الرئيسية تقارير

شارك من خلال الواتس اب
    صفقة القرن .. شرعنة للاحتلال واعتداء على اتفاقية السلام
    القدس المحتلة - أرشيفية

    أحداث اليوم -

    أحمد بني هاني - في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب رؤيته للسلام في الشرق الأوسط تباينت ردود الفعل العربية حيال "صفقة القرن" التي تطرقت للمرة الأولى إقامة دولة فلسطينية.

    الخطة التي أعلنها ترامب تضمنت أن تكون القدس عاصمة موحدة لـ"إسرائيل" وأن تكون عاصمة فلسطين في القدس الشرقية مع ضمان العمل مع الأردن لتنسيق صلاة المسلمين في المسجد الاقصى.

    ووفق التفاصيل التي أعلنها الرئيس الأميركي فإن واشنطن ستعترف بسيادة "إسرائيل" على كل الأراضي التي تسيطر عليها بالإضافة لتطبيق السيادة على غور الأردن وشمال البحر الميت.

    المطلوب تشكيل موقف عربي موحد ورفض ما طرح ضمن صفقة القرن والتأكيد على حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وفق محللون.

    وفي أول فعل رد رسمي للأردن حول صفقة القرن أكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين تمسك المملكة بحل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 والوصول إلى سلام حقيقي وعادل ينهي الاحتلال.

    ازالة صفة الاحتلال

    وأكد النائب نبيل غيشان أن صفقة القرن تزيل صفة الاحتلال عن "إسرائيل" وهذا مؤشر خطير إذ اعتبر ترامب أن ما حدث عام 1948 كان اعتداء على "إسرائيل" وليس العكس.

    وقال غيشان لـ"أحداث اليوم"، إن الأساس في هذه القضية هم الفلسطينيين وفي حال رفضوها فإن الصفقة لن تمر حيث أبدوا رفضهم لما تم طرحه عليهم.

    وأضاف أن الموقف الأردني الصلب في مواجهة صفقة القرن والدعوة إلى إيجاد حل عادل وسلام على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية وهو ما يجب دعمه وتبينه.

    وأشار غيشان إلى أن خطة السلام تمثل اعتداءً على معاهدة السلام مع "إسرائيل" وخاصة بعد تضمنها بسط سيادة تل أبيب على وادي الأردن واعتراف أميركا بسيادتها عليها.

    وشدد على أن الأردن مطالب بالتمسك بموقفه الثبات أكثر ولكن يجب أن لا نحمل أنفسنا وزر كل الدول العربية واليوم أهم طرف مقاوم في هذه القضية هما فلسطين والأردن.

    من المبكر الحكم على الصفقة

    من جهته قال المحلل السياسي حسن المومني إن الأردن أكد على قرارات الشرعية الدولية وموقفه الثابت في حل الدولتين لكن يجب أن يكون بالتنسيق مع الدول العربية.

    وبيّن المومني لـ"أحداث اليوم"، أنه من المبكر الحكم على الصفقة وخاصة أن الانتخابات "الإسرائيلية" المقبلة قد تشهد تغييرات في حال فشل نتنياهو وتثبيت تهم الفساد بحقه وفي حال غيرت السلطة الفلسطينية موقفها حيالها والقبول بها.

    ولفت إلى أن ترامب ضرب قرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن بهذا الشأن عرض الحائط وهذا مؤشر خطير خاصة أن هذا يزيل صفة الاحتلال عن "إسرائيل" ويتسبب باضاعة حقوق الفلسطينيين.

    وأوضح المومني أن الخطة الأميركية تماهت إلى درجة كبيرة مع الرؤية الإسرائيلية للسلام وخاصة بالاعتراف على ضم المستوطنات ووادي الاردن وأن تكون القدس عاصمة "إسرائيل".

    وحول معاهدة السلام الأردنية "الإسرائيلية" أشار إلى أنه من المبكر أيضا رغم أن الاتفاقية قامت على مبدأ حل الدولتين وعدم الاعتراف بأراضي الضفة الغربية كجزء من "إسرائيل".

    الحل بالعودة إلى المقاومة

    بدوره شدد رئيس الديوان الملكي الأسبق جواد عناني على وجوب دعم مواقف الأردن والملك ورؤيته للسلام على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية معتبرا أن بيان وزارة الخارجية جيدا.

    وقال العناني لـ"أحداث اليوم"، إن العمل الآن يترك للقادة وتقديرات الزعماء في هذه القضية ويجب علينا معرفة أن لكل موقف ثمن وعلى الشعوب أن تعبر عن رايها ورفضها لصفقة القرن ودعم موقف الأردن وفلسطين.

    وأضاف أن الحل يكمن بالعودة إلى المقاومة والمظاهرات في الداخل الفلسطيني وخاصة بعد تصنيف حماس كجماعة إرهابية وعدم اعادة المقدسات للسيادة العربية.

    وتابع العناني أن الصفقة جاءت أفضل مما كان يطرحه "الإسرائيليين" قبل أوسلو وتضمن اعتراف "إسرائيل" والرئيس الأميركي لأول مرة بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.

    ودعا إلى تبني القيادة الفلسطينية رأيين حيال الصفقة الأول رفضها والآخر القبول بها والتفاوض عليها ولكن على الرئيس الفلسطيني النأي بنفسه عنها في ظل التهديد المبطن له بحال عدم قبولها به.

    وبشأن اتفاقية السلام مع "إسرائيل" لفت العناني إلى أن ضم غور الأردن وبسط السيادة عليها اعتداء على الاتفاقية كونها أراض محتلة وليست أراضي "إسرائيلية" وهذا تغيير في الأمر ويجب أن يكون هناك موقف واضح للمملكة حياله.

    ردود فعل الدول عربية

    وتباينت ردود فعل الدول العربية إذ أعلنت كل من مصر والإمارات وعمان والبحرين قبولها بالصفقة ودفع الأطراف للتفاوض حولها فيما أعلنت السعودية وقوفها إلى جانب الفلسطينيين الذين رفضوا ما تم عرضه في الصفقة.

    وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد أن القدس ليست للبيع والمساومة ولا دولة بدون القدس وأن الشعب الفلسطيني لن يمرر صفقة القرن.

    وقال عباس إن استراتيجيتنا ترتكز على استمرار كفاحنا لانهاء الاحتلال وتجسيد استقلال الدولة وعاصمتها القدس، داعيا كل الفصائل للنزول إلى الشوارع والوقوف بوجه الصفقة.





    [29-01-2020 11:09 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع