصابة الرباط الصليبي وهي الأكثر شيوعا لدى اللاعبين في الأردن، قد تصل تكلفة إجراء الجراحة لها إلى 4 آلاف دينار.

    أزمة الأندية المالية
    يؤكد اللاعبون الذين قابلهم معد التقرير أن الأندية لا تؤمن على لاعبيها ضد الإصابات، ويعزو عضو مجلس إدارة نادي الجزيرة زياد ارميلي قصور الأندية في التكفل بعلاج لاعبيها إلى الظروف المادية التي تعيشها الأندية الأردنية، قائلا إن الأندية كلها تعاني في ظل وجود الاحتراف الذي لم يبن على أسس صحيحة.

    ورغم تأكيده أن النادي ملزم قانونيا بعلاج اللاعب المصاب، لكن الأندية تصطدم بعوائق منها أن الاتحاد لم يسدد الكثير من المستحقات والالتزامات المالية للأندية.
    وتتجاوز الفاتورة الشهرية للأندية 40 ألف دينار، بالمقابل الاتحاد يدعمها بـ9 آلاف دينار فقط، ما يفاقم الأعباء المالية عليها، ويمتد هذا الأثر على اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية والطبية.

    وبلغ عدد الإصابات في نادي الجزيرة آخر عامين 14 إصابة، بحسب المعالج في النادي جبرين مناصرة، أما في نادي الوحدات، فقد سجلت 20 إصابة، 5 إصابات منها رباط صليبي، وفقا للمعالج مأمون حرب، وسجلت 30 إصابة لدى نادي الفيصلي؛ إصابتان رباط صليبي جانبي، وحالة رباط صليبي مع وجود تمزقات، وباقي الإصابات عضلية، بحسب تقديرات معالج النادي شادي عاصي.

    لوائح قاصرة
    لا تتضمن لوائح الاتحاد الأردني لكرة القدم التعليمات الواردة في لوائح الـ”FIFA”، والتي تنظم طبيعة العلاقة بين أركان اللعبة من لاعبين وأندية واتحاد الكرة، فالاتحاد يعتمد على قوانين قام بصياغتها أشخاص لا علاقة لهم بكرة القدم، بحسب ظاظا.

    ويوافقه في ذلك الخبير القانوني في كرة القدم عماد الحناينة، الذي يرى أن لجان الاتحاد الأردني لا تحفظ حقوق اللاعبين، ولا توفر الحماية القانونية لهم ضمن المتطلبات الدولية وقوانين حقوق الإنسان وقوانين العمل.

    ويفرض الاتحاد الدولي وجود وثائق تأمين للاعبين، وضمان التعويضات المالية وتشمل الإصابات والوفيات والعلاج، وهذا ما يطلبه الاتحاد الأردني من إدارات الأندية، لكن بلا متابعة أو رقابة، ولا يتشدد في مسألة وجود وثيقة التأمين، بحسب الحناينة.

    ويبين الحنانية أن الاتحاد الأردني أُجبر مؤخرا على تعديل بعض القوانين واللوائح لتنسجم مع قوانين الـ”FIFA”، وإلا سيكون مخالفا ويتعرض لعقوبات، بعد اعتماد الفيفا وثيقة حقوق الإنسان للعام 2017، والتي تنص على أن “جميع اللاعبين متساوون في الحقوق المالية والصحية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية”.

    ومن جهته، يلخص مدير الإعلام في الاتحاد الأردني لكرة القدم محمد العياصرة دور الاتحاد بأنه توجيهي؛ إذ يوجه الأخير الأندية إلى تأمين اللاعبين ضد الإصابات، بما فيه مصلحة اللاعب والنادي على حد سواء، كأن يتم تعويض اللاعب والنادي ماليا وهذا أمر إيجابي للطرفين، على حد قوله، مشيراً إلى أن الاتحاد يعرض لوائح تشترط تأمين اللاعبين ضد الإصابات على الأندية ولاعبيها، لكنها لا تعمم.

    بدعم من منظمة "صحافيون من أجل حقوق الإنسان JHR"





    [18-02-2020 08:32 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع