الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    غرق وسط البلد يعيد طرح جدلية انتخاب أمين عمان

    من جديد فاضت شوارع وسط البلد، وهذه المرة انضمت اليها منطقة الدوار السابع، ومن جديد استمعنا لتصريحات تبرر وتعيد ما جرى لغزارة الهطول المطري حينا، وأخرى لاستهتار الناس من خلال إلقاء نفايات وأكياس قمامة في سقف السيل ما أدى لإغلاقات.

    حقيقة الامر ان كل ما سيق من تبريرات مكررة لا تقنع احدا، وكل ما قيل سمعناه العام الماضي على أمل اصلاحه هذا العام، ولذا لم تكن تبريرات المسؤولين قادرة على الوصول للناس.

    حقيقة الامر ان القضية أعقد بكثير من ذاك وفيها الكثير من علامات السؤال التي لا إجابة لها حتى الآن؛ فالغرق تكرر والتبريرات ذاتها، فماذا كُنتُم تفعلون طوال العام؟

    الذي يستفز في الموضوع ان المسؤولين وخاصة في امانة عمان يخرجون علينا قبل كل منخفض جوي ليقولوا لنا انهم على أهبة الاستعداد وليعلنوا عن رفع الجهوزية في كادر الأمانة لمستوياتها الأعلى، وبعد المنخفض تغرق عمان وخاصة وسطها، ولا نعرف عن اي جهوزية كان أولئك يتحدثون! ، ولماذا حصل ما حصل؟ وكيف حصل؟ اذا كانت هناك مشكلة حقيقية وواضحة لا تكمن فقط في تصريف مجاري المياه او انسداد عبارة او كثافة الهطول، فعمان عبر السنين شهدت هطولات غزيرة وامطارا متواصلة ولم تغرق، فلماذا باتت تغرق اليوم؟

    قصتنا ليس لها علاقة بهطول كثيف ومجرى مغلق وإنما في البيروقراطية والمحسوبية والواسطة التي اصابت جهاز وكادر امانة العاصمة دون ان نجد لها حلا مقنعا، حتى بات كادر الأمانة يفوق مرات متطلبات العمل، ورغم ذاك فالإنجاز في حدوده الدنيا، والغرق يتواصل!.

    ولذا من حق اهل عمان وسكانها وضع علامات سؤالهم واستفساراتهم على طاولة المسؤولين، اذ لا يعقل ان يدفع الناس ضرائب ومسقفات لصالح الأمانة لكي يتم صرف تلك الأموال على الرواتب واجور الموظفين فقط، فيما لا نجد بنية تحتية او خدمات تقدم تُشعرنا نحن اهل عمان ان ضرائبنا ومسقفاتنا تذهب في الاتجاه الصحيح ولا تذهب فقط لموظفين عينوا بالواسطة او لموظفين يعانون من بيروقراطية خانقة او لموظفين هدفهم وضع العصي في الدولاب بأمل ازاحة هذا المسؤول وتقديم ذاك، فعمان الحبيبة اكبر من مناكفات هذا وذاك.

    لست هنا أؤشر على احد بعينه، ولكن أعتقد ان من حقنا نحن اهل عمان ان نعرف السبب الذي بات يؤدي كل عام لما رأيناه ليلة الاربعاء الماضي من فيضانات ومداهمات لمياه الأمطار لمحال التجار، وأعتقد ان الأمانة ومجلسها عليهم الاعلان عن فتح تحقيق شفاف وشامل فيما حصل، وإبلاغنا عن اسبابه، وكشف المقصرين الذين أوكلت لهم مهمة عدم تكرار ما جرى العام الماضي وتقديم تبريرات مقنعة وليست مكررة في سبب ما بات يحصل كل عام.

    فعندما تغرق شوارع عمان بالمياه، وتداهم محال مواطنين في وسط البلد والدوار السابع فإن ذاك يستدعي منا جميعا حكومة ومسؤولين وضع الإبهام على الجرح ومعالجته، فالذي غرق وسط عمان بمدرجها الروماني وشوارعها العتيقة ووسطها الذي يجب المحافظة عليه، وتكرار ما جرى يرفع منسوب علامات السؤال والاستفهام.

    ولهذا ومن منطلق ان عمان بلدية خدمية تقدم خدماتها لأهل مناطقها فإن من واجبنا ان نعيد الإشارة وخاصة في ظل تكرار ما بات يحري كل عام ان من حق اهل عمان انتخاب أمينهم وكامل أعضاء مجلسهم البلدي حتى يتسنى لهم لاحقا معرفة من ينتخبون ومحاسبته ان قصر، فبقاء امانة عمان وحدها بهذا الشكل الذي يتم بموجبه تعيين أمينها وعدد من أعضاء مجلسها دون باقي بلديات المملكة بات غير مقبول في القرن الواحد والعشرين، فأهل عمان كما اهل اربد والزرقاء والسلط والكرك والمفرق وباقي محافظات المملكة لديهم المكنة والقدرة على اختيار امينهم ومجلسهم، فهم واعون ويعرفون كيف يمارسون حقهم الانتخابي كما باقي المواطنين.





    [13-01-2020 08:17 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع