الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    التربية و الثقافة - دة. اسراء بن طريف

    تعتبر الثقافة كل مركب من القيم و العادات و التقاليد و السحر و الرقص الشعبي و ما انتجه و انجزه الانسان في اطار معنوي و يمكن ان يكون في اطار مادي .

    ومن هنا تبرز اهمية الثقافة في حياة الفرد التي تؤدي الى تماسك اجتماعي و اشباع حاجات الفرد النفسيه و الاجتماعية ،و تعمل على عملية الضبط الاجتماعي لما تقره من قوانين و أنظمة ، و تعمل على قولبة الفرد بتوجيه سلوكه لكي يتفق مع سلوك الجماعة .

    حيث ان لكل مجتمع ثقافة تخصه دون الاخر و لكل فرد ثقافة تميزه ايضا عن الأخر ،فمن المعلوم بأن من اهم خصائص الثقافة انها مكتسبه و ليست موروثة و انها قابلة للاستمرار و التغير تبعا للظروف التي تحيط بها .

    فقد لوحظ في الاونة الاخيرة تغيرا كبيرا في الثقافة المحيطة و لا سيما الثقافة العربية ، وما نتج عن هذا التغيير من فائض في الكم و تسارع في الاستهلاك و تعاظم في المظاهر البراقة نتيجة لعوامل مختلفة و عديدة اهمها الثورة التكنولوجية ، العولمة بكافة اشكالها ، الحروب , النزاعات بين الدول و هجرة العقول .

    و من وجهة نظري ان هذا التغير اخذ منحنيين فمنه الايجابي و منه السلبي ,فالايجابي حسب اعتقادي نتج عن تفاعل و تكامل و انسجام العناصر الثقافية مع بعضها البعض فأدى الى ما يسمى بالتكامل الثقافي ، و نتج ايضا نتيجة الانفتاح على الثقافات الاخرى و الحوار الثقافي البناء و الديموقراطية التي تمنحها الدولة لافرادها .

    اما الناحية السلبية فقد نتج بسبب دخول عنصر ثقافي جديد الى ثقافة معينة و لم يلقى اي ترحيب من هذه الثقافة نتيجة التشوه الثقافي الموجود في عقول الافراد الناتج عن ضيق التفكير و قصور في المعرفة او نتج بسبب تقبل هذا العنصر الجديد و استهلاكه دون التفكير وذلك بسبب الهيمنة الواقعة على الافرادمن خلال غرس ثقافة الصمت فيهم و اجبارهم على تقبل الجديد بدون تفكير لمن هذا التغيير و لمصلحة من ؟ و هل له من عواقب على المدى البعيد ..

    ومن هنا تبرز اهمية التربية في عملية المحافظة على ثقافة المجتمع , فالتربية هي عملية تحويل الفرد من كائن بيولوجي الى كائن اجتماعي و جعله عضوا في المجتمع الذي ينتمي اليه و جزءا لا يجزء منه , حاملا لقيمه و مبادئه و معتقداته و عاداته و تقاليده .

    فالتربية العمود الفقري للثقافة و الثقافة روح التربية و كلاهما لا يستطيعان العيش بمعزل عن الاخر فالعلاقةبينهماهي علاقة ايجابية تجديدية تسعى دوماً إلى نقل الثقافة بصورتها الصحيحة إلى الشعوب والعوالم بطريقة حضارية معتمدة على وسائل تربوية متطورة يكون الهدف الأسمى منها نشر الثقافة وتعزيزها وبقائها .

    فان سر تقدم أي مجتمعٍ من المجتمعات هو الإيمان العميق بأهمية الثقافة لديهم عبر فهم الطرائق والأساليب التربوية الناجحة التي تقود بهم إلى الحفاظ على هويتهم وعراقة مجتمعاتهم وبلدانهم من التآكل والاندثار وهذا لن يتم إلا بالتعاون المشترك بين جميع أفراد المجتمع الواحد أفراداً وجماعات ودولة،اذا علينا ادماج الاساليب التربوية الحديثة في عملية نقل الثقافة و المحافظة عليها من خلال التشبيك بين كافة مؤسسات التنشئة الاجتماعية للوصول الى الهدف المطلوب , حيث ان من اهم ما ينبغي التركيز عليه في عملية التربية هو :

    تعزيز الالتقاء و التفاهم بين الشعوب العربية لمواجهة التغير الثقافي او تقبله حسب المصلحة منه .
    علينا ان نعترف بالاخر و نتقبله .
    ضرورة الاعتراف بالنقص المعرفي لدينا .
    الحوار و المناقشة دون التسليم لهذا التغيير دون معرفة الجدوى منه.
    اعطاء الفرد حرية التعبير عن افكاره و معتقداته .
    تعزيز الانتماء القومي .
    ضرورة الاهتمام بعملية تثقيف الطفل العربي .





    [20-01-2020 09:13 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع