الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    صفقة القرن .. الأردن وفلسطين آخر "المتاريس" بوجه ترامب
    القدس المحتلة - أرشيفية

    أحداث اليوم -

    عهود محسن- لم يعد خافياً على أحد أن إضعاف الموقف الفلسطيني الأردني الرافض لخيارات التسوية والحل النهائي لترامب ونتنياهو بات مطلباً للكثير من الأنظمة العربية الساعية لإخراج علاقاتها مع الاحتلال الصهيوني للعلن وإقامة علاقات تحت ضوء الشمس.


    الخيارات المتاحة أمام الأردنيين والفلسطينيين محدودة وصعبة وتحتاج لحنكة سياسية وثبات في الموقف والسياسات للخروج بأقل الخسائر وبما يبقي على وجودهما معاً وعدم صهرهما على "مذبح القرابين العربية" المقدمة لترامب ونتنياهو.


    لو قرأنا ما جرى مساء الثلاثاء بعين المراقب وبعيداً عن المشاعر والعواطف التي خالجت صدورنا لحظة إعلان الصفقة ومتابعة ردود الفعل العربية عليها والتي يمكننا اختزالها بتسليط الضوء على حضور سفراء الإمارات والبحرين وسلطنة عُمان للمؤتمر الصحفي وأخذهم الصور التذكارية مع الحضور في البيت الأبيض لوصلنا لقناعة بضرورة العمل العاجل والفوري على تمتين جبهتنا الداخلية وإقصاء عوامل "الشرذمة والإنقسام" ودعم الثوابت الوطنية وإعلان المصالح العليا لنا خارطة للطريق.


    على الرغم من رفض الملك المعلن ضد لقرارات ترامب ، الأردن ليس قادرا على إعلان رفض الصفقة أو حتى مجابهتها أو القبول بها بشكل صريح، فهو يقف الآن في "منتصف السكة الحديدية" مما يحتم عليه تقديم مصالحة العليا بإعلان صريح وواضح لموقفة من قضايا ترسيم الحدود واللاجئين وحق العودة والتعويض والقدس لمساسها المباشر بجوهر وجودة وإمكانية الحفاظ مع الفلسطينيين على بعض الوقت والملفات التي تمكنهم من عدم الانصياع لصفقة ترامب المجنونة التي منحت الدولة العبرية في لحظات ما عجزت عنه بالاحتلال والحرب.


    إعلان ترامب ليس حبراً على ورق وليس من مصلحتنا التقليل منه أو إهماله ويجب أخذه على محمل الجد بتشكيل "خلية إدارة أزمة" بمساندة إعلامية، لغياب الرديف العربي المساند مثل "العراق، سوريا، مصر " فليس من المنطقي إبقاء الملك والسلطة الفلسطينية منفردين في مواجهة إدارة ترامب التي باتت تنظر لحقوق الأردنيين والفلسطينيين كغنائم يجب الإجهاز عليها ومنحها لنتنياهو لإخراجه من أزماته "ومنحه إكسير الحياة" لإبعاد شبح السجن عنه وإنهاء حياته السياسية بفضيحة، وتعزيز موقف ترامب من خلال ذلك وتقديمها على طبق من ذهب للوبي الصهيوني في أمريكا.

    حاولت الاستماع لحديث رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وتشدقه بالحديث عن إمكانية الجلوس مجدداً لطاولة المفاوضات بأذن صاغية، إلا أن ضعف الموقف وضحالت لغة الخطاب، والهرولة خلف الفتات والإستجداء الواضح لعطف ترامب "على شخص عباس" عززت مطالباتي للفلسطينيين قبل غيرهم بالإسراع في إنهاء السلطة "وإعلان حلها" والعودة للمربع الأول كشعب رازح تحت نير الاحتلال لتحميل العالم مسؤولياته حيال الشعب الفلسطيني وتخفيف الضغط عن الملك عبد الله. 



    لم أستوعب حديث عباس عن تغيير الدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية وهل سيحولها لحاضنة كفاح مسلح، وينهي ملفات التنسيق الأمني مع الاحتلال؟ أم أنه سيسلمها لسلطات الاحتلال ويذهب لبيته؟ كما أنني تعجبت من إصرار صائب عريقات على تحميل الموقف برمته للملك "منفرداً" علماً بأن الفلسطينيين على الأرض هم من يملكون أدوات الرفض الحقيقية وما من أحد غيرهم يمكنه الرد على غطرسة نتنياهو.

    العرب عزلوا أنفسهم للأبد عن القضية الفلسطينية وتمترسوا خلف مصالح مفتعله مع الدولة العبرية وإدارة ترامب، وتركوا الأمر للفلسطينيين منفردين فجاء إعلان جامعة الدول العربية، في بيان نشرته الأربعاء ، تعليقا على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، إن "صفقة القرن" المزعومة تشير إلى إهدار كبير لحقوق الفلسطينيين المشروعة، مشيرةً إلى أن الموقف الفلسطيني هو الفيصل في تشكيل الموقف العربي الجماعي إزاء الخطة.


    ختاماً .. ما بين الانتخابات الإسرائيلية والأمريكية يسعى "ترامب ومددله نتنياهو" لاستغلال الوهن العربي، وإنهاء حلم الفلسطينيين بإقامة دولتهم على ترابهم الوطني، والعمل على "شرذمة الحقوق الأردنية" والعبث بأمن المنطقة لأربع سنوات قادمة على أقل تقدير.





    [29-01-2020 03:34 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع